ظهور السيدة العذراء في مدينة لورد ( ٢ )
وفي رؤيا ١٨ فبراير، قالت العذراء مريم لابنتها الحبيبة برناديت: ” لا أعدك بأن أسعدك في هذا العالم، بل في الأخرة ” . وقالت لها ايضاً : ” صلي لأجل الخطأة ” . وفي رؤيا أخرى قالت لها: ” اذهبي وقولي للكهنة أن يبنوا هنا كنيسة، وأنه يجب أن يأتي الناس إلى هنا بفرق ومجموعات منظمة ” .
ولمّا أطلعت برناديت راعي لورد على هذه الرغبة، أجابها الكاهن : ” قولي للسيدة أنه من الضروري أن تبرهن أولاً عن قدرتها
وتجعل شجيرة الورد التي عند قدميها تخضّر وتزهر الآن في الشتاء.” فعرضت الفتاة الصغيرة الطلب على السيدة فرفضته بصوتٍ عالٍ وهي تقول : ” التوبة، التوبة ” . ثم قالت لبرناديت: ” اشربي من هذا النبع، وإغتسلي بهذا الماء ” . فأسرعت الصبية إلى النهر ، ولكن العذراء قالت لها : ” لا تذهبي إلى هناك فالينبوع هنا ” وأشارت بيدها إلى مكان حكّت فيه برناديت الأرض بأطراف أصابعها، فنبع على الفور الماء، وزادت غزارته بالتدريج إلى أن بلغ نحو ٨٥ لتراً في الدقيقة . ومن ذلك اليوم حتى الآن ما زال الينبوع ” الأعجوبة ” يفيض بمياهه الغزيرة . هذا الماء لا يمتاز عن الماء العادي، لكن العذراء المجيدة صنعت بواسطته في لورد، بل في كل أنحاء العالم آلاف العجائب بشفاء كل أنواع الأمراض التي عجز أمهر الأطباء عن معالجتها .
وفي أثناء الرؤيا السادسة عشرة بتاريخ ٢٥ مارس، يوم عيد البشارة، سألت برناديت السيدة أربع مرات عن اسمها، فضّمت السيدة يديها وقالت: ” أنا التي حُبل بها بلا دنس “، فأعلنت بذاتها العقيدة التي كان قداسة البابا بيوس التاسع أعلنها للعالم بصفة حقيقة من حقائق الإيمان.
أمّا عجائب لورد التي لا تُعدّ ولا تحصى، فمئات من المعجزات تتم كل سنة بشفاعة العذراء مريم، وهذا دليل قاطع على حقيقة ديانتنا المقدّسة، وتأييد لإيماننا القويم وفخر عظيم لإكرامنا للعذراء مريم والدة الإله