ملاك أم ملاكان؟!
كان في القبر ملاكان, بحسب معلمنا لوقا البشير: فدخلن, ولم يجدن جسد الرب يسوع. وفيما هن محتارات في ذلك, إذا رجلان وقفا بهن بثياب براقة (أي ملاكان)… قالا لهن: لماذا تطلبن الحي بين الأموات؟ ليس هو ههنا, لكنه قام! (لو 24:3-6).
وإن كان معلمنا متي البشير يقول: وإذا زلزلة عظيمة حدثت, لأن ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب, وجلس عليه, وكان منظره كالبرق, ولباسه أبيض كالثلج. فمن خوفه ارتعد الحراس وصاروا كأموات. فأجاب الملاك وقال للمرأتين: لا تخافا أنتما, فإني أعلم أنكما تطلبان يسوع المصلوب. ليس هو ههنا, لأنه قام كما قال! (مت 28:2-6).
وهذا ما ذكره أيضا معلمنا مرقس البشير: ولما دخلن القبر, رأين شابا جالسا عن اليمين لابسا حلة بيضاء (مر 16:5).
ولا تناقض في ذلك, ولكنها مجرد لقطات لكاميرا الرسل الأطهار: واحد أخذ اللقطة أو الصورة للملاكين, والآخر ركز علي الملاك الذي كان يتكلم… وما فعله معلمنا يوحنا هو الحديث عن ملاكين قائلا: أما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجا تبكي. وفيما هي تبكي انحنت إلي القبر, فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين واحدا عند الرأس والآخر عند الرجلين (يو 20:11-12), وهكذا كانا ملاكين: واحد تكلم… والآخر كان صامتا.
- البشيران متي ومرقس… تحدثا عن الملاك المتكلم, والبشيران لوقا ويوحنا تحدثا عن الاثنين: المتكلم والصامت.
ربوني
لما لم تجد المجدلية جسد الرب يسوع, تصورت أن هناك من حمله, ونقله إلي مكان آخر.
وإذ كانت تبكي وعيناها مملوءتان بالدموع, وقال لها الملاك: لماذا تبكين؟ قالت لهما: إنهم أخذوا سيدي, ولست أعلم أين وضعوه! ولما قالت هذا التفت إلي الوراء (يو 20:13-4 1)…
يري البعض أنها حينما كانت تتكلم مع الملاكين, يبدو أنهما انحنيا وسجدا في اتجاه شخص قادم من وراءمريم… وهذا جعلها تلتفت إلي الوراء فنظرت يسوع واقفا ولم تعلم أنه يسوع. قال لها يسوع: يا امرأة لماذا تبكين؟ من تطلبين؟ فظنت تلك أنه البستاني فقالت له: يا سيد إن كنت أنت قد حملته فقل لي أين وضعته وأنا آخذه… (يو 20:14-15), وسألته أن يخبرها عن جسد يسوع, أين هو؟
- وإذ بالرب يناديها قائلا: يا مريم.
- فانقشعت السحابة عن عينها, وأدركت أنه الرب, فهتفت قائلة: ربوني الذي تفسيره يا معلم (يو 20:15)… وعلمت أنه يسوع.
لا تلمسيني
كانت الجدلية ومريم قد رأتا الرب يسوع خارج القبر, فتقدمتا وأمسكتا بقدميه وسجدتا له (مت 28:9).
ويري ذهبي الفم أنها ربما شكت فيمن رأته قبلا, لهذا لما أرادت في هذا الظهور الجديد, بجوار القبر أن تلمس السيد المسيح, لتتأكد من قيامته…
قال لها: لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد (في نظرك) إلي أبي!! أي لم تتيقني من حقيقة لاهوتي, وأني ابن الله!
وإن كان هناك من يري أن الرب قال لها: لا تلمسيني… بمعني أنني ظهرت لك في جسد يمكن لمسه والإمساك به… والآن أظهر لك في جسد القيامة النوراني الروحاني الذي لا يلمس ولا يحس.
أيا كان التفسير… المهم أن السيد المسيح قام, بالحقيقة قام… وظهر لصفا (بطرس) ويعقوب والتلاميذ, وظهر دفعة واحدة لأكثر من 500 أخ وأنه ظهر لصفا ثم للاثني عشر, وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لأكثر من خمسمئة أخ, أكثرهم باق إلي الآن. ولكن بعضهم قد رقدوا. وبعد ذلك ظهر ليعقوب, ثم للرسل أجمعين (1كو 15:5-7), وكان أكثر هؤلاء أحياء منذ صلب المسيح وقيامته (34م) وحتي كتابة رسالة كورنثوس (58م) أي حوالي ربع قرن… عاشوا يشهدون أنهم رأوا الرب, وتفاعلوا معه… ومنهم من أكل معه, ولمس آثار جراحاته… له كل المجد.