تهتم فى الوقت الحالى العديد من دوائر السياسية والاقتصادية والرياضية بتداعيات تسريبات “بنما” التى أشارت إلى تورط العديد من الشخصيات العالمية المعروفة فيما عرف بالتعامل مع شركات تتسم بـ “ملاذات ضريبية آمنة ” حيث نشرت “صحيفة الفايننشال تايمز” مقالاً يتناول قضية تسريب وثائق عن ثروات لسياسيين ومشاهير مخفية عن الأنظار بفضل شركات ومؤسسات سرية في بنما، مؤكدة أن أي جهد لمحاربة التهرب الضريبي دولياً سيواجه مقاومة من القائمين عليه يبحثون عن الثغرات القانونية مع شركات المحاسبة الشركات غير المقيمة والوكلاء والمصارف ، بينما نشر موقع الـ RT الروسى فى تقرير له : “لن تختفي مناطق ” أوفشور” كظاهرة إنما ستجري عملية إعادة توجيه للتدفقات المالية، ذلك ما يراه الخبير الاقتصادي الألماني أرنست وولف ، وذكر أن تريليونات الدولارات ستتوجه إلى الولايات المتحدة التي تسعى حالياً للتحول إلى ملاذ ضريبي كبير جديد ، حيث تأسست شركة موساك فونسيكا قبل 30 عاما، بعد اندماج شركتين بنميتين أحدها بإدارة رامون فونسيكا والأخرى بإدارة المهاجر الألماني “يورغن موساك” وأصبحت متخصصة في مساعدة العملاء على فتح شركات لهم خارج دولهم ، ولدى الشركة 40 مكتبا حول العالم – بجسب شبكة الCNN – عدد منها في الصين، حيث تقدم عبرها خدمات متنوعة من تولي مسؤولية إصدار التراخيص التجارية والتصاريح الجمركية وإدارة الثروات ومسائل الهجرة إلى تسجيل اليخوت والطائرات الخاصة ، وقالت الشركة: “رغم أننا ضحية لعمليات سرقة معلومات إلا أنه لا شيء مما رأينا من هذه الوثائق المحصلة بصورة غير قانونية تقترح أننا كنا نقوم بأمر خاطئ أو غير قانوني . وتابع البيان: “هذا يثبت أننا حافظنا على سمعتنا التي بنيناها على مدى الأربعين عاما الماضية حيث قمنا بأداء الأعمال بصورة قانونية وصحيحة.. وسنقوم بكل ما بوسعنا للتأكد من أن المسؤولين عن هذا الخرق سيمثلون أمام العدالة.”
وقال “أرنست وولف” في حديث لوكالة “سبوتنيك” : إن فضيحة بنما لم تمس أية شركة أمريكية، ولذلك فقد تكون جزءاً من استراتيجية أمريكية،وأعاد الخبير إلى الأذهان أن الولايات المتحدة تمكنت قبل ذلك من تقويض مبدأ سرية الودائع في سويسرا التي باتت اليوم ملزمة بأن تقدم إلى السلطات الأمريكية كل ما تطلبه من معطيات عن المواطنين الأمريكيين، والأمر نفسه نفذ مع الدول الأخرى ، وفي الوقت ذاته، تطبق في بعض الولايات الأمريكية السرية المصرفية بشكل مطلق. ففي ولايات نيفادا وداكوتا الجنوبية، وأيومنغ وديلاوير، توجد “ملاذات ضريبية مطلقة” ، بعد فضيحة وثائق بنما، حتما، سيقوم أفراد وشركات بنقل أموالهم إلى الولايات الأمريكية ونوه الخبير بأن الحديث يدور عن مبالغ تصل إلى 30-40 ترليون دولار.
ونشرت العديد من وسائل الإعلام الإسبانية والعالمية تحقيقات حول تورط زعماء حاليين وسابقين وعشرين رياضيا في العالم في تهريب وغسيل الأموال، من بينهم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي ، وقام الاتحاد الدولي للمحققين الصحفيين بإعداد تحقيق حول تعاملات مالية مختلفة جرت في مناطق “أوفشور”، على أساس ما أطلق عليها “أوراق بنما”، استنادا إلى 11,5 مليون وثيقة مسربة، وهي الوثائق المهربة من شركة “موساك فونسيكا” ، ووفقا لهذه التقارير، فإن المستندات المسربة تظهر كيف يخفي ساسة بارزون ونجوم رياضة ومجرمون كبار من مختلف أنحاء العالم ثرواتهم الباهظة.
حيث كشفت هذه الوثائق تورط 19 رياضيا آخرين، غير النجم الأرجنتيني، وعلى رأسهم ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي، والتشيلي إيفان زامورانو أسطورة ريال مدريد، والبطلة الأولمبية للتزلج الفني على الجديد الروسية تاتيانا نافكا زوجة دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي.
وذكرت صحيفة “ماركا” الإسبانية أن وثائق ” أوراق بنما” كشفت تورط ميسي نجم برشلونة في قضية جديدة للتهرب الضريبي، حيث يملك الأرجنتيني ووالده شركة أخرى في بنما تحت مسمى “ميجا ستار”، وتم اكتشاف هذه الشركة عن طريق شركة “موسكا فونسيكا”، وهي شركة في بنما متخصصة للعمل خارج البلاد ، وأضافت الصحيفة في تقريرها أن الشركة المذكورة تعد بمثابة ستار يخفي ميسي ثروته الضخمة خلفه كي يستطيع التهرب من الضرائب، وقد أعلن عن ذلك بعد يوم واحد فقط من رفع المدعي العام في إسبانيا دعوى على ميسي ووالده بالتهرب الضريبي.
كما تم كشف النقاب عن أن جياني إنفانتينو، الرئيس الجديد للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وقع عقدا مع اثنين من رجال الأعمال المتهمين بالحصول على رشاوى، بحسب وثائق بنما المسربة ، حيث اشترى هوغو جينكيز ونجله ماريانو حقوق البث التلفزيوني لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم، ثم باعاها على الفور بما يقرب من ثلاثة أضعاف السعر، وكان العقد الذي وقعه إنفانتينو عام 2006 عندما كان مديرا للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا)، من بين 11 مليون وثيقة مسربة من شركة “موساك فونسيكا” البنمية للخدمات القانونية ، لكن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قال لـ BBC الآن إن حقوق البث التلفزيوني بيعت لمن دفع أعلى سعر في عطاء مفتوح وتنافسي ، يواجه هوغو جينكيز ونجله ماريانو الآن خطر الترحيل من الأرجنتين إلى الولايات المتحدة ، ودفعت “كروس تريدينغ”، وهي شركة خارجية مسجلة في جزيرة صغيرة في المحيط الهادئ تدعى نييوي، 111 ألف دولار مقابل تلك الحقوق .