تعتبر القدس منذ أكثر من خمسة آلاف عام قلب فلسطين النابض، وإن عانت تلك المدينة من أهوال الحروب والاحتلال إلا أنها ظلت المدينة الخالدة على مر العصور ، وكانت هدفا ومحورا للباحثين والعلماء لما لتلك المدينة من أهمية دينية وتاريخية لآحتوائها على الكثير من الآثار والأماكن المقدسة لجميع الأديان السماوية الثلاثة ، فأورشليم بالنسبة لليهود معقل اليهودية ، فهى تمثل أرض الميعاد التى وعد بها الله ” لشعبه المختار”، وقد شهدت بناء مجد الدولة اليهودية فى عصورها الذهبية فى عهد الملك داود وسليمان ، وتم على أرضها إنشاء هيكل سليمان وهو من أهم المقدسات الدينية اليهودية
وكانت أورشليم موطئ الديانة المسيحية ، حيث ولد السيد المسيح على أرضها المقدسة فى ببيت لحم، وشهدت القدس مراحل حياة السيد المسيح ورسالته وآلامه وقيامته وصعوده إلى السماء، ويرتبط المسلمين ايضا بها لوجود المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة
واللذان يعتبرا من المعالم الإسلامية البارزة فى المدينة الخالدة
كنيسة القيامة
تقول سلفانا جورج عطالله باحثة دكتوراه بمعهد الدراسات والبحوث القبطية كلية الأداب- جامعة الإسكندرية
بعد الاعتراف بالمسيحية فى عهد الامبراطور قسطنطين قامت أمه الملكة هيلانة ببناء كنيسة القيامة بناء على طلب من أسقف القدس مكاريوس حوالى عام 335م ، والتى ضمت الكثير من المواقع المقدسة لدى المسيحيين فأصبحت قبلة الناظرين من كل انحاء العالم المسيحى حتى يومنا هذ ففى ظل الاحتفالات بعيد القيامة المجيد حيث ينظر كل مسيحي بعين الاشتهاء والتمني لزيارة تلك الكنيسة المقدسة ورؤية النور المقدس ويطلق اسم القيامة علي مجموع الكنائس التى شيدت فوق القبر الذى دفن فيه السيد المسيح، والجلجثة والمعروف بالجمجة فى اللاتينية وهو موضع صلب يسوع الناصرى ، ومغارة الصليب طبقا للتقليد المسيحى .
ويذكر المؤرخون أن اكتشاف القبر الذى دفن فيه المسيح لم يكن صدفةً كما تذكر لنا بعض المراجع، فيذكر يوسابيوس أن الإمبراطور هادريان الوثني أراد أن يحجم من توافد اليهود والمسيحيين إلى أورشليم لحنينهم لزيارة الأماكن المقدسة المتمثلة فى موضع هيكل سليمان وقبرالسيد المسيح، فأقام علي انقاض هيكل سليمان معبد للإله جوبتير وعمد إلى الجلجثة والقبر فطمرهما تحت تل صناعى أقام عليه هيكلا للإله فينوس، وبعمله هذا حفظ تلك الأماكن المقدسة إلى الأبد.ويؤكد كل من اوريجانيوس ويوسابيوس وغيرهم أن ظل المسيحيون الأوائل يتوافدون علي القبر ويستدلون بهذا المعبد علي مكانه
لذا عندما اعترف بالمسيحية فى عهد الإمبراطور قسطنطين لم يكن القبر مخفيا، فبعد مجمع نيقية 325م اوفد الإمبراطور أمه هيلانة لبناء كنيسة فوق قبر السيد المسيح وذلك عام 326م ، وبالفعل يروي يوسابيوس القيصرى ان الامبراطور أمر أسقف أورشليم مكاريوس ببناء ثلاث كنائس واحدة فوق القبر والاخرى فوق الجلجثة والثالثة فوق مغارة الصليب ومتابعة الولاة فى الولايات الشرقية للبناء، ولما بدأوا في البناء مهدوا الأرض حتي اصبح بموازاة القبر ولم يبق قائما مرتفعا سوى الصليب ، ونصب حول القبر في دائرة واسعة عشرون عمودا من الرخام تعلوها الحنايا ويحيط بها جدار مستدير ينعطف فى جهاته الاربعة إلى شرقيتين واحدة يمنى والاخرى يسرى وبينهما شرقية ثالثة في مقابل المدخل الكبير ويغطى كل ذلك قبة عظيمة الذى اقترح اسقف أورشليم ان تغطى من الفضة الخالصة.وهذا ما عرف بكنيسة القيامة الذى استغرق بناؤها ست سنوات واكملت عام 335م حيث اقيم حفل عظيم لتكريسها حضره اسقف قيصرية يوسابيوس وغيره من الأساقفة والكهنة والشعب.
