– شيرمان: نقدر السيسي وندعمه في مبادراته المطمئنة تجاه الأقباط
– نرمين رياض: ايقاف ثقافة التمييز يبدأ بالتعليم.. والاعتراف بالتاريخ القبطي
بدأت منظمة التضامن القبطية – (كوبتيك سوليداريتي) بالأمس، مؤتمرها السادس في مبنى الكونجرس الأمريكي تحت عنوان “مائة عام على مذابح الأرمن.. ومازال مسيحيو الشرق الأوسط يواجهون الإبادة”.
بدأ بريد شيرمان – العضو الديمقراطي بالكونجرس الأمريكى عن ولاية كاليفورنيا. بسؤال قائلاً :” هل تنتظر إدارة أوباما مزيد من دماء البشر في العراق وسوريا على يد ” داعش” حتى تنفذ مواجهة حقيقية لذلك التنظيم الإرهابي؟
نحن نحاول الضغط على الحكومة الحالية من أجل المواجهة الجادة لداعش لانقاذ الشرق الأوسط كله، ولكن حتى الأن لا نرى رد فعل مناسب. و رغم انني أرى أن الإدارة الأمريكية فشلت في حل الأزمة العراقية والسيطرة على إجرام “داعش” وإيقاف تهجير المسيحيين من العراق الفارين من جحيم داعش، إلا أن الوضع في مصر اختلف الأن تماماً لأن الهدف الذي تسعى إليه الحكومة الأمريكية أصبح التعاون البناء، فيجب أن نتكاتف سوياً – أي – الحكومة الأمريكية والحكومة المصرية وتستمر الجهود ونستكمل مسيرة التعاون.
وعن الأقباط في مصر، أكمل شيرمان قائلاً: “أعلن الرئيس السيسي منذ أول يونيو 2014 خطوات جيدة في مجال تحسين العلاقات بين الكنيسة والدولة.. والتقى بالبابا تواضروس لحل المشاكل القبطية.. وهي مبادرات تبشر بأن وضع الأقباط لدى السيسي في مرتبة عالية.. ونحن ننتظر الكثير من هذا الرجل في هذا الاتجاه.. إذ أنه يشجع حماية الأقليات ونحن نقدر له ذلك وندعمه ونشجعه.
فالأقليات يجب حمايتها حتى لو كانت بلا دين ونحن مستعدون للتعاون بأي شكل لتحقيق الأهداف النبيلة، فالحرية الدينية والحريات بشكل عام، يجب حمايتها من أجل الأجيال القادمة والقضاء على التطرف في الشرق الأوسط والعالم كله .
من ناحيته طرح جيم ماكجوفرن عضو الكونجرس الامريكى عن ولاية ماساتشوسيتس رؤيته موضحاً: “نحن موجودون الأن ليس فقط بسبب القتل والتهجير الذي يجري على المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط وخاصة العراق، ولكن بسبب هدم الكنائس أيضا وكذلك كل ما تتعرض له الأقليات في كافة الديانات، في كل مكان فالحرية الدينية لا تتجزأ. وسنحاول خلال التوصيات النهائية للمؤتمر أن نطرح اقتراحات فيما يتعلق بالقضية الخاصة بحريات الأديان في مصر تحديداً حتى نجد حلاً حقيقاً للأزمة. فالوضع في منطقة الشرق الأوسط وصل إلى حد الغليان ، والصراعات الدينية الموجودة مستمرة على مدار التاريخ وهناك تبادل اضطهاد بين الأديان ، لكن يجب أن يحكم كل هذا قوانين توقف التمييز والاضطهاد وتحفظ الحريات الدينية.
أما تيد بو عضو الكونجرس عن ولاية تكساس بأمريكا يروي عن احدى الانتهاكات فيخص الحريات الدينية في مصر قائلا: “سمعت عن قصة حدثت في صعيد مصر عن طفل تعرض لقمع من جهة معلمه في المدرسة بعد أن صمم المعلم أن يخلع الطفل الصليب عن صدره وأوعز للاطفال بضربه باعتباره كافراً حتى مات الطفل.”
