مظلومة المرأة, ومنضطهدة وكثيرون يسئون إليها ويتحرشون بها, كتاب كثيرون يتفنون في الإساءة إليها!! وقد جاءت المناسبة العظيمة للإساءة إليها وتشويهها, فالانتخابات أصبحت علي الأبواب وللمرأة نصيب كبير فيها, لها كوتة في مجلس الشعب المقبل بعد أقل من شهرين, فهذه الكوتة أصبحت واقعا وأي حديث حول هذا الموضوع أصبح بلا جدوي أو نتيجة, وأي رأي يعترض علي الكوتة, يأتي من منطلقات التخلف والرجعية والردة كما يري المثقفون والسياسيون والأساتذة وذوو العقول الناضجة والمتفتحة.
ويري بعض الكتاب أن الكوتة النسائية سوف تكون هيصة أو أونطة في مجلس الشعب, وأن عواقب هذه العملية الدعائية الحالية للانتخابات المقبلة ورصد الظواهر التابعة لها تنذر وتبشر في آن واحد بفشل تجربتهن البرلماينة مستقبلا والتوقف عن المكابرة والتراجع عن هذه الفكرة, ويتباري الكتاب في تشويه هذه الكوتة النسائية, فأحدهم يدعي عدم وجود ضوابط تحد من ترشيح كل من رأت أنها حلوة, أو قرعة, أو فاضية, أو مطلقة أو متمردة أو شعنونة.. هكذا يقول فيما نكتبه بالنص – جعل عدد الباحثات عن الشهرة يفوق عدد الرجال, وإذا كان الكثيرون انتقدوا أداء ممثليهم من الرجال في البرلمان فبالتأكيد يصبح من الصعوبة إقناع الناخبين بأن المرأة هي التي تستطيع أن تمثلهم.
ويقترح مثقف آخر تعيين عدد من النساء في المجالس النيابية من المشهود لهن بالكفاءة والعلم والثقافة سيكون أكثر تكريما وكرامة للمرأة بدلا من الشحططة والدوران في السكك والشوارع وإهانتة كبريائهن وترك رضيع أو صبي وزوج من أجل التواجد في مجلس الشعب, ولا ننسي أن ما يصلح لمجتمع قد لا يصلح لمجتمع آخر, لأن لكل مجتمع خصوصياته الثقافية والأخلاقية.
ويقول كاتب جهبذ إن المرأة سوف تظل الأم والأخت والزوجة والابنة لها منا كل التكريم أما البرلمان فلا.
وامتدت الأعمدة والكتابات واختيار أنواع الكتب التي تؤازر وجهة الكاتب ليقدمها في هذا الوقت بالذات لتتناول المرأة بكل ما يؤكد أنها لا تصلح للعمل السياسي أو ترشح نفسها لمجلس الشعب, فهناك كتاب بديع عنوانه هكذا: أن تصلي وتأكل وتحب.. هذا ما تقوم به المرأة ويذكر الكاتب اسم المؤلفة والعنوان الذي رصدته لكتابها الذي استعارته من رواية للكاتب الإنجليزي الكبير والمثير للجدل وهو إن لم يكن عدوا للمرأة فهو أكثر الناس احتقارا لها, فهذا الكتاب الذي وزع تسعة ملايين نسخة وقرأته مجموعة من النسوة في ليلة وضحاها يعني ببساطة أن المرأة لا تفعل سوي الأكل والصلاة والحب وإنجاب الأطفال, ولقد وافقت ملايين القارئات علي ما جاء في الكتاب, فالمرأة مثلا ككل كائن حي تأكل, وككل إنسان سوي تصلي, وهي تحب وتلد وتحب من تلد, هكذا.
والسؤال الذي يجب أن نوجهه لصاحب هذه الكلمات, ألا يوجد مئات وآلاف من الرجال لا يصنعون في حياتهم شيئا إلا ما تفعله المرأة, أن يأكل ويشرب ويصلي وينام ويحب وينجب أطفالا؟ أم أن المرأة وحدها هي التي تنفرد بفعل ذلك؟!.
ألا توجد نساء يقمن بجوار ممارستهن هذه الأشياء برئاسة جامعة أو بالاطلاع بسفارة أو بتحمل عبء وزارة أو طبيبة أو مربية أجيال أو محامية أو قاضية أو مديرة بنك أو رئيسة جهاز مهم أو غيرها من المهام التي يمارسها الرجل وأنها في كثير من الأحيان تنجح وتوفق أكثر منه.
لقد حكمت المرأة وكانت ملكة في العهد الفرعوني ونجحت في موقعها, وقد حصلت المرأة علي حقها في الانتخاب الترشيح في الخسمينيات واستطاعت اثنتان من النساء الدخول إلي البرلمان في هذا الوقت وأثبتتا قدرتهم علي مباشرة هذا العمل.
علينا أن نكون أكثر ذكاء وفهما, إن العيب ليس في المرأة ولكن العيب في التفكير والرؤية لكثير من الرجال الذين لا يريدون ولا يستطيعون أن تشاركهم المرأة في العمل السياسي والنجاح كنائبات في البرلمان ويثبتن جدارتهن. رفقا بالمرأة من فضلكم دعوها تمارس حقوقها وتتحمل النتائج أيا كانت هذه النتائج.