وتضيف سلفانا جورج انة تم التعرف على تلك الكنيسة ذات الطراز البيزنطى كما كانت بعصر قسطنطين من خلال تصويرها على قطعة فسيفساء موجودة اليوم فى كنيسة سانتا بودنزيانا فى روما ربما ترجع الى القرن الرابع الميلادى او الخامس ، وكذلك قطعة فسيفاء اخرى صورت الكنيسة عليها بمأدبا بشرقي الاردن ، كما صورت على قطعه من العاج فى متحف ميلانو
علي اية حال، كانت كنيسة القيامة تقف فى وسط بهو فخم محاط بالاعمدة ، وكان قطرها حوالى 73قدما وارتفاعها 68 قدما ، وربما كان الهدف من تقارب القطر والطول لتكونا على قدم المساواة ، والجدران مقسمة كالمعتاد إلي الطابق الآرضي ، والثلاث حنيات والطابق العلوى
تخطيط لبازيلكا قسطنطين والقبر المقدس
وتشير سلفانا جورج بان كنيسة القيامة التى شيدها قسطنطين على الطراز البيزنطى ظلت قائمة حوالى ثلاثمائة عام حتى عام 614م عندما قام الفرس بتخريبها مع باقي كنائس فلسطين ونهب كنوزها وهدم أعمدتها واسروا بطريركها حينئذ والكثير من المسيحين واقتادوهم إلي بابل ، وكانت تلك من أعظم النكبات التى حلت بكنيسة القيامة فى التاريخ.
قام فى تلك الفترة مودستس رئيس دير ثيؤدسيوس بمساعدة بطريرك الإسكندرية البابا يوحنا بمحاولة اعمار الكنيسة وجمع التبرعات لإعادة بناء ما تم تخريبه ، ولكن ما تم اعماره لم يكن مثل سابقه من الناحية المعمارية او التماثل في البناء ، وحاول مودستس اضفاء مسحة من الجمال على البناء بما تبقي من أثار البناء البيزنطى ، واستغرق البناء حوالى اثنتى عشر عاما وانتهى على الآرجح عام 629م. وقد اشار روبرت ويلس
فى كتاب لة
انة قد طرأ تغيير كبير بالفعل على مبنى كنيسة القيامة وكان ذلك لنقص المال، ولتغيير اشكال وترتيب الكنائس عند إعادة بناؤها مرة آخرى، بالإضافة للإضافات التى تراكمت على المكان المقدس من خلال التقاليد المتزايدة حول تلك البقعة، ولهذا نجد اختلاف تام بين وصف يوسابيوس القيصرى لكنيسة القيامة عن الوصف فى تلك الحقبة، وأفضل من وصف الكنائس فى تلك الفترة هو أدمونسيوس برناديوس وأركلفيوس وقد اتفق معظم المؤرخين أن هناك اربع كنائس تم بناؤها فى تلك الفترة تربطهم ببعض الأسوار، واحدة فى الشرق وهى كنيسة جبل الجلجثة، واخرى في مكان الصليب المقدس وهى المعروفة باسم بازيليكا قسطنطين، وفى الجنوب واحدة تدعى كنيسة القديسة مريم، والاخيرة فى الغرب بالوسط كنيسة قبر المسيح، وبين تلك الكنائس الآربعة ممرات بلا أسقف، وتألقت الجدران بالذهب، وأرضية الكنائس كانت مزينة برخام ثمين، ويحيط بالقبر من الجانب الشرقي 12 عمود على حسب اركلفوس وربما كانت تلك الأعمدة مقسمة على أربع مجموعات مزدوجة من الأعمدة المربعة ، التى ربما كان بكل جانب يحتوي على 12 عمود ليحملوا الجدار ، حيث انه فى الوقت الحالى الثلاث حنيات الغربية على نفس اساس القديم.
