تحت رعاية صاحب القداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسيّة وشريكه في الخدمة الرسوليّة نيافة الأنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي . نظم المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي ندوة ثقافية بعنوان : (المرأة في مصر الفرعونية) ، حاضر فيها الأستاذ الدكتور / اشرف ألكسندر صادق أستاذ بجامعة ليموج بفرنسا وعالم مصريات، قبطيات وآثار الكتاب المقدس ، وبحضور وتشريف صاحب النيافة الحبر الجليل الأنبا موسي أسقف الشباب، وطلاب الكلية الاكليركية بالأنبا رويس على رأسهم الراهب القمص ديسقوروس البرموسي المشرف الروحى، والراهب القس كيرلس المسعودى وكوكبة من العلماء المهتمين بالعلوم المصرية والقبطية ، منهم الدكتور عاطف نجيب مدير المتحف القبطى والمهندس عاطف عوض الباحث الاثرى و المدرس بمعهد الدراسات القبطية والاستاذ صبحى عبد الملاك المدرس بمعهد الدرسات القبطية وكثرين اخرين .
عرض الدكتور اشرف الكسندر دور المرأة فى عصر الدولة الفرعونية ، فكانت المرأة في العصر الفرعوني تعمل في مجالات عديدة لاسيما السياسة ، و في تاريخ مصر القديمة العديد من الأمثلة للملكات والوزيرات منهم الملكة حوتب التى تولت الحكم بدلا من أبنها الصغير حتى بلغ السن المناسب للحكم ، هناك أيضا ملكات أستمرت في الحكم سنينا طويلة مثل الملكة حاتشبسوت التي حكمت مصر عشرون عاما و ملكات كانت تحكم مصر بجانب أزواجهن مثل زوجة اخناتون نفرتيتي جميلة الجميلات و زوجة امنحوتب السمراء تي و أشهرهن آخر ملكة لمصر. وهى كليوبترا ، وقد تمتعت المرأة فى مصر القديمة بالمساواة القانونية والاقتصادية مع الرجل، لكنها لم تتمتع بنفس القدر من المساواة الاجتماعية وقد كانت المرأة المصرية القديمة مشاركة للرجل في كافة مجالات الحياة العامة كالزراعة وصناعة الخمر والخبز وفي البيع والشراء ، بل وحتى في توجيه وقيادة سفن البضائع ، هذا إلى جانب قيامها بأدوار الأنثى الطبيعى كالزوجة والام .
وأثبتت البرديات المكتشفة دور المرأة فى المناصب الرفيعة فى الدولة ، كمنصب قاضية وكاهنة وطبيبة ووزيرة للعدالة ، والمرأة الفرعونية كان لها نصيب متساو بالرجل فى الميراث .
وقال الدكتور أشرف : بشأن ما يتردد عن زواج المصريين القدماء بأخواتهم ، مؤكداً أنه لا دليل على ذلك والقانون الفرعونى لم يكن يسمح بذلك وأنما كان لا يسمح لأى أمرأة أن تكون السيدة الاولى للبلاد بل اخت الملك نفسة لذلك كانت تسمى الزوجة الشرعية ويمكن للملك أن يتزوج بأخرى وينجب منها اولاد يسمون أولاد غير شرعيون ، وكانت الزوجة في مصر القديمة، تلقب باسم «سيدة البيت، أو ست الدار»، كما كان يطلق عليها لقب «محبوبة زوجها».
وكان الزوج ينادي زوجته بلقب «أختي، أو شقيقتي» كشعور يفيض بالرقة والمودة والحب البالغ ، ولم يكن يعني ذلك أبداً أنها بالفعل شقيقته، أو شقيقة دم له ؛ وإنما بأعتبارها في مقام وقدر شقيقته من المودة والاحترام. أما أختة فتلقب بعزيزتى وكانت مثل هذه الأحاسيس والمشاعر تظهر واضحة من خلال الصور والتماثيل التي تجمع الزوج والزوجة.
أما الزوجة العظمى فإن لها الأهمية الأولى بعد الملك وكان لأولادها وحدهم الحق في وراثة العرش، وعلى نقيض ما يقال لم يكن من الضروري أن تكون زوجة الفرعون شقيقته، فيمكن أن تكون أختاً غير شقيقة أو حتى ابنة الملك نفسه أو أميرة أجنبية أو سليلة أسرة سابقة.
وأشار الدكتور اشرف للمراة الفرعونية أنها كانت أول من يقود اوركسترا(فرقة) موسيقية فى التاريخ والدليل على ذلك وجود الرسومات التى تسجل ذلك على جدران المقابر .
وقد تعاملت المرآة الفرعونية مع جمالها بذكاء شديد حيث كانت تتفنن في إظهاره والحفاظ عليه في نفس الوقت ، فلقد إهتمت ببشرتها بصورة فائقة وأبتدعت لها أقنعة العناية بالبشرة بهدف تقويتها وتجديد شبابها .
وعرفت المرأة بمصر القديمة مهنة تصفيف الشعر وكانت تقوم بأعداد التسريحات وتهذيب الشعر ونظافتة ، وتوجد رسوم للمرأة الفرعونية بتسريحات مختلفة موجودة في العصر الحالى كالكاريه والبانك والشعر المسدل والشعر المجعد ، والمتدرج والقصير ، و شاع في ذلك الوقت أستخدام الشعر المستعار الذي عرفتة المرأة الفرعونية بجميع أشكاله كالخصلات والحشو والباروكات .
فى نهاية المحاضرة أجاب الدكتور اشرف على بعض الاسئلة من الحضور عن توثيق الزواج عند الفراعنة مدنى ام دينى ، وأجاب ، أنه فى البداية كان عبارة عن صلوات تقام بهذة المناسبة وعن الوثائق الموجودة توجد وثائق عن الميراث فقط وهى موجودة على جدران المعابد ، وفى سؤال أخر عن ما الذى يدل فى مصر الفرعونية عن زواج الاخ بأختة فقال ، وجود اولاد شرعين واخرين غير شرعين .
تم ختام المحاضرة بتقديم درع المركز الثقافى للدكتور اشرف الكسندر بيد الانبا موسى والانبا ارميا تقديراً لدورة البارز فى الخارج ، كأبن لهذا الوطن وهذة الكنيسة ، وأسهاماتة الكثيرة بالخارج ، وتم الختام بالصلاة الربانية من الانبا موسي اسقف الشباب .