“المصغراتية”.. اكتشفت موهبتها وهي تبحث مع ابنها – عبر اليوتيوب –عن أشكال بيوت العرائس، فتفوقت على نفسها وأبدعت في توثيق شكل البيوت المصرية القديمة بمجسمات “مُصغرة”، إنها عبير سعد الدين، فنانة تشكيلية، حاصلة على بكالوريوس التربية النوعية شعبة التربية الفنية.
تروي عبير رحلتها مع الفن لـ”وطني”، قائلة : إنها التحقت بكلية التربية النوعية ودرست الفنون؛ لأنها تحب الفن بشكل عام، ولم تكن تعلم حينذاك موهبتها في أي من أقسامه، فقد كانت تشارك منذ صغرها في بعض الأنشطة التي كان يقيمها قصر ثقافة الجيزة، وكانت أول مشاركة لها في معرض للأشغال اليدوية بلوحة “خيامية”، وهي تبلغ من العمر 16 عامًا.
تعشق عبير كل أنواع الأشغال اليدوية، ودرست في كليتها النحت والخزف والتصميم، وقد برعت فيهم على الرغم من أنها لم تكن تحب فن الرسم ولم تبرع فيه.
عملت عبير فترة كبيرة في فن التشكيل بالسلك، وكانت تصنع الإكسسوارات وتطليها بماء الذهب وماء الفضة، وكان مشروعًا ناجحًا تشاركها فيه أختها بالتسويق، ولكنها توقفت لفترة بعد اندلاع ثورة يناير واضطراب السوق التجاري، ثم درست بعد ذلك فن الديكوباج وعملت به لفترة طويلة أيضًا.
*بداية المصغرات
استهوت عبير فن المصغرات، وهي تبحث مع ابنها عن أشكال لبيوت العرائس عبر الإنترنت لكي تساعده في تأسيس بيوت لعرائسه، ولم تكن تعلم أن هذه ستكون نقطة انطلاقها لعالم “المصغرات”، حيث أنها قررت دراسته وبالفعل تلقت دورات تدريبية فيه، وانطلقت إلى أن أصبحت مدربة تُعلم فن المصغرات.
*المصغراتية
اختارت عبير اتجاهًا لعملها، فقررت أن تعمل على التراث المصري؛ بهدف توثيق شكل البيت المصري وطقوسه، موضحة أنها تدرس النموذج وتجهز معداته وتختار آلة جديدة أو جزء قرب من الاندثار في البيت المصري أو اندثر بالفعل وتقدم معلومات عنه، مثل: الطبلية والمخرطة وآلة الرحايا، وتجعله الجزء الرئيسي في المصغر.
جسدت المصغراتية شكل بيوت القاهرة الفاطمية التي تجاوز عمرها الـ100 عام، بطقوسها.
*إعادة تدوير
تصنع عبير كل أجزاء الماكيت المصغر بيدها، مستعينة بإعادة تدوير بعض مواد الطاقة المهدرة، مثل الزجاج وعلب الكانز وأغطية الزجاجات وأخشاب ، وقد أوضحت أن المجسم يحتوي تقريبًا على 25% مواد مهدرة وإعادة تدويرها وجعلتها مواد نافعة بشكل جمالي لم يلحظه أحد في المجسم.
تستخدم عبير في تكوين مصغراتها الكثير من الفنون التي تعلمتها؛ مثل: الخزف والديكوباج والنحت والنجارة والتشكيل بالسلك، كما أنها استخدمت مواد الصلصال الحراري والطين الأسواني وعجينة السيراميك.
اعتبرت عبير أن “المصغرات” هو الركن الخاص بها الذي يميزها، مؤكدة أنها لا تخترع شيء، بل أنها توثق أشياء كانت موجودة اندثرت وأخرى أوشكت على الاندثار.
تستعين عبير بمساعدة في أمور التسويق، لأنها لا تجيد فن البيع كما أنها تتأثر بفقد منتجاتها، فقد شبهت “مصغراتها” بأبنائها قائلة: لكل منهم معزة خاصة وقصة تميزه.
*مصغراتية مصر
تواصلت عبير مع عزة عاطف (تصنع المأكولات المصرية من الصلصال الحراري)، وأسسا سويًا جروب “مصغراتية مصر”، وقالت إنها تعاونت مع عزة عاطف في الجروب، فهي تؤسس المنزل وعزة تطهي الطعام.. وعبرت عن رغبتها في أن تجتمع أعمالها مع أعمال عزة في ماكيت واحد.
*إيمانها بجدية العمل
تعتبر عبير نفسها في مهمة لابد أن تنجح بها، وهي أن تقنع كل من يرى مصغرها بأنه حقيقي، ثم تضع إصبعها بجواره فيصدم الجمهور من أنه مُصغر.
وتؤكد عبير لـ”وطني”، أن المصغرات فن له أصول و مقاييس ونسب، وما غير ذلك يفقد مصداقيته ونشعر بأنه مزيف، وترى أن مقاس 1 على 15 هو الأنسب في هذا الفن وهو ما تعمل به.
*معرض تراثنا
شاركت “المصغراتية” بمعرض تراثنا للحرف اليدوية هذا العام، لتكون المرة الأولى لها وللمصغرات، وانبهرت بقبول الجمهور لهذا الفن وإقبالهم عليه. وأكدت أن هذا دعمها نفسيًا بشكل كبير.
وأثنت عبير على المعرض وتنظيمه، وأعربت عن شكرها لكل القائمين عليه، وبالأخص الدكتور طارق صبور مدير إدارة المعارض بجهاز تنمية المشروعات لما قدمه لهم من دعم.
وأشارت إلى أن الكتالوج الخاص بالمعرض كان له رد فعل قوي في الداخل والخارج، لافتة إلى أن هناك الكثيرين من خارج مصر تواصلوا معها بعد مشاهدة الكتالوج.