عقدت اليوم بالكنيسة الإنجيلية بعين شمس ندوة بعنوان “إشكالية دور المرأة بالرجل بين النصوص الكتابية والواقع الكنسي” وتحدث بالندوة كلا من الخادم إيليا عيسي الخادم بكنيسة الأخوة البلاميس والقس إسحق وليم راعي كنيسة العاشر من رمضان الإنجيلية والأخت توتة هانى خادمة بالكنيسة الإنجيلية بعين شمس.
وبدأت الندوة بقرأة نصوص كتابية من سفر التكوين حين خلق الله المرأة معينا نظيرا أي مساويا للرجل ورسالة كورنثوس الاولي 14 :34 -40 النص المتعلق بخضوع المرأة وصمتها في الكنائس..فهل يناقض الكتاب نفسه كيف تكون نظيرا للرجل ويعود ليقول لابد لها أن تصمت ولاتشارك؟
وقد ناقشت الندوة النص الكتابي ودور المرأة فبدأ الخادم إيليا عيسي بسياحة طويلة بين العهدين حول دور المرأة ومساواتها بالرجل وعرض نصوصا تتضمن وجوب خضوع المرأة للرجل وصمت النساء في الكنائس ودورهن في الخدمة الكنسية بغض النظر عن تدخلها في صنع القرارونصوص تتضمن سيادة الرجل علي المرأة وشدد علي ضرورة مراجعة النصوص الكتابية والتمسك بها.
فيما عرض القس إسحق وليم وجهة نظره مستهلا حديثه ببعض النصوص الكتابية وأشار من خلالها الي عدة نقاط هامة منها أننا لانستطيع أن نفسر كلمة الله بعيداً عن الظروف والسياق الإجتماعي والدينى والثقافي الذي كتب فيه، ثم أكمل أن المرأة هي من قبلت أن يهمش دورها ويسفه منها في المجتمع. وعقب علي الآيات المتعلقة بصمت المرأة في الكنائس علي إنها إذا أخذت “قص ولصق” من الكتاب ستنفي دور المرأة تماما فلابد من الرجوع للخلفية التاريخية والثقافية التى كتبت فيها نصوص رسالة بولس الي أهل كورنثوس حيث كان اليهود وقتذاك يحتقر المرأة وكذلك المجتمع اليونانى والرومانى وقتذاك مما دعا بولس الي وجوب مراعاة الثقافة المجتمعية لئلا يقع فريسة مابين الممارسات الوثنية والواقع الكنسي فطلب من المرأة أن تصمت وتغطي شعرها لئلا تتشابه مع الزانيات اليونان وقتها.
ثم أضاف أنه وعلي الرغم مما نصت عليه رسالة كورنثوس إلا أن المرأة خلال الكتاب لم تصمت طويلا بل خرجت وعلمت وتنبأت وخدمت وصلت مثل أكيلا وبريسكبلا وأفرودية وسنتيخي لما كان لهما من دور قوى في كنيسة فيلبي وبنات فيلبس الاربعة ، فأكمل قائلا أن الكتاب لم ينتقد تماما فكرة تعليم المرأة ولكنه أنتقد أن تكون هذه التعاليم مزيفة أو مغلوطة مثل المعلمة الكاذبة في سفر الرؤيا ثم أكمل أن مايحكمنا اليوم للأسف ليس هو النصوص الكتابية وتطبيقها وإنما النظرة الجنسية الدونية للمجتمع وثقافة النظر اليها كجسد وأضاف إن تهميش الكنيسة لدور المرأة كنسياً هو نوع من أنواع التحرش السلبي حيث تعامل فقط علي انها جسد ولابد أننا إذا أردنا تحرير المرأة فلابد من تحرير الرجل من معتقداته وثقافته السلبية أولاً فالرجل لايستطيع أن يكون دون المرأة ولابد لهما أن يتشاركا في كل أمورهما.
وأشار الي أنه في رأى علم النفس أن الرجل لديه باستمرار خوف غريزى من المرأة لذلك فهو يسعي طوال الوقت لقمعها فعقل المرأة ليس ناقصاً تماماً.
ثم تحدثت الاخت توته هانى مشيرة إلى أنه إذا كان ينظر للمرأة خارج المسيحية علي كونها جسد ومن الناحية الأخرى ترفض الكنيسة وتحرم أن تعلم الكنيسة وتشارك في صنع القرار فهذا ولاشك امتداد لثقافة المجتمع وللنظرة الجسدية التى تدنى بها المرأة .
فكيف أكون كمسئوله عن اجتماعات أو فرق مسرحية وأنشطة كنسية كبيرة ولايحق لي المشاركة في اتخاذ القرارات بينما يحق الامر فقط لشيوخ ومجلس الكنيسة ؟؟؟
ثم عقيت قائلة إن النص الكتابي في رسالة غلاطية اشار الي أن الله خلق الانسان ذكرا وأنثي ولم يفرق بينهما تماما، ولابد أن ينظر لرسائل بولس علي أنها تعالج حالات خاصة ولاتعمم.
ثم تم فتح باب النقاش وطرح الاسئلة والأفكار وانتهت الندوة ببعض الكلمات الختامية، فقال الخادم إيليا في نهاية كلامه إنه لابد وأن نراجع النصوص الكتابية جيدا والتمسك بها ولامانع من أن تعلم المرأة في الكنيسة ولكن ليست لتتخذ دورا في صناعة القرار فهي مكانها الأمثل كزوجة وأم داخل جدران بيتها. وانتهى القس إسحق الي أن نظرتنا السلبية للمرأة حتى من المرأة ذاتها ثقافة لابد من تغييرها. وأنهت الاخت توتة قائلة أنه في النهاية لاأحد يملك الحقيقة المطلقة وفهمها أمر نسبي فالحقيقة أمر له أكثر من وجه وأكملت “كن صاحب قرار وشارك في كنيستك.”ولابد أن نعمق أن الله خلق الانسان ذكرا وأنثي ولافرق بين رجل وإمرأة أمام الله.