أما كنيسة الجلجثة فكانت اكبرهما مساحة ،وكانت مقسمة إلي ثلاث أروقة،وكانت مغارة الصخرة تحت مكان الصليب، وبطبيعة الحال أصبح الحنية الحالية لكنيسة أدم وغيرها مكان حفظ الكثير من القطع الأثرية.
وظلت كنيسة القيامة قائمة إلي دخول العرب أورشليم عام 637م، حيث قام الخليفة عمر بابقاء علي مبانى الكنيسة وإعطاء الحرية للمسيحيين وروى المؤرخ الشهير سعيد بن بطريق انه لم يرد ان يصلي في صحن القيامة لكى لا يطمع فيها الاسلام من بعده بل صلى على الدرجة التي على باب كنيسة قسطنطين
وقد أعطى البطريرك صك العهد المعروف بالعهدة العمرية ثم طلب منه ان يريه مكاناً ليبني فيه جامعاً للمسلمين فدلًه البطريرك على مكان هيكل سليمان حيث الصخرة الكبيرة وكانت الأقذار قد علتها فجعل عمر ينظفها بذاته فاقتدى به المسلمون حتى رفعوا جميع الأقذار وبنى هناك الجامع المعروف بجامع الأقصى . على أن خلفاء عمر لم يقتفوا أثره في معاملة المسيحيين بل اخترقوا مراراً العهود وتعدّوا على القيامة وتجد تفاصيل هذه التعديات في تاريخ ابن يحيى الانطاكي وسعيد بن بطريق وغيرهما وقد قضت هذه
التعديات بترميم بناء مودستس أكثر من مرة
وكان من أبرز فترات الهدم والتخريب التى طالت كنيسة القيامة هى فترة الحاكم الفاطمى الحاكم بأمر الله الذى أمر بتدمير القيامة فنفذ أمره سنة 1009 م ودكت جميع أبنيتها وأستقصي في إزالة آثار الأماكن المقدسة ونهبت ذخائرها وكنوزها ، وهدمت كنيسة الجلجثة بالكامل. وهدم معها الكنائس الملاصقة لها وقد اضطهد هذا الخليفة المسيحيين عشر سنوات ثم كفّ عن اضطهادهم وسمح لهم ببناء كنائسهم واقامة الصلاة على أطلال القيامة . فشيدوا يومئذ كنيسة القبر المقدس فقط، شيدوها على غير شكلها الأصلى. وحال فقرهم دون إتمام الباقى. ولما خلف الحاكم ابنه الظاهر عقد معاهدة مع ملوك القسطنطينية وكان
من شروطها ان يطلق الملك سراح الأسرى المسلمين وينال من الظاهر لقاء ذلك الرخصة في تجديد بناء كنيسة القيامة . وجددت أحكام هذه المعاهدة في أيام الخليفة المستنصر بالله وحيث سمح الخليفة الفاطمى المستنصر بالله، سنة 1035م للمسيحيين ببناء الكنيسة من جديد، فشرعوا فى بنائها، وتم البناء الجديد على عهد الإمبراطور قسطنطين مونوماكو، ولكن كنيسة القيامة فقط، هى التى إستعادت عظمتها القديمة، أما الأماكن المقدسة الأخرى بداخل الكنيسة فقد أشير إليها بهياكل صغيرة وذلك بعد مرور 30 سنة على تخريبها
ولم ينقطع الزوار الأفرنج في خلال المدة التي بقيت فيها القيامة خربة عن المجيء لزيارتها . وكانوا يحملون معهم الى بلادهم أخبار انتهاك الأماكن المقدسة وتدنيسها وتفاصيل ما يقاسيه المسيحيون من أنواع العذابات . وكانوا هم أنفسهم يرون من القساوة والغلظة ما ملأ قلوبهم حقداً، وهو ما دعى إلي خروج الصليبين لتحرير الأراضى المقدسة من تلك الانتهاكات والاستيلاء على القدس عام 1099.
كانت كنيسة القيامة حتى سنة 1009 بها بعض آثار البناء البيزنطي رغم ما توالى عليها من الكوارث ولكن الخراب الذي الحقه بها الحاكم جردها من جميع آثارها القديمة وأصبحت في حالة يتعذر معها على المهندسين ارجاعها الى هندستها الأصلية وقد أرجع مونوماخوس مغارة القبر المقدس الى حالتها الاولى ثم شاد فوقها كنيسة جميلة قام حولها 12 عموداً وأفرز كنيسة الجلجلة عن القبر المقدس وشاد فوق صخرة الصليب معبداً نقشت جدرانه بالفسيفساء وأما مغارة الصليب فاكتفى بترميمها مستخدماً لذلك أعمدة قديمة وعلى هذه الحال وجد الصليبيون القيامة يوم استولوا عليها . والجزء الأكبر من هذا البناء باق حتى الآن يستدل مما كتبه الرحالة المدعو ناصري خسرو الذي زار اورشليم في هذه الآونة ان تزيينات بناء مونوماخوس كانت في درجة لا بأس بها.
