تتعدد نبؤات هذا اليوم من أسبوع أحد التجربة لتسرد لنا التجارب المتعددة التى يجرب بها إبليس أولاد الله. لكن الله على وعده لا يتخلى عن أولاده، بل هو ينقذهم من تجارب الشيطان فى حينه، مهما اشتدت التجربة.
سفر (الخروج ٤، ٥، ٦ ) يحكى كيف أرسل الرب موسى لبنى إسرائيل يعدهم بالخلاص من عبودية المصريين ففرحوا، لكنه عندما دخل إلى فرعون يطلب ذلك، تجبر فرعون وزاد النير على بنى اسرائيل.
لكن الرب يجدد ويؤكد وعده لهم، إنما لم يسمعوا “من صغر القلب ومن الأعمال الشاقة”. وهذا هو حالنا جميعا عندما تشتد التجربة فلا يمكننا معها أن نرى الخلاص المعد لنا من قبل الرب، والذى يتحقق فى حينه.
تجربة أخرى قاسية جرب بها الشيطان أيوب الذى لم يكن ينظر لها نهاية من شدة قسوتها ومرارتها. النبؤة من سفر (أيوب ١٢، ١٣، ١٤ ) نسمع فيها أيوب يعاتب الرب عتابا طويلا ويسأله: “لماذا تحتجب عنى؟”
لكن وعد الله لنا ولكل من يتعرض لتجارب إبليس يأتينا فى (يوئيل ٢: ٢١-٢٦ ) “وَأُعَوِّضُ لَكُمْ عَنِ السِّنِينَ الَّتِي أَكَلَهَا الجراد … فَتَأْكُلُونَ أَكْلًا وَتَشْبَعُونَ وَتُسَبِّحُونَ اسْمَ الرَّبِّ إِلهِكُمُ الَّذِي صَنَعَ مَعَكُمْ عَجَبًا، وَلاَ يَخْزَى شَعْبِي إِلَى الأَبَدِ”.
انجيل باكر من (لوقا ١٣: ١٨-٢٢) يذكرنا بملكوت السموات الذى نسعى إليه فينمو داخلنا رغم التجارب مثلما تنمو حبة الخردل فتصير شجرة مثمرة. “فَقَالَ: «مَاذَا يُشْبِهُ مَلَكُوتُ اللهِ؟ وَبِمَاذَا أُشَبِّهُهُ؟ يُشْبِهُ حَبَّةَ خَرْدَل أَخَذَهَا إِنْسَانٌ وَأَلْقَاهَا فِي بُسْتَانِهِ، فَنَمَتْ وَصَارَتْ شَجَرَةً كَبِيرَةً، وَتَآوَتْ طُيُورُ السَّمَاءِ فِي أَغْصَانِهَا». وَقَالَ أَيْضًا: «بِمَاذَا أُشَبِّهُ مَلَكُوتَ اللهِ؟ يُشْبِهُ خَمِيرَةً أَخَذَتْهَا امْرَأَةٌ وَخَبَّأَتْهَا فِي ثَلاَثَةِ أَكْيَالِ دَقِيق حَتَّى اخْتَمَرَ الْجَمِيعُ».
يتحدث بولس الرسول فى (٢ تسالونيكى ٢: ٩-١٧ ) عن الارتداد العظيم الذى هو من فعل الشيطان فيقول: “الَّذِي مَجِيئُهُ بِعَمَلِ الشَّيْطَانِ، بِكُلِّ قُوَّةٍ، وَبِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ كَاذِبَةٍ، وَبِكُلِّ خَدِيعَةِ الإِثْمِ، فِي الْهَالِكِينَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَقْبَلُوا مَحَبَّةَ الْحَقِّ حَتَّى يَخْلُصُوا … لِكَيْ يُدَانَ جَمِيعُ الَّذِينَ لَمْ يُصَدِّقُوا الْحَقَّ، بَلْ سُرُّوا بِالإِثْمِ”.
تأكيدًا لهذا الكلام يقول الكاثوليكون من ( ٢ بطرس ٢: ٩-١٥ ) “يَعْلَمُ الرَّبُّ أَنْ يُنْقِذَ الأَتْقِيَاءَ مِنَ التَّجْرِبَةِ، وَيَحْفَظَ الأَثَمَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ مُعَاقَبِينَ”.
إن النجاة من تجارب الشيطان متاحة لنا بسخاء بالرب يسوع وحده، أما إن اخترنا ان نستجيب للشيطان ونتبعه فالهلاك والدينونة فى انتظارنا.
انجيل القداس من (لوقا ٤: ١-١٣ ) يكرر لنا تجربة إبليس للرب يسوع على الجبل .. تكرار التذكرة بأنه مهما اشتدت التجربة ومهما تحايل إبليس فالنجاة والخلاص لهما طريق واحد وهو كلام الرب.