تحت رعاية د. عبد القوى خليفة محافظ القاهرة، والشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة أقيمت فعاليات المؤتمر الأدبى السنوى لليوم الواحد تحت عنوان “ثورة 25 يناير من الفضاء الإفتراضى الى الواقع” والذى نظمه فرع ثقافة القاهرة برئاسة محمد الشبراوى بقصر ثقافة روض الفرج، رأس المؤتمر د. عمار على حسن أستاذ علم الاجتماع السياسى وتولى أمانته الشاعر حسين السوهاجى، تضمن المؤتمر ثلاث جلسات بحثية، تناولت الجلسة الأولى “الخطاب الإعلامى لثورة 25 يناير” وأدارها شهاب عماشة وتحدث فيها د. السيد رشاد، والناقد عمر شهريار.
تحدث د. السيد رشاد عن ثورة 25 يناير 2011 بإعتبارها كانت اللحظة الحقيقة التى أعادت لأمتنا وجهها الحضارى فأصبحت واحدة من معجزات مصر الخاصة، تلك المعجزات التى لا تليق إلا بها ولا يصنعها إلا سواها إلا إن إعصار التغيير الثورى النبيل لم يصل بعد الى الإعلام المرئى المصرى وبهذا استمر الإعلام المرئى المصرى فى معظمه ـ عبثياً ـ لا يعرف ولا يؤدى رسالته سوى التغييب والتسطيح والتسلية وتصدير كل ما هو سلبى، حتى أصبح جزءاً من المشكلة المصرية بدلاً من أن يصبح المحور الأهم من محاور حلها وأكد على أن الإعلام الإيجابى بكل صورة ووسائطه وبخاصة الإعلام المرئى ليس حقاً للنخبة الحاكمة أو الإعلامية أوالمشهورة وحدها لكنه حق للمجتمع كله.
ورأى عمر شهريار أن هناك مسافة كبيرة بين الصحف الخاصة وصحف الدولة ـ فى متابعة كل صحيفة لأحداث الثورة ـ تلك المسافة أقرب الى الهوة السحيقة التى لا يمكن ردمها بسهولة.
كما دعا د. عمار على حسن الى الاهتمام بالإعلام الجديد ذلك الإعلام الذى يكسر الحدود والسدود، وطالب د. شريف الجيار بتقديم استراتيجية إعلامية مستقبلية حتى تصبح مصر دولة حقيقية تمتلك مقدارتها بنفسها.
الاغنية والفن التشكيلى والثورة
ثم بدأت الجلسة الثانية وكانت بعنوان “دور الفن التشكيلى فى الثورة” أدارها القاص حمدى عبد الرازق وتحدث فيها الفنان التشكيلى سيد هويدى عن مشاركة الفن فى الثورة وقال عندما تطلعت قوى التغيير الى واقع جديد وهو الأمر الذى يتفق مع العملية الابداعية فى رغبتها الدائمة فى تجاوز السائد والمألوف الى فضاء جديد، فالثورة فعل استثنائى وكذلك الابداع، كما أن نشاط الثورة الحقيقى خارج الدوائر الاعتيادية اليومية، والعملية الابداعية تبذر بذورها خارج الدوائر التقليدية بما يعنى أن هناك مشتركات عديدة تجمع بين الابداع والثورة ويضيف سيد هويدى أن فنون الميديا كانت أحد أهم الوسائل التى لجأ اليها فنانو الثورة فبعد ساعات قليلة وربما دقائق كانت ترفع على المواقع الالكترونية افلاماً تصور الاحداث وتسجل الحدث.
وناقشت الجلسة الثالثة “الأغنية والثورة” شارك فيها د. شريف الجيار، د. يسرى العزب، أ. أحمد السرساوى، وتحدث د. يسرى العزب، قائلاً لقد عشت اكثر من ثلاثين عاماً مع وطنى كله أعانى قهراً يتزايد وطغياناً يتمدد وفساداً ينتشر ليغطى واقعنا كله فى شتى مجالات الحياة حتى ظن البعض من شعبنا أنه لا أمل فى الأصلاح الى ان جاءت ثورة 25 يناير لتغير واقعنا الى الأبدع والأروع.
الادب والثورة
وقال د. شريف الجيار أن فترة حكم الرئيس مبارك لم تترك فناً لانها كانت تهدف الى تجريف العقلية المصرية، لذا اعتمد الشباب والشعب المصرى، على الأغانى القديمة الجيدة فى ثورته وطالب بوجود الاغنية الوطنية بشكل يومى على التليفزيون المصرى كما أكد على ضرورة ان يتخلى المثقف المصرى عن ندوات الحجرات المغلقة وان يتجه للميادين المفتوحة، لأنها الأكثر تأثيراً على سلوك الشعب، كما تحدث أ. أحمد السرساوى عن أن هناك علاقة محتملة بين الادب والثورة فكلاهما اثر ويؤثر فى الآخر، هذا التأثير الذى اصبح واضحاً اكثر بعدما استقرت مهام واهداف ثورة 25 يناير واصبحت نموذجا لشعوب العالم يتعلمون منه كيف تكون قوة الشعوب.
وفى نهاية المؤتمر اعلن د. عمار على حسن توصيات المؤتمر كالتالى:
1. رفض كل أشكال التطبيع مع الكيان الاسرائيلى.
2. تغيير سياسة وزارة الثقافة لتصبح وزارة للثقافة وليست للمثقفين، وتنوير الشعب المصرى يعتمد فى الاساس على هيئة قصور الثقافة بإعتبارها قلب الثقافة الحقيقى والنزول الى القرى والاقاليم.
3. تبنى ثورة الاجناس الادبية الجديدة .. فى اطار الحراك الايجابى الثقافى.
4. اعادة هيكلة السياسة الاعلامية لتصبح قيمة مضافة للمجتمع المصرى، تقوده الى المرحلة الجديدة بعيدا عن كل العيوب والادعاءات الاعلامية الكاذبة فى المرحلة الماضية.
5. ان الثورة لن تكتمل الا ببناء نظام سياسى ديمقراطى مدنى يعلى من المواطنة ودولة القانون ويحقق للمصريين الكفاية الاقتصادية والاستقلال الاجتماعى الحقيقى عن السلطة بما يليق بمصر يناير.
==
س.س
4 يونيه 2011