اصبحت القيامة بعد استيلاء الصليبين على القدس عام 1099م في حماية اللاتين لمدة 88عاما حتى اطلق اللاتين على أنفسهم حماة القبر المقدس.
وقد رأى الصليبيون ان يحافظوا على ما كان من البنايات في كنيسة القيامة فانصرفوا الى زخرفتها وتجميلها وتوحيد اجزائها المتفرقة ضمن جدر كنيسة كبرى وبعد مضي تسع سنوات تمكنوا من توحيد جميع بنايات القيامة تحت سقف قبة شاهقة فرغوا من بنائها سنة 1149 . فهيئة القيامة الحالية باقية من عهد الصليبيين ان استثنينا بعض تغييرات طفيفة دعت الحاجة اليها
وعندما دخل صلاح الدين الأيوبى القدس سنة 1187م، أشار عليه بعض أصحابه أن يهدمها كى لا يبقى للمسيحيين اللاتين حجة لغزو البلاد المقدسة، فرفض مشورتهم، فأبقاها، غير أن أقتطع جانباً من دار الكهنة المجاورة لها، فأتخذها مسجداً، ويُسمى “مسجد الخانقاه”.
وفي عهد قايتباي عام 1480م سمح للمسيحيون بإصلاح قبة كنيسة القبر المقدس.
وفى القرن السادس عشر، أى بعدما عقدت فرنسا مع تركيا معاهدة الإمتيازات الأولى سنة 1535م، سُمح للاتين بعمل ترميمات بالكنيسة. وفى أواخر القرن السابع عشر كانت قبة القيامة ، فى حالة غير مرضية، وأدى تشاحن اللاتين مع الروم الأرثوذكس فى مطالبة كل منهما بالترميم إلى التأخير فى القيام به إلى سنة 1719م.
وكان أهم الحوداث ما جرى لكنيسة القيامة فى سنة 1808م، حيث يذكر المؤرخون أنه فى 12 أكتوبر سنة 1808م اندلعت النيران من كنيسة الأرمن الأرثوذكس وهى بداخل كنيسة القيامة وامتد اللهب إلى أنحاء الكنيسة كلها، فسقطت القبة وتضررت الأعمدة والأرضية الرخامية، ولم يسلم من الحريق سوى جانب صغير من الجلجثة ومغارة الصليب وكنيسة اللاتين.
وفى سنة 1809م، حصل الروم الأرثوذكس على فرمان من السطان محمود الثانى بترميم كنيسة القيامة، وتمكنوا بالرغم من مقاومة اللاتين من القيام بأعمال الإصلاح وجددوا البناء الذى يعلو القبر المقدس ووضعوا حجر مغتسل جديد وصنعوا أبواباً جديدة للمدخل الرئيسى. بعد ذلك سمح السلطان محمود الثانى للاتين ببناء غرف جديدة فى ديرهم وتعمير ما يخصهم بداخل كنيسة القيامة.
وقد إنتهز الروم الأرثوذكس فرصة الإحتلال المصرى للشام ( 1832– 1841) وحصلوا على فراماناً من محمد على باشا سنة 1834م، يرخص لهم بتعمير قبة القبر المقدس والقبة العليا.
