بيقولك, وده فايدته ايه؟ وهنعلمها للولاد فـ المدارس ليه؟
مش ها كرر الكلام اللي أنا وغيري قلناه كتير عن أهمية اللغة للهوية الوطنية والشخصية, بإعتبار اللغة بوابة الهوية, انما حبيت أشرح ضرورة دراسة اللغة المصرية القديمة, من مرحلة الكتابة بالحرف الهيروجليفي, من زاوية تانية, زاوية العلاقة بين ثقافتنا وجدور كلامنا القديم, وثقافتنا وتصاريف كلامنا الحالي:
سعا
جدر بمعنا الزيادة والوسع، ونفس الجدر, بمخصص مختلف, بمعنا الإثارة والتحفيز والطلب, ودي بارضو كلها زيادة
أول حاجة: الجدور القديمة لها دايرة واسعة, بتقبل معاني كتيرة فـ دايرة كبيرة, عكس التصاريف الحالية اللي معانيها متحددة بدواير ضيقة.
اسعا فـ الخير
وفـ أوبريت الليلة الكبيرة:
اسعا اسعا اسعا اسعا, خدلك صورة ستة × تسعة
هنا المعنا متحدد فـ السعي, يعني الإنطلاق واليقظة والتحفيز
ودعوة الأمهات:
يوسعلك رزقك
أو عبارة:
وسع شوية
ومعاها تعابير كتير:
الشقة واسعة وبرحة/ البدلة واسعة عليه .. لخ!
المعنا متحدد فـ دايرة الزيادة, عشان كده الجدر اللي فـ الصورة معاه مخصص عمود العظمة والعلو (عا)!
تاني حاجة: الثبات والرسوخ والطمان, دي حاجات موجودة فـ ثقافة المصريين, بجينات الخبرة الطويلة, يعززها ويدعمها فـ الأجيال الجديدة, التعليم, تعليم ثقافة الأصول والجدور, جدور العلم, جدور الأدب, جدور الموسيقا, جدور الكلام .. لخ!
كل علم له بداية, يعني جدر!
وكل حرف وكل كلمة, لها بداية, يعني جدر!
واللي يعرف جدوره, يقدر يحدد إتجاهه كويس, وصعب يتوه!
تالت حاجة: فـ طريقة كتابة اللغة المصري بالحرف العربي, زاي المقال ده, بصة واحدة ع الجدر (سعا) وآخر حروفه الألف الصريحة بصورة العقاب أو النسر المصري هتحسم المسألة بإن الكلمة لازم تنكتب بالألف الصريحة, زاي ما بتتنطق, وملناش دعوة بقواعد العربي بتاعت الألف المقدرة دي, لأنها ما تخصناش, لا فـ النطق, ولا فـ الجدر أصل الكلمة.
آخر حاجة: عارفين أغنية ترنيمة ايزيس اللي سمعناها فـ حفلة موكب المومياوات وصلت للملايين, أو المليارات, من البشر, والعالم كله إتأثر ودموعه سالت معاها ليه؟
– أكيد عشان الصدق وكل عوامل النجاح كانت محشودة ومتجمعة فـ العمل!
انما رأيي ان فيه كمان سببين مهمين:
أصالة اللحن القبطي (غولغوثا), اللي جدوره من آلاف السنين!
وأصالة الكلام, اللي وصلنا, بجينات جدور كلام الملايين!
يبقا جدورنا اللي مكتوبة بالهيروجليفية لازم نتعلمها, وألحاننا المصرية, لازم نعرفها وندندنها.
ملحوظة: هذا المقال مكتوب باللغة المصرية وليس باللغة العربية.. الكلمات قد تبدو بها أخطاء إملائية مقارنة باللغة العربية، لكنها في الحقيقة صحيحة بحسب القواعد اللغوية للغة المصرية.