عزيزي القارئ، تحدثنا في المقال السابق عن كيف تتم قيادة للألحان في الدورات الطقسية ومن هم المشاركين فى هذه الدورات الطقسية في الكنيسة وماهي ملابسهم وماهي الألحان التي يرددونها في هذه الدورات. واليوم سنتحدث عن القسم الثاني وهو الدورات الإحتفالية وكيفية قيادة الألحان فيها.
القسم الثانى: هى دورات احتفالية فى مناسبات الأعياد السيدية مثل:
• دورة الصليب: وهى دورة تتم فى عشية وباكر عيدى الصليب (17 توت و 10 برمهات من كل سنة قبطية) وذلك بالطواف حول الهيكل وحول البيعة ثلاث مرات ويقوم بالطواف الكهنة وشمامسة خدمة الهيكل، عند الطواف حول الهيكل، وينضم اليهم الخورسين البحرى والقبلى ويرتل فيها لحن الصليب بعدما تقال “كيرياليسون” ثلاث مرات باللحن الكبير. ويكون مرتل الكنيسة هو القائد لهذه الألحان فى هذه الدورة، ويلقى على عاتقه قيادة جميع الشمامسة الذين يطوفون الهيكل ومعهم الخورسين البحرى والقبلى عند الطواف حول البيعة، بل وكل الشعب الذى يشارك بالتسبيح معهم خاصة فى اللحن الرائع “كيرياليسون الكبير” فتكون مهمة القيادة هنا أصعب بكثير من القيادة فى دورات البخور والحمل والإنجيل، وعندما لا يتقن هذا المايسترو دوره القيادى فى مثل هذه الدورة، فإنه قد يحدث عدم توافق بين جموع المسبّحين.
• دورة أيقونة الدفن: والتى تتم فى نهاية صلوات الساعة الثانية عشر من يوم الجمعة العظيمة،وفيها يطوف رئيس الكهنة والكهنة والشمامسة حول المذبح ثلاث مرات، ثم حول الكنيسة ثلاث مرات ينشدون لحن “كيرياليسون” الكبير، وعندما يرجعون الى الهيكل بعد نهاية الطواف حول الكنيسة فى المرة الثالثة، ينشدون اللحن الرائع “غولغوثا” الذي يسمى بـ “قانون الدفن” والذى له جذور فرعونية طبقاً لما اكّده “فيلو” المؤرخ اليهودى الذى عاش أيام الرسل.
وفى هذه الدورة ايضا تكون مهمة القيادة كدورة الصليب من حيث أهميتها وصعوبتها على درجة من الأهمية تفوق أهمية القيادة فى دورات البخور والحمل والإنجيل، وعندما لا يتقن المايسترو دوره القيادى فى مثل هذه الدورة، فإنه قد يحدث عدم توافق بين جموع المسبّحين، خاصةً أن الكنيسة فى هذه الدورة تكون مكتظة بالمؤمنين مزدحمة بالمصلين، الذين يريدون أن يشاركوا الشمامسة فى التسبيح باللحن الجميل “كيرياليسون”، مما يزيد عبء القيادة على المايسترو “المعلم” الذى يجب عليه أن يقود جميع الشمامسة المنتشرين حول الكنيسة فى كل أرجائها ينشدون، وينشد معهم جموع الشعب المصلى والذى يجب أن يخضع لنفس القائد.
والأمر لا يختلف كثيراً فى القيادة فى دورات سهرة سبت الفرح الثلاثة، وفى دورة القيامة فى عيد القيامة والى اليوم الـ 39، إلا ان ألحان دورة القيامة أصعب ومتعددة وكل لحن له طابع وريتم وطبقة صوتية، مما يزيد الأمر صعوبة من ناحية، إلا أنه يقلل عدد الجمهور المسبّح من ناحية أخرى لصعوبة الألحان.
القسم الثالث: هى دورات احتفالية كنسية فى مناسبات أخرى:
وهي دورات مثل:
• دورة تكريس الكنيسة الجديدة.
• موكب سر الزيجة المقدس فى دخول العروسين الى الكنيسة وخروجهما منها فى نهاية الطقس.
• الدورة الجنائزية لأىٍ من رجال الإكليروس فى يوم نياحته بعد مراسيم الصلاة على جثمانه بالكنيسة.
وهذه الدورات تقل أهمية القيادة فيها عن الدورات السابقة، فيما عدا أنه فى دورتى سر الزيجة تكون مشاعر الفرح وزغاريد النساء تُصعب قليلا من القيادة، وفى الدورة الجنائزية، تكون مشاعر الحزن وصراخ النساء (أحياناً في المناطق الشعبية، أو عند بعض العائلات التي إيمانها بالحياة الأبدية ضعيف) أيضاً تُصعب من عملية القيادة.
كما توجد دورات طقسية أخرى يذكر منها:
1. دورة خميس العهد “يهوذا مخالف الناموس”
2. دورة تقديم الحمل فى الأعياد السيدية
3. دورة طقس إستقبال الكاهن الجديد
4. دورة أحد الشعانين والمماثلة لدورة عيدي الصليب
5. دورة إستقبال الأب البطريرك والآباء المطارنة والآباء الأساقفة
عزيزي القاريء لقد شرحت لك كل مايخص قيادة الألحان في الكنيسة القبطية وأهمية ودور المعلم كقائد في الدورات الطقسية بأنواعها، وإلى أن نلتقي في المقال الجديد الذي نتحدث فيه عن ال “أكابيلا” وهو الغناء الصوتي البحت بدون آلات موسيقية، اتركك في رعاية ملك الملوك ورب الأرباب.