وكانت نتيجة قيام الروم وحدهم بتعمير الكنيسة بعد حريق عام 1808م، أنه لم يتيسّر لهم إنجازه على الوجه اللازم، ولهذا لم يكد يمض عليه خمسون عاماً حتى ظهر فى القبة تصدع ينذر بانهيارها، وطلبوا من الباب العالى إجراء الترميم، ولكن اللاتين إعترضوا على ذلك وطلبوا أن يقدمون وحدهم بترميم القبة مع إعادة الكتابة اللاتينية التى كانت موجودة قبل الحريق وإزالة ما اضافه الروم. وهكذا أصبحت المسألة عسيرة الحال لا لسبب سوى تشاحن الطرفين، وكلٍ يريد الهيمنة والسيطرة. وأخيراً حُسم الخلاف على أساس أن تتولى فرنسا وروسيا بنفقات الترميم، أما تركيا فتتولى الإشراف عليه، واستغرقت عملية الترميم من سنة 1836م حتى سنة 1868م. ثم تضررت كنيسة القيامة مرة أخرى إثر هزة أرضية ضربت القدس سنة 1927م، بالدمار ولما لم يستطيع الحاكم الأنجليزي الحصول على موافقة الطوائف الثلاث التى ترعى الكنيسة قام بإجراء بعض أعمال التقوية والدعم التي لم ترتكز على أساس جيد ما بين سنة 1930 حتى سنة 1933م.
وفي عام 1994 اتفق رؤساء الطوائف الثلاث على القيام بأعمال الترميم في القبة التي فوق القبر المقدس. أعدّ التصميم الفنان الأمريكي آرانورمارت، وقد تولّت “البعثة البابوية في سبيل فلسطين” الاشراف علي الأعمال حيث حازت على ثقة الطوائف الثلاث بفضل عدم محاباتها واحترامها للجميع.
قباب الكنيسة
ويشير الأب يسطس الأورشليمى في كتابه ” مدينة الفداء”انة من أجمل القباب بالكنائس قبة كنيسة القيامة لما فيها من إبداع معمارى وفني حيث أن هناك قبتين قبة ، في الغرب فوق
قبر السيد المسيح وهى الأكبر خالية من الرسوم وتقسم القبة بثلاث مستويات يحدد كل مستوي إفريز دائري ويعلو الإفريز الأول مجموعة من النوافذ المستطيلة ذات عقد نصف دائرى ثم الإفريز الثانى تعلوه نفس شكل النوافذ ذات العقود النصف دائرية ولكنها مصمته ويوطرها الإفريز الثالث وتعلوها نوافذ صغيرة أيضا، ونجد فى منتصف القبة من أعلى شكل الشمس التى تنشر اشعتها الذهبية،
أما القبة الثانية الموجودة فى الشرق وهى الأصغروتغطى الكنيسة المعروفة نصف الدنيا وهي ذهبية اللون وتحتوى فى منتصفها علي رسم للسيد المسيح داخل دائرتين بالونين الاحمر والأزرق ويحمل المسيح بيده اليمنى الكتاب المقدس ويشير بيده الاخرى بالبركة ، ثم يحيط بالمسيح التلاميذ والسيدة العذراء والملائكة وراعى الفنان الدقة وروعة الألوان
القبر المقدس
ينقسم بناء القبر من الداخل إلى غرفتين، الغرفة الخارجية عبارة عن دهليز لإعداد الميت ويقال لها كنيسة الملاك
أما المدخل الصغير المغطّى بالرخام فهو الباب الحقيقي للقبر الأصلي والذي تمّ إغلاقه بحجر إثر موت المسيح كما يقول الإنجيل.
اما قبر المسيح من الداخل فنجد باحة هي موقع كنيسة ودير الآباء الفرنسيسكان. الهيكل الذي في ظهر العمود مقابل كرسي الاعتراف يحيي ذكرى ظهور القائم للمجدلية.
أما في الواجهة فهناك بابا برونزيا يؤدي إلى كنيسة القربان الأقدس والتي تحيي ذكرى ظهور يسوع الفصحي للعذراء مريم.
