ان العالم مراة لك , نحن نستقبل من الحياة ما نكون , وليس ما نريد , أى أن عالمنا الخارجى ما هو ألا انعكاس لعالمنا الداخلى , وحقيقة رؤيتنا للحياة هى ليست النظر للخارج , بل للداخل , أننا نجذب لحياتنا ما نحن عليه , وليس ما نرغب فيه , عنجما يصبح الانسان أكثر حبا و أكثر حكمة ومعرفة بقيمة حياته , فأن العالم سيقترب منه ويمنحه الفرص بين يديه , نقطة البداية أن تؤمن تماما بأن حياتك كنز , وانك أكبر بكثير جدا مما تعرف , أنت أعظم بكثير مما حلمت بأن تكونه أبدا , ولكى تكتشف ذلك هناك أربع أبعاد لنفسك يجب أن توقظها وهى : العقل & الجسد & المشاعر & الروح .
العقل : خصص وقتا ثابتا للقراءة والتأمل , وأفضل الأوقات فى الصباح الباكر , عود نفسك على الكتابة , فأنك كما أنك تبدأ فى معرفة شخص أخر بالمحادثات الطويلة معه , فأنك بالتدوين كل صباح ستتعرف على نفسك من خلال الكتابة , اطرح الأسئلة داخل عقلك وستجد دائما الاجابة : لماذا أنا هنا على هذا الكون ؟ والى أين تتجه سفينة حياتى ؟ وهل المطان الذى أنا ذاهب اليه يستحق أن أهبه حياتى ؟؟! باجابتك عن هذه الاسئلة الثلاثة فقط , ممكن أن تتغير حياتك !.
الجسد : اعط اهتماما شديدا بجسدك , جسدك هو منزل لروحك ونفسك وعقلك , يحتاج أن تهتم به , احرص على العادات الغذائية السليمة واجعلها عادة تمارسها لاواعيا , ثقف نفسك بمعلومات كافية عن الصحة وعن كيف تعمل اجسادنا ؟ وكيف نحافظ عليها ؟ الصحة ليست هى الخلو من الامراض , الصحة هى الطاقة .
المشاعر : السعادة حقنا منذ الميلاد , من الطبيعى أن تجلب لنا الحياة الألم من وقت لأخر , لكن مسؤليتنا هى أن نثق تماما أن الحياة أربعة فصول , وان الألم لن يستمر , وأن نتعلم كيف نصنع البهجة , حينما نتحكم فى مشاعرنا , ونغيرها للأفضل سيبدو العالم أفضل , يجب أن تكون هناك شراكة فى الحياة بين العقل والقلب لكي نحيا حياة جميلة , اعط اهتماما لمشاعرك , قم بالتعبير عنها , أن تدعى أنك لاتشعر بما تشعر به قد يكون شيئا غير صحى تماما جسديا ونفسيا , وابتلاع مشاعرك يؤدى الى المرض , لذلك ينصح دائما علماء التنمية البشرية أن ( لاتربى اطفالك على أن لايغضبوا أبدا , بل ربيهم على أن يغضبوا بطريقة سليمة ) بمعنى أنى أعبر عن مشاعرى الغير ايجابية بطريقة ايجابية . كيف ؟ الاجابة داخلك , عندما تسأل نفسك السؤال الصحيح ستجد حتما الاجابة المناسبة .
الروح : اكتشف المغزى وراء حياتك , تأكد من المسافة بينك وبين الله له المجد تحددها أنت , فهو دائما ابدا قريبا جدا منك , وعندما تكون المسافة بينك وبينه بعديدة , فأنت الذى تبعد عنه , ابحث عن العمل الذى خلقت على كوكب الارض لتعمله , وعندما تجده ستمنحك السماء طاقة هائلة لتنتفيذه , أهتم بجلسات التأمل والصمت , فالصمت ينير أرواحنا ويفصلنا عن أنفسنا ويجعلنا نبحر نحو سماء الروح , اجعل المعنى الأساسى لحياتك هو خدمة القوة الألهية التى أرسلتك للعالم .
يذكر الحكماء انفسهم بأن كل يوم قد يكون أخر يوم لهم , وبقيامهم بذلك يضعون لأنفسهم ألتزاما بأن يعيشوا بالحب وليس بالخوف خلال ساعات يومهم , أننا باهتمامنا بايقاظ أبعاد النفس الأربعة : العقل والجسد والمشاعر والروح , نجعل يومنا حياتنا فعلا كنز ونجعل يومنا حلو , وبنعمة ربنا بكرة أحلى .