شعرت بالغيرة على فن النحت، بعد أن انتشر العديد من التماثيل غير اللائقة بالكثير من الميادين في محافظات مصر المختلفة، و أرجعت ذلك إلى أنهم غير مختصين، وكان ذلك دافعًا قويًا لتفكر أسماء محمد طالبة كلية الفنون الجميلة – جامعة المنيا، في نحت نافورة تصويرية آملة أن تُوضع في أحد ميادين العاصمة الإدارية الجديدة.
بزهرة اللوتس وثلاث نساء أحجامها مختلفة، يعزفن على آلات مختلفة، مستخدمة الطين الأسواني الأبيض نحتت “أسماء” نافورتها، موضحة أن استخدامها زهرة اللوتس كان له أهدافًا أهمها خروج المياه منها، وكذلك العودة إلى العصر الفرعوني والرمزية إلى الحضارة المصرية القديمة، وربطها بالعصر الحديث والفن الحديث، مؤكدة فخرها واعتزازها بالانتماء إلى تلك الحضارة.
كما أوضحت أن اختيارها للنساء، جاء لإيمانها بأن جمال الجسد الأنثوي يضفي جمالًا خاصًا للأعمال النحتية، وكذلك نوعت في أحجامهن لتبرز موهبتها في مجالها، فضلًا عن التناسق الجمالي في المجسم، وكذلك اختارت ثلاث آلات متنوعة، وهي: “الجاز والهارب والقانون”.
تتمتع أسماء بموهبة الغناء إلى جانب النحت، فهي تمتلك أذنًا موسيقية جعلتها تتصور تداخل أصوات تلك الآلات مع بعضها البعض، وسط هدير المياه الخارج من زهرة اللوتس، فهي دائمًا تحاول تطوير نفسها وموهبتها بالقراءة في مجالها، والبحث عن كل ما هو جديد.
أوضحت أسماء لـ”وطني”، أنها فكرت لمدة أسبوعين في تخيل نافورة من صنع يدها بأحد الميادين في مصر، واختارت أن تصنع عملًا تصويريًا لدار الأوبرا في العاصمة الإدارية الجديدة، مشيرة إلى أنها ترى فيها الجمال والحداثة. ولفتت “أسماء”، إلى أنها استغرقت 20 يومًا في تنفيذ مشروعها، مستخدمة في ذلك الطين الأسواني ” الأبيض “.
أشادت أسماء بكلية الفنون الجميلة جامعة المنيا، وبأساتذتها، مؤكدة أنهم دائمًا ما يشجعونهم ويساعدونهم، مما بعث روح التعاون بين الطلاب، فأصبح الجمال والوصول إليه وتحقيقه هو الهدف الرئيسي لدى الطلاب، ولفتت إلى أنه كلما خرج مبدع من الجامعة كان ذلك حافزًا للطلبة بأن يطوروا من أنفسهم للحفاظ على مستوى الجامعة.
وعبرت “أسماء”، عن سعادتها بثناء أساتذتها على مشروعها، وكذلك زملائها والعديد من نشطاء الفيسبوك، مؤكدة أن روح التعاون والجو الأسري والدفء الذي تشعر به هي وزملائها سبب رئيسي في خروج مبدعين من جامعة المنيا.