قال الروح القدس: أفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه 0أع 13:2)
* برنابا الرسول أحد السبعين رسولا الذين اختارهم السيد المسيح, ويسمي أيضا يوسف وهو قبرصي الجنس.
* برنابا الرسول يهودي من سبط لاوي, ومعني اسمه ابن الوعظ (ابن الكلمة التي تعزي) لأن أحد أهداف الوعظ هو أن نسمع كلمة الله التي تعزي القلب, وأيضا يترجم اسمه: ابن النبوءة (التشجيع).
* برنابا الرسول رفيق بولس الرسول الذي تعلم في جامعة طرسوس, والتي كانت أحد الأماكن التعليمية المشهورة في الزمن الأول للميلاد, وطرسوس كانت مشهورة بمعلميها وفلاسفتها.
* الله استخدم هذه الزمالة لصالح الكرازة, فقد كان برنابا أحد السبعين رسولا, أما بولس الذي هو شاول فقد كان يضطهد الكنيسة بإفراط, ويفتري عليها, ولكن الله له تدبير وحكمة أخري.
* ذكر عن برنابا الرسول أنه خال القديس مرقس (كو4:1).
* نهاية حياة القديس برنابا, استشهد في قبرص رجما وتوجد مقبرته إلي يومنا هذا في قبرص, وتعيد له الكنيسة يوم 21 كيهك.
* برنابا الرسول رغم أن الذي ذكر عنه سطور قليلة في الإنجيل, إلا أننا نعتبره نموذجا رفيع المستوي في عدة فضائل منها:
أولا: إنكار الذات
* بطل في إنكار الذات, لكم أن تتخيلوا معي كيف أن التلاميذ جميعا كانوا في ناحية وشاول الذي هو بولس مضطهد الكنيسة في الناحية الأخري, والذي أوصل بين الاثنين هو برنابا الرسول.
* كانت طبيعة برنابا أن يقدم غيره. مع أنه كان الأقدم في الإيمان فقد قدم بولس عنه في أورشليم, وهذه إحدي أنماط الإنسان الناجح في الحياة.
* ليست السعادة الحقيقية في ما تقتنيه من أمور مادية أو مناصب أو مكانة معينة, بل السعادة الحقيقية هي أن تمنح ذاتك للآخرين, وهذا مفهوم الخدمة الذي عاش به القديس برنابا.
ثانيا: المحبة
ذكر في سفر الأعمال أنه كان يمتلك حقلا فذهب وباعه وجاء بثمنه عند أرجل التلاميذ, لأن كل شيء كان مشتركا بينهم, وهذا نموذج رفيع للعطاء الذي نصفه نحن بأنه إنجيل المحبة والخلاص.
* الكتاب المقدس يبرز أهمية المحبة الأخوية والخروج من الذات ومحبة الآخر. كما وضح لنا السيد المسيح من هو القريب في مثل السامري الصالح, فهو كل إنسان في البشرية.
* هل عندما وضع برنابا الرسول ثمن حقله تحت أرجل التلاميذ كان إلزاما عليه؟ بالطبع لا… بل هي عواطف ومشاعر القلب المحب.
* الوصية ليست فيها إلزام القانون بقدر ما فيها من حب.
ثالثا: تشجيع الآخرين
* برنابا الرسول نموذج رفيع في تشجيع الآخرين, وثقافة التشجيع هذه مطلوبة لكل إنسان في حياتنا, فكل إنسان يحتاج إلي التشجيع وهذا نلمسه في سفر الرؤيا في الرسائل المرسلة للكنائس. فقد كان يشجع أولا ثم يذكر الضعف.
* كان بولس جديدا في الإيمان, وكان يحمل خلفه حياته المظلمة, ولكن برنابا وقف بجانبه وشجعه وساعده وقدمه للتلاميذ تلميذا جديدا, فصار كأنه قارب النجاة لبولس.. فله الفضل في دخول بولس جماعة المؤمنين.
رابعا: التسامح
* عندما حدث اختلاف في وجهات النظر بينه وبين بولس في الرحلة الثانية بسبب رفض بولس أن يأخذ مرقس معه, لم يسبب هذا الاختلاف انشقاقا أو خصاما بل إن الله استخدمه في انتشار الكرازة, فأخذ برنابا مرقس في طريق, وأخذ بولس سيلا في طريق آخر, وانتشرت الكرازة في أماكن متعددة, وحل الموقف بطريقة هادئة جدا وبسلام فقد كان نموذجا للتسامح مع الآخرين. فالقلب الواسع يتسع.. للفكر وللحياة.