في الجهة اليمنى نجد عمودا في الحائط يعتقد أنه جزء من العمود الذي جلد عليه يسوع
أما عن واجهة الكنيسة فقد تقدمتها برج الأجراس الصليبية ، وقد تهدم الجزء العلوى منه فى القرن السادس عشر واستبدل بغطاء من القرميد فى القرن السابع عشر، كما استبدلت الأجراس الصليبية بأجراس أخرى
وقد تميزت كنيسة القيامة بالكثير من الفسيفساء ذات الموضوعات المختلفة ومنها الخاص بصلب السيد المسيح وإنزال جسد السيد
المسيح من على الصليب وتقديم إبراهيم لإسحق ابنه ذبيحة وغيرهامن اللوخات التى امتزج فيها التاثيرات الفنية البيزنطية واليونانية والسريانية لتخرج وكأنها صورة حية للأحداث
، كذلك توجد الكثير من التماثيل للسيدة العذراء والقناديل الأثرية
ترميم الكنيسة والقبر المقدس حديثا
لقد وقع بطريرك القدس وسائر اعمال الاردن وفلسطين ثيوفيلوس الثالث، مع رئيس جامعة البوليتخنيون في اليونان الجامعة الوطنية التقنية في أثينا اتفاقية تاريخية تقضي بإعادة ترميم “القبر المقدس” في كنيسة القيامة في القدس القديمة. واكد البطريرك ثيوفيلوس الثالث، أن القبر المقدس هو قلب المقدسات المسيحية في العالم، وهو جوهر الايمان ببشارة السيد المسيح ورسالته، وأن الكنيسة ارتأت أن تقوم بعملية الترميم حفاظا على هذا المكان المقدس للأجيال القادمة، والترميم هو تأكيد على أهمية بقاء هذا المكان
المقدس شاهد عيان على الوجود المسيحي في الاراضي المقدسة أولا وفي العالم اجمع. ولفت الى “ان العمل الترميمي الذي يأتي بالتعاون مع الحكومة اليونانية واشراف الجامعة الوطنية التقنية في أثينا، سيكون ايضا عملا مباركا يأتي بالتعاون مع بطريركية الارمن في القدس وحراسة الأراضي المقدسة الفرنسسكانية في القدس”. وحضر توقيع الاتفاقية السفير الاردني في اليونان، والسفير الفلسطيني في اليونان د. مروان طوباسي، وممثل رئيسي الوزراء ونائب وزير الخارجية اليونانيين وبطريرك الارمن الارثوذكس في القدس البطريرك نورهان مانوغيان، والاب بيير باتيستا بيتسابالا الرئيس الروحي لأخوية الفرنسيسكان في الاراضي المقدسة وكما حضر التوقيع رئيس اساقفة اليونا.
ويقول الاب يسطس الاورشليمى يأتي الترميم بهذه الطريقة كسابقة تاريخية، وجاء بعد عمل دراسة دقيقة وتقيمية قام بها المختصين لتغير وتجديد الارضيات ومعالجة التصدعات والترميم للحوائط والاعمدة
وقد تضمن بيان للديوان الملكي الأردني حديثا أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تبرع بتكاليف ترميم قبر السيد المسيح في كنيسة القيامة في القدس والذى يصل تكاليف ترميمه حوالى 3 ملايين دولار و يفترض أن يبدأ في مايو المقبل
وستستغرق أعمال الترميم نحو عام على الأقل. ويأتى هذا التبرع على خلفية توقيع كل من الملك عبد الله الثانى، والرئيس الفلسطينى محمود عباس فى عام 2013 اتفاقا تفيد وصاية المملكة الأردنية على مقدسات القدس، وتعترف إسرائيل بوصايتها على المقدسات فى القدس والتى كانت ضمن الضفة الغربية الخاضعة تحت السيادة الأردنية قبل احتلال اسرائيل لها عام 1967 وسوف تبدأ عملية الترميم، والتي تستغرق وقتا طويلا. بعد عيد القيامة العظيمة على ان تبداء بترميم قبر السيدالمسيح
ومن المعروف ان هناك خمس طوائف لها حقوق فى كنيسة القيامة هى : الروم الأرثوذكس – الآباء الفرنسيسكان (اللاتين) – الأرمن الأرثوذكس – الأقباط الأرثوذكس – السريان الأرثوذكس ونحن ككنيسة قبطية أرثوذكسية نمتلك كنيسة مبنية على رأس القبر المقدس، بداخل كنيسة القيامة
ولنا حقوق الصلاة فيها سواء العشيات أو القداسات كما نمتلك موقعين بهما غرف متعددة، لمبيت الآباء الرهبان بها.
اعجوبة ظهور النور المقدس
يظهر النور المقدس من القبر المقدس سنويا في نفس الوقت والمكان (ايام عيد القيامة) ،حيث تكون المكان مزدحم بالحجاج القادمون من اركان الاربعة للعالم لمشاهدة هذه الاعجوبة، وان ظهوره يكون باشكال مختلفة لكن عادة يملء الغرفة التي يقع فيها قبر المسيح، اما اهم صفات هذا النور، يظهرفي البداية على شكل لون ازرق ثم ينقلب الى الوان اخرى و لا يحرق، يطير النور بنفسه ليشعل القناديل كذلك يشعل شموع بعض الحاضرين بنفسه