تبدأ غدا في العاصمة القطرية الدوحة القمة العربية الحادية والعشرين, ويأمل القادة العرب من خلالها في احتواء الخلافات العربية- العربية التي نشبت خلال الشهور الأخيرة وأدت إلي غياب كبير عن القمة التي عقدت العام الماضي في سورية حيث لم يحضرها سوي 11 زعيما عربيا, وغاب عنها قادة ##محور الاعتدال ## وأبرزهم مصر والسعودية والأردن, بسبب الخلاف حول قضايا فلسطين ولبنان والوجود الإيراني في المنطقة.
وطالب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسي بضرورة استثمار القمة لحل الخلافات العربية وعدم إضاعة المزيد من الوقت, وقال – خلال مؤتمر صحفي عقد في الدوحة ردا علي سؤال حول ما إذا كانت القمة, ستكون الفرصة الأخيرة أمام حل الخلافات العربية – ## دعونا نأمل خيرا, وننتظر أن تحقق قمة الدوحة شيئا مهما في إطار المصالحة العربية, وأن يكون للكل فيها دور##. موضحا أنه لتحفيز هذه المصالحة, استضاف الملك عبدالله بن عبدالعزيز مؤخرا قمة مصغرة ضمت قادة مصر وسورية والكويت والسعودية, في ثاني لقاء من نوعه بعد اجتماع عقد علي هامش القمة العربية الاقتصادية التي استضافتها الكويت في يناير الماضي.
أشار موسي إلي أن القمة ستناقش عددا من القضايا المهمة التي تتعلق بتحديات تواجه الدول العربية, وفي مقدمتها الوضع العام في فلسطين في ضوء الاحتلال,وعدم اكتمال المصالحة الوطنية بين الفصائل, وكذلك مايجري في السودان والوضع في دارفور .
وحول قضية اعتقال البشير تحديدا,ناقش اجتماع المندوبين الدائمين في جامعة الدول العربية – الذي سبق اجتماع وزراء الخارجية – مشروع قرار سيعرض علي القادة العرب في القمة,يؤكد الدعم العربي للسودان ويعرب عن الأسف لعدم تمكن مجلس الأمن من استخدام المادة 16 من ميثاق محكمة الجنايات الدولية التي تسمح للمجلس بتأجيل قرارات المحكمة لمدة عام في حالة الضرورة,مع تأكيد القرار علي حصانة رؤساء الدول.
هذا بالإضافة إلي العديد من مشروعات القرارات وخاصة ما يتعلق منها بالقضية الفلسطينية وتطوراتها ومبادرة السلام العربية ودعم السلطة الوطنية الفلسطينية,ودعم وتنمية السودان, وقضية الجولان,والجزر الإماراتية الثلاث,والعلاقات العربية مع الاتحاد الأوربي والصين وتركيا وغيرها.
ومن المنتظر أن يبحث القادة العرب أيضا مصير المبادرة العربية للسلام التي اقترحتها السعودية في السابق – والتي تدعو إلي سلام عربي شامل مع إسرائيل مقابل الانسحاب من جميع الأراضي العربية وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية والتوصل إلي حل عادل وتفاوضي لمسألة اللاجئين الفلسطينيين -خاصة بعد تعقيد الوضع في إسرائيل فور وصول زعيم حزب الليكود بنيامين نتانياهو للسلطة ويعد من الصقور في إسرائيل.
من ناحية أخري ينتظر أن يخيم طيف إيران علي القمة, بسبب التوتر الذي تلعبه في المنطقة وعلاقاتها المتشعبة مع سورية وقطر وحزب الله وحركة حماس, والكشف الأخير عن تورطها في قافلة الأسلحة التي ضربتها إسرائيل في السودان قبل دخولها إلي غزة, وكذلك احتمال مشاركتها في القمة, بصفة مراقب وهو الأمر الذي ترفضه مصر تحديدا وربما قد تتسبب هذه المشاركة في الهبوط بمستوي التمثيل المصري بالقمة وعدم مشاركة الرئيس مبارك فيها.