ميخائيل توفيق38عاما مراقب مالي بوزارة المالية كرس حياته لحب الكنيسة والعلم, حتي أسموه بين أفراد عائلته راهب العلم صاحب مبدأ دافع عنه حتي الممات, وحتي بلغه الاستشهاد, مبدأه حماية كنيسته فمن يمسها يحرقها,يهدمها كأنه تعدي علي شرفه, ولذلك كان لايتواني أبدا في المشاركة بكل حماس في كل الميراث والمظاهرات السلمية, التي تدافع عن الكنيسة وتطالب بحق المسيحيين الأقباط, وفي ذلك اليوم بالتحديد يوم الأحد كان مستعدا أن يدفع حياته ثمنا, حتي قال:إن استشهدت فهذا شرف مبدئي, وسنري المجد العتيد في ملكوت السموات.
إتجه الشهيد ميخائيل مع أخيه جندي- والذي أصيب بإصابات بالغة-إلي المسيرة بداية من شارعجزيرة بدران وروي لنا جندي شهادته عما حدث بداية من الاحتكاكات في منطقة القللي حين قذفوا بالطوب وكسر السيراميك, وطلقات النار من بعض البلطجية, وحتي وصلوا إلي كوبري الجلاء مرورا بجريدتي الأهرام, والأخبار, الذي ندد المتظاهرون بفساد إعلامها, حتي وصلوا إلي ماسبيرو وانقسم المتظاهرون إلي قسمين, قسم اتجه إلي الكورنيش وقسم دخل منمول رمسيس هيلتون وكانت المظاهرات سلمية جدا, وفوجئنا وقتها بهجوم كبير من جانب أفراد ممسكين بالعصي والشوم وبدأوا بالاعتداء بالأعيرة النارية الحية أيضا ويروي جندي أنه كان يقف بجانب أخيه الشهيد ميخائيل, حين رأي المدرعات بدأت بالتحرك, وظنوا أنها تحركت لتأمين المظاهرة ولكن كانت المفاجأة فدهست المدرعة الشهيد ميخائيل ففاضت روحه إلي السماء وأصيب جندي بكسور بقدميه وكتفه أما لبيب توفيق الشقيق الآخر للشهيد اتجه إلي المستشفي القبطي لاستلام جثمان أخيه والاطلاع علي تقرير الطب الشرعي والذي أكد أن الدهس موجود بالمعالم الأساسية التي ظهرت علي الجثمان إلا أنه عندما رأي الشهيد وجد أن نصف قدمه تقريبا مفصولة عن رجله وهذا لم يذكر في تقرير الطب الشرعي.
ويذكر الأستاذ لبيب عن أخيه ميخائيل أن كان يفكر في الهجرة ولكنه كان دائما يقول بأنه لن يفعل ذلك إلا بعد أن يطمئن علي الكنيسة بل كان يقول أن كل من يفكر إن يترك الكنيسة في هذا الوقت فهو لا يستحقها وبالفعل فقد استحق ميخائيل إكليل الاستشهاد بجدارة ونهاية يقول جندي الأخ المصاب الراقد في مستشفي الزيتون الآن الإنسان الذي يطلب الحياة عليه أن يستعد للموت والإنسان الذي يطلب السلام عليه أن يستعد للحرب.