تقدم وزير الثقافة الدكتور عماد أبو غازي, بمذكرة إلي رئيس مجلس الوزراء الدكتور عصام شرف,يطالب فيها بضرورة دعم مشروع مكتبة الأسرة التابع للهيئة المصريةالعامة للكتاب,وتطالب هذه المذكرة بضرورة استمرار دعم مجلس الوزراء لهذا المشروع,وعدم ارتباطه بأسماء بعينها,موضحة أن مشروع مكتبة الأسرة كان مدعوما قبل أحداث الثورة من قبل أربع وزارت هم التعليم والإعلام والثقافة والتنمية الإدارية,وأن كل وزارة من هذه الوزارات كانت تقدم دعما ماليا للمشروع,الذي يتكلف سنويا حوالي 12 مليون جنيه.
قلب الثقافة الوطنية
وعن هذا يقول الكاتب الصحفي حلمي النمنم رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال إنه يطالب باستمرار مشروع مكتبة الأسرة ويختلف مع الدعوات التي تطالب بإلغائه بعد أحداث ثورة 25 يناير لأنه ينسب إلي السيدة سوزان مبارك حرم رئيس الجمهورية السابق لاسيما أنه تم حذف كلمة سوزان مبارك من مقدمة الكتب والغلاف الخلفي لها,والتي كانت تنشر بصورتها علي كل أغلفة إصدارات مكتبة الأسرة وتضم كلمة سوزان مبارك حول هذا المشروع,ذاكرا علي سبيل المثال عندما قامت ثورة 23 يوليو 1952 تم تغيير اسم جامعة فواد الأول وأصبح اسمها جامعة القاهرة,ولم تظهر في هذا الوقت دعوات لهدم الجامعة.
لذلك يجب إعادة هيكلة مشروعمكتبة الأسرةالتابع للهيئة المصرية العامة للكتاب… هذا ما يطالب به الكاتب حلمي النمنم,وإسناد مهمة إدارة المشروع إلي عدد من المثقفين المشهود لهم بالنزاهة والخبرة حتي تنتفي المجاملات,مع الحفاظ علي رسالته الأساسية من أجل النهوض بالشعب المصري وصياغة العقل المصري,مع التزام المشرووع بالسعر الرمزي للكتاب حتي تتمكن جميع فئات الشعب من الاستفادة من هذا المشروع.
ويؤكد الكاتب حلمي النمنم أن مشروع مكتبة الأسرة ظهر بقوة في عام 1992 بعد حادثة اغتيال المفكر والكاتب فرج فودة,وهذا أكبر دليل علي أنه مشروع نابع من قلب الثقافة الوطنية,فقد استطاع الكتاب من خلال هذا المشروع أن يصل كل بيت في مصر كما اهتم بنشر أمهات الكتب,والكتب النادرة,والكتب التي تحمل العديد من الأفكار التنويرية.
عشرون عاما من المعرفة والثقافة
واحتفلت مكتبة الأسرة في عام2010 بمرور عشرين عاما علي انطلاق هذه التظاهرة الثقاقية التي تحولت بمرور السنين إلي حملة مستمرة علي مدار العام,وتهدف هذه الحملة إلي نشر الوعي الثقافي بما تتضمنه من فعاليات ثقافية تنفذها وتدعمها مؤسسات الدولة المختلفة, وتهدف لنشر القراءة وتنمية الفكر والثقافة بين كافة قطاعات المجتمع المصري,من خلال كتاب ومكتبة تصل إلي كل فرد في كل مكان علي أرض مصر دون تفرقة أو تمييز,وبدعم غير مسبوق أتاح هذا المشروع الكتاب بجودة اختياره ورخص ثمنه واتساع نشره لكل المجتمع المصري,وقد أشادت بهذا منظمة اليونسكو ونادت بتعميم التجربة علي مستوي العالم من خلال تنسيق المبادرات الوطنية والإقليمية في هذا المجال علي ضوء الخبرة المصرية,وبالفعل تأسست اللجنة الدولية للقراءة للجميع حتي تتمكن دول العالم المختلفة من الاستفادة من التجربة المصرية الرائدة وتطبيقها وفقا لظروف كل دولة,ومن هذا المنطلق أقيم العديد من المبادرات الثقافية لدعم حملة القراءة للجميع لاستثمار أوقات الشباب والأطفال منها مبادرةالركن الأخضر,والمليون كتاب فضلا عن مبادرة مكتبات الحدائق وحملة أقرأ لطفلك,كما تم في العام الماضي إطلاق حملةمكتبة متنقلةبهدف التوسع في نشر المكتبات المتنقلة بكل المحافظات.
