تعتبر بحيرة المنزلة من ضمن بحيرات مصر الشمالية وهى أكبرها من حيث المساحة، ولذلك كان يبلغ إنتاجها السنوى من الأسماك حوالى 60 ألف طن و كانت تطل على خمس محافظات معطية مظهرا جماليا حيا و مصدرا لرزق الصيادين لهذه المحافظات، إلا أنها بعد التجاوزات أصبحت تطل على ثلاث محافظات فقط . و تعمل هذه البحيرة- مثل بقية البحيرات الشمالية- كمنطقة اتزان بين نظام صرف دلتا نهر النيل والبحر المتوسط، وتستمد البحيرة مياهها من البحر الأبيض المتوسط عن طريق قنوات مائية صغيرة (بواغيز) .
ضمن سلسلة الانتهاكات البيئية التى نراها تحدث بشكل مستمر تأتى بحيرة المنزلة كأحد ضحايا تلك الانتهكات، وتتمثل تلك الانتهاكات فى أعمال الردم و التجفيف التى قلصت من مساحتها بشكل كبير وعدم كفاية البواغيز، مما أدى إلى زيادة عذوبة المياه و هو ما أدى بدوره إلى حدوث خلل للتوازن البيئى داخل البحيرة والتعدى على المسطح المائى بإقامة الاحواش والسدود وانتشار النباتات المائية. أما الأمر الاكثر سوءا هو تعرضها بشكل مستمر للصرف الصناعى و الصرف الزراعى، مما أدى إلى تلوث البحيرة بشكل ملحوظ، فضلا عن انتهاكات الصياديين التي تتمثل فى استخدام الأساليب المخالفة فى الصيد كصيد الزريعة واستخدام المواتير عالية القدرة.
الخطر الناجم من التلوث
و عن الخطر الناجم عن تلوث البحيرة قال د.سامر المفتى الخبير بالشئون البيئية إن البحيرة تتعرض منذ فترة للعديد من الانتهاكات أبرزها التلوث ويشمل نوعين تلوث كيميائى ناتج من مخلفات المصانع ومن الصرف الزراعى المتسبب فيه استخدام للمبيدات و الأسمدة الكيماوية للمحاصيل، أما النوع الثانى من التلوث فهو تلوث بكتيرى حيث يصب فى البحيرة كميات هائلة من مياه الصرف الصحى غير المعالج.
و عن الخطر على الثروة السمكية أشار د. سامر إلى أن كل ذلك بالطبع يؤدى إلى تسمم الأسماك نفسها، ومن ثم تتقلص الثروة السمكية، أما عن تاثير ذلك على المستهلكين للأسماك فمن حسن الحظ أن الأسماك تعد من المنتجات الأكثر أمنا، حيث تتركز السموم فى الرأس و الحبل الشوكى فقط و هناك الكثير من البكتيريا الموجودة بالأسماك يقضى عليها بمجرد تعرض الأسماك لدرجة التجميد لمدة 48 ساعة.
و أضاف د.سامر أن الحل الأمثل يتمثل فى معالجة مياه الصرف التى تصب فى البحيرة ولكن للأسف تحتاج هذ المعالجة إلى مبالغ طائلة فهل الاعتمادات المالية لهذه المبالغ متوفرة؟.
==
س.س