إذا كنت ترغب في صنع اختلاف في هذا العالم فعليك بتحمل مسئولية نفسك لأن الشخص الأكثر فائدة في عالمنا اليوم هو الرجل أو المرأة الذي يعرف كيف ينسجم مع نفسه حتي يستطيع أن ينسجم مع الآخرين. فالعلاقات الإنسانية هي الآن العلم الأكثر أهمية في الحياة, و أكثر العلاقات التي يمكن أن توليها أهمية علي الإطلاق هي علاقتك بنفسك. ينبغي أولا أن تكون أفضل صديق لنفسك, وكيف يمكنك أن تكون أفضل صديق لشخص لاتعرفه جيدا أو لاتحبه أصلا ؟ . لذلك فإن علماء التنمية البشرية يخبروننا بأن من أقوي مبادئ التعامل مع الناس هو أول شخص يجب أن نفحصه هو أنفسنا. لأن شخصيتنا تحدد كيف نري الآخرين.
عند فحصي الدقيق لنفسي لابد أن أركز علي صورتي الذاتية, ووجهة نظري في الآخرين. الصورة الذاتية توضح ارتياحي وانسجامي مع نفسي. فإذا كنت لا أشعر بالارتياح مع نفسي لايمكنني أن أشعر بالارتياح مع الآخرين. لابد أن أنسجم مع نفسي وأؤمن بنفسي أولا. أؤمن بقدراتي ومواهبي وأعيش دائما متفائلا وواثقا في المستقبل. الشخص صاحب صورة الذات السلبية يتوقع أسوأ مايمكن أن يحدث. والشخص صاحب صورة الذات الإيجابية يتوقع حدوث أفضل مايمكن. وفي خلال فحصي لنفسي لابد أن أتعرف علي وجهة نظري في الآخرين. لأنها تؤثر بشدة في كل علاقاتي. من تمارين التنمية البشرية الرائعة في هذا المجال : 1- اكتب وجهة نظرك عن الناس عموما أو الناس الذين تتعامل معهم . 2- راقب ما كتبته .. هل يفيدك في العلاقات أم يعوقك ؟ . 3- عد بذاكرتك لأيام الطفولة ولاحظ ما هي التجارب التي جعلتك تتبني هذا الرأي . 4- اصنع تاريخا جديدا بعمل تجارب إيجابية مبنية علي أساس وجهة نظر إيجابية. إنك إذا لم تكن تحب الناس فأن هذا في حد ذاته تعبير عن شخصيتك وعن الطريقة التي تري بها الناس. وجهة نظرك هي المشكلة. لاتحاول تغيير الآخرين. لاتحاول حتي التركيز عليهم. ركز علي نفسك و عندما تتغير أنت نفسك وتصبح الشخص الذي ترغب في أن تكونه. فستبدأ في رؤية الآخرين بمنظور جديد تماما. وهذا من شأنه أن يغير الطريقة التي تتعامل بها في جميع علاقاتك… ومن فضلك ضع هذه المعلومات في الفعل. فنحن نتعلم من الحياة من خلال الفعل. هناك فارق كبير بين المعرفة والتعليم. ربما لايستطيع إنسان تغيير العالم الذي يراه من حوله. لكنه يمكنه دائما تغيير مايراه داخل نفسه. وكما أؤكد دائما نحن لانري الدنيا كما هي. بل كما نحن إننا بتغيير صورتنا الذاتية للأفضل وبتبني لوجهة نظر إيجابية عن الآخرين سيصبح يومنا رائعا. وبنعمة ربنا بكرة أحلي.
خبير التنمية البشرية بهولندا