حارس العين الواحدة
في دير النغاميش بمركز دار السلام محافظة سوهاج, تقيم الأم سعيدة لميع جبرة هناك تجري حياتها تحت ظل الكفاف. تدير بيتها وتعاون زوجها أندراوس جبرة الذي بدأ حياته عاملا زراعيا بالأجر, ثم فتح دكان بقالة صغير. وتكالبت عليه الأمراض حتي أصيب بورم سرطاني خبيث في المسالك البولية, وأصبح قعيدا بلا عمل. وفي رقبته أسرة كبيرة قوامها 6 بنات وولد. حياة كئيبة وصعبة. ورغم أن الأم سعيدة- هذا هو الاسم- فهل يترك أثر أو دلالة علي معني الحياة, قد جربت القسوة والآلام منذ الصغر, وبالتحديد منذ أن كان عمرها 13 عاما, وكانت قد انزلقت قدمها ووقعت بقوة علي حجر وفقدت عينها اليمني علي الفور, وتم تفريغ النني بالكامل, وهكذا تقبلت فعل القدر. وأصبحت تعيش بعين واحدة راضية, لأنها رافقتها في رحلتها كزوجة وأم ترعي زوجها وأسرتها الكبيرة بكل أمانة وحب. فهي إنسانة طيبة إلي أبعد الحدود, لسانها لا يكف عن شكر الله علي كل شئ ومن أجل كل شئ بصدق حقيقي تشعر به فعلا, لأنه شكر نابع من قلب صادق, قلب نابض بالعرفان لله.
لقد كان عمرها 13 عاما عندما فقدت عينها اليمني, والآن عمرها 46 عاما. وشعرت بأن هناك خطرا كبيرا يهدد العين اليسري العين الوحيدة الباقية لديها. فهل تفقدها هي الأخري؟ هل يغيب حارس العين الوحيدة؟ كما حدث مع العين اليمني وهي مازالت طفلة, لذلك لجأت إلي طبيب عيون أجري لها فحوصات أكدت أن هناك بالفعل خطرا حقيقيا. حيث أصيبت بانفصال شبكي بالعين وتحتاج إلي إجراء عملية أيضا لإزالة المياه البيضاء, ولكن من أين تكلفة هذه العملية, والظروف المادية قاسية جدا. وهنا يتدخل أحد أزواج بناتها, وهو شاب يحب حماته بصورة رائعة, ويصطحبها من دير النغاميش إلي القاهرة ويطرق باب المحطة وكله أمل أن ينقذ العين الوحيدة الباقية لـحماته ومن أجل هذا الحب. اصطحابنا الأم الجميلة والحماة الطيبة سعيدة إلي الأستاذ الدكتور شريف إمبابي أستاذ طب وجراحة العيون بكلية طب جامعة عين شمس واستشاري جراحة الشبكية بالمستشفي الوطني للعيون في ميدان الحجاز. والذي قام بإجراء الفحوصات اللازمة وأكد لنا في تقريره الطبي أن الأم سعيدة لميع تعاني من انفصال شبكي ناتج عن ثقب في مركز الشبكية بالعين اليسري, وتحتاج إلي إجراء عملية إزالة مياه بيضاء وزرع عدسة, وإزالة الجسم الزجاجي وحقن زيت سيليكون بالعين اليسري.
وبالفعل تكفل صندوق الخير بتكاليف العملية الكبيرة وتم تحديد الميعاد. واصطحبنا الأم سعيدة إلي المستشفي الوطني, حيث استغرقت العملية نحو ساعتين ونصف, وقام الأستاذ الدكتور فتحي فوزي بإجراء عملية إزالة المياه البيضاء وزرع العدسة, وقام الأستاذ الدكتور شريف إمبابي بإجراء الجزء الخاص بالشبكية.
وتعاون الطبيبان لإنقاذ العين الوحيدة للأم سعيدة التي عادت إليها الابتسامة, وقرر الدكتور شريف لها بعض القطرات, وطلب الانتظام في المتابعة, وكذلك أكد أنها في حاجة إلي نظارة طبية بعد شهر من إجراء العملية.
روبير الفارس
ــــــــــــــــ
صندوق الخير
ن.ش قدم 100 جنيه, وطالبة شفاعة أنبا ميخائيل بأسيوط قدمت 35 جنيه, وطالبة شفاعة القديسين بأسيوط قدمت 500 جنيه, وسهام رمزي مرجان قدمت 300 جنيه, ومواطنة من أمريكا قدمت 5000 جنيه, ومن أفضال إلهنا جاء 1000 جنيه, ومن يدك يارب وأعطيناك جاءنا 1000 جنيه, ومنك وإليك يارب جاءنا 200 جنيه, وأبناء الأنبا إبرآم قدموا 500 جنيه.