للطفل..للشباب..للأسرة
بدأت فكرة القراءة للجميع خلال مؤتمر الاتحاد الدولي للناشرين في لندن عام 1988 الذي تم به مناقشة ظاهرة مكتبات الأطفال في مصر والدور الإجتماعي والثقافي الذي يمكن أن تلعبه في حياة الطفل وامتداد هذا الدور للشباب ثم للأسرة والمجتمع ككل.وبدأت الرحلة بمكتبة عرب المحمدي وشعارمكتبة للطفلفي عام 1991 بهدف جذب الأطفال للكتب وإشباع حاجة الطفل لحب الاستطلاع والمعرفة وتنمية الخيال,وفي العام التالي تبنت القراءة للجميع شعار طفل القريةواستخدمت المكتبات المتنقلة وتحول الشعار إلي هدف واستراتيجية تأخذ بعدا جديدا من الاهتمام بأطفال مصر عموما سواء بالمدن أو القري لترسيخ عادة القراءة وحب الكتاب لدي كل فرد في المجتمع,وافتتح المهرجان بقرية البراجيل وبدأت تجربة المكتبات المحمولة وجاء نجاح التجربة ليؤكد إيمان المصريين بأهمية القراءة وفي عام1993 تبنت المبادرة هدف توفيرمكتبة في كل مكانسعيا إلي امتداد نشاط المهرجان لكل بقعة علي أرض مصر,وجاء عام1994 ليدخل المهرجان مرحلة جديدة تحت شعار للطفل..للشباب..للأسرة ليكون شعارا دائما يتواءم مع هدف المهرجان في الوصول إلي كل قاريء.
الكتب النادرة والموسوعية
ويعد مشروع مكتبة الأسرة أضخم مشروع للقراءة في تاريخ مصر الحديثة وأدي إلي إنشاء 17 ألف مكتبة جديدة خلال السنوات الخمس عشرة الماضية وطبع آلاف الكتب,وجاء المشروع تحقيقا للإتاحة العامة للكتاب من خلال الربط بين اتساع إصدارات مكتبة الأسرة المتنوعة في شتي مجالات المعرفة والدعم المادي الذي تتمتع به أسعار تلك الإصدارات,وقد صدر العديد من السلاسل مثلالأعمال الفكرية-الأعمال البيئية-الأدب العالمي للناشئين-الأعمال العلمية-المصريات-الأعمال الدينية-الأعمال الخاصة-التراث-الروائع-الأعمال الإبداعية-كتب التنوير-كتب الشبابكما أن هذا المشروع سد نقصا كبيرا في فكرة اقتناء الكتب النادرة والكتب الموسوعية التي صدرت عن المشروع ومن أهمها:الخطط التوفيقيةلعلي مبارك,وقصة الحضارةلوول ديورانت,ومصر القديمةلسليم حسن ووصف مصرلعلماء الحملة الفرنسية,والأعمال الكاملة لمحمد عبده وتاريخ الأندلسلمحمد عبد الله عنان, ومجلدات المجلات مثل:الكاتب المصري,والزهور,هذا إلي جانب العديد من الكتب والمؤلفات الكاملة لكبار الكتاب وكل هذا بأسعار في متناول المواطن البسيط.