و يكمل تيد حديثه :” هذا فضلاً عن قصص اختفاء القاصرات التي تتكرر دون الانتباه أنها قصص لا تمت للعقيدة بصلة بل أنها قصص عاطفية ولكن يتم استخدامها في التمييز ضد الأقباط. وأيضا واقعة منطقة الخصوص منذ أكثر من عامين حينما أشيع أن علامات الصليب رسمت على حوائط احد المساجد والتي قيل أنها ازدراء للدين الاسلامي. ثم ظهرت الحقيقة بعد حرق وتدمير بيوت الأقباط وقتل العديد منهم والاعتداء على الكاتدرائية المرقسية بالعباسية – لاول مرة فى التاريخ..
كل هذا ينم عن غياب لثقافة قبول الأخر الديني.. وغياب إرساء القانون إذ تحدث الواقعة ثم نبحث عن حل فلا يوجد رادع للتطرف لأن الأفكار مسممة تجاه الأخر. وإذا أضفنا إلى كل الأمثلة السابقة تعنت الحكومات المتعاقبة في اصدار قانون بناء دور العبادة الموحد حتى يتمكن الأقباط فى صعيد مصر ومناطقه النائية من الصلاة وهو الحق الطبيعي لأي شخص – حق التعبد – نجد أن الصورة ترقى لمرتبة الاضطهاد.
فالثقافة قد تحتاج لسنوات وعقود لنغيرها لكن القوانين تخضع لأمور عديدة وتتعلق بطبيعة القائمين على التشريع.. فالدستور الأمريكي مثلا قائم على حرية الديانة وكذلك الدساتير في معظم البلدان تؤكد على الحريات بشكل عام و لكن الأزمة فى عدم تفعيل جوهر الدستور في هذه البلدان .. و لنقل ان الازمة فى تجميد مواد الدستور التى تمنع التمييز بسبب اللون او العرق او الدين وترسى حرية العقيدة.
و يؤكد ديفيد تروت العضو الجمهورى بالكونجرس الامريكى عن ولاية ميتشجان: “يجب ان تكون هناك خطوات فعلية لإعادة بناء الكنائس التي احترقت بعد حكم الأخوان، أيضا يجب العمل على سرعة اصدار القوانين المنظمة لبناء الكنائس، واخضاع الأمر كله لسيادة القانون فهذا هو الطريق الوحيد الآمن للتحول الديمقراطي .. و نتمنى أن ينجح الرئيس السيسي في تنفيذ وعوده فى شأن المساواة بين المواطنين في مصر.
وشاركت في فعاليات المؤتمر الحقوقية، نرمين رياض – رئيسة منظمة ” كوبيتك أورفانز” وأوضحت خلال مداخلتها فى المؤتمر: ” إن المناهج التعليمية لا يوجد فيها أي معلومات تتعلق بتاريخ المسيحية بمصر. وهذا هو الاساس في تصحيح المفاهيم لدى الأجيال القادمة عن الأخر الديني في مصر، فلكي نوقف ثقافة التمييز يجب أن نعمل على محورين: الأول تجفيف منابع الفكر المتطرف، بعدم ضخ أجيال جديدة من المتطرفين، والأمر الثاني يجب أن نعمل على توعية الكبار بأهمية ثقافة قبول الاخر و احترام عقيدته حتى يسود السلام .”
وقال ممثل قناة ” لوجوس” القبطية فى أمريكا: “أهم قضية ليست رد الفعل ولكن مقاومة أصل المشكلة وهي عدم الاعتراف بحقوق المسيحيين وتغييب الحقبة القبطية من المناهج التعليمية وإسقاط الرموز المسيحية من الروايات والبطولات الوطنية. كل هذا يشكل خليطاً يسهم في تكوين صورة ذهنية لدى المجتمع خالية من الأقباط، وهذا ما يجب أن نحاربه.”
وأوضحت اليزابيث بيريدج من مجلس اللوردات الإنجليزي: “توجد دول لم تصلها مفاهيم الحريات الدينية من الأساس مثل باكستان وهناك محاولات لتضمين المناهج الدراسية هناك وفي العديد من الدول لصيغ ثابتة اكاديمية في الدراسة .. وجهود من الشخصيات المشهورة لإيجاد ما يسمى بالأرضية الثابتة لهذا المفهوم الإنساني والحضاري ، وأتوقع أنه بحلول عام 2020 سيكون هناك تغييرًا في مفاهيم الحياة الدينية على مستوى العالم .