الشركات الصينية رائدة هذه الصناعة.. و”تسلا” الأمريكية الأكثر قيمة في العالم
تعتبر صناعة السيارات الكهربائية، قاطرة نحو مستقبل حركة النقل على مستوى العالم، مع تزايد الإنتاج العالمى في تطوير صناعة السيارات الكهربائية، ليفوق عددها ملايين المركبات حول العالم ، تم بيع أكثر من 2.5 مليون منها العام الماضى فى كل من الصين وأوروبا والولايات المتحدة ،فوفقا لدراسة أجراها المجلس الدولي للنقل النظيف فإن خمس دول أوروبية من بينها المملكة المتحدة تشهد تساوياً في أسعار كل من السيارات الكهربائية والتقليدية منذ فبراير الماضي .. ويشير تقرير لوكالة “بلومبرغ” إلى أن السيارات الكهربائية ستمثل نحو 58٪ من إجمالي سيارات الركوب بالعالم بحلول 2040 مقارنة مع نحو 10٪ في 2025، في الوقت الذي ينتظر أن يتزايد فيه اعتماد الصناعة على النيكل لتأمين بطاريات أقل كلفة وأكثر استدامة .. من ناحية أخرى – بحسب تقرير لشبكة “سي إن إن” فقد تجاوز النشاط التجاري لشركة ” تسلا ” للسيارات الكهربائية – المملوكة للملياردير الأمريكي “إيلون ماسك” مؤسس الشركة – نشاط كل الشركات على مؤشر أسهم 500 S&P في البورصة الأميركية ، وبهذا تصبح “تسلا” شركة السيارات الأكثر قيمة في العالم، حيث اجتازت شركات تويوتا، وكوكاكولا، وديزني، وسيسمو، وميرك، وإكسون موبيل، ودو .
ويقول المهندس كاترال مالون بشركة “آستون مارتن” إن “أكبر مراكز إنتاج السيارات الكهربائية في العالم ستكون في أوروبا الغربية بقيادة ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا، ومن المتوقع أن تنتج سلوفاكيا أكبر عدد من السيارات الكهربائية للفرد بحلول 2025، تليها التشيك والمجر، وكان يفترض أن تكون المملكة المتحدة في الطليعة أيضًا، لكن عدم اليقين الاقتصادي المرتبط بالخروج من الإتحاد الأوروبي، حال دون إبرام أي صفقة كبيرة لاستثمار كبير في إنتاج السيارات الكهربائية في بريطانيا”
وأصبح التحدي الأكبر هو الإتجاة الكامل نحو النقل الكهربائى والإعتماد العالمى على توليد الكهرباء، وكلما تنامى استخدام السيارات الكهربائية، كلما زاد الطلب العالمى على الطاقة الكهربائية وتستهدف وكالة الطاقة الدولية، زيادة مساهمة السيارات الكهربائية فى حركة التنقل العالمي إلى نحو 30% بحلول 2030.. وأن الشركات الصينية تعد رائدة فى هذا المجال، حيث بلغ إجمالى إنتاج شركة “بى واى دي” الصينية وشركة “بكين لصناعة السيارات الكهربائية إلى جانب إنتاج شركة نيسان اليابانى.
مبيعات وأسعار السيارات
ومع هذا، تشير التقديرات إلى أن مبيعات السيارات الكهربائية ستظل أقل من مبيعات السيارات ذات المحركات التقليدية التي تعمل بالوقود الأحفوري، أو السيارات الهجينة، التي تستخدم الوقود الأحفوري والبطارية، لكن زيادة معروض المركبات الكهربائية سيسهم في تخفيضات كبيرة في الأسعار.
وذكرت “كاثي إيليسون” نائبة مدير قسم التسويق بشركة فوكسهول البريطانية لصناعة السيارات إن ” السوق الأوروبية ستصل لنقطة تحول بحلول 2022، عندما تكون تكلفة ملكية السيارة الكهربائية على قدم المساواة مع نظرائها ذات محرك الاحتراق الداخلي في جميع الدول الأوروبية، أما الآن فإنه ، إلا أن عددًا من الخبراء يعتقد أن تحقيق ازدهار في عالم السيارات الكهربائية يتطلب مجموعة من الدوافع تتجاوز العقوبات المفروضة على شركات السيارات، إذا ما تجاوز متوسط انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من السيارات، التي تبيعها أكثر من 95 جم لكل كيلو متر.
السيارات الكهربائية .. وانبعاثات الكربون
وبات هناك توجهاً عالمياً لخفض إنبعاثات الكربون والغازات السامة للمحافظة على البيئة، والمحافظة علي عوامل المنتج، كلما سعت دول عدة إلى تبنى مبادرات تستهدف التشجيع على التحول صوب قيادة السيارات الكهربائية ، ففى النرويج يتم إعفاء مشترى السيارات الكهربائية من دفع الضرائب المستحقة، لتصل نسبة المركبات الكهربائية المستخدمة فى البلاد حالياً 46
من ناحية اخرى تخطط شركات السيارات الأوروبية لجعل 2020 عام السيارات الكهربائية بإمتياز، إذ من المقرر أن تطلق مجموعة من الأنواع الجديدة ضمن جهود دولية حثيثة تبذلها كبريات الشركات لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من مركباتها ، ويستجيب هذا العرض الجديد لسوق سريع النمو، خاصة مع تراجع الطلب على السيارات، التي تعمل بالبنزين والديزل تدريجيًا، وتشير الأرقام الصادرة عن مؤسسة ” إل إم سي أتوموتيف “، التي تحظى بتقدير كبير في مجال تحليل السوق وتوقعات صناعة السيارات، إلى أنه سيتم بيع 540 ألف سيارة كهربائية في الإتحاد الأوروبي في نهاية 2020، مقارنة بنحو 319 ألف سيارة خلال 2019 ،’ وسترتفع مبيعات السيارات الكهربائية في المملكة المتحدة من 3.4 في المائة من جميع السيارات المبيعة العام الماضي إلى 5.5 في المائة هذا العام، أو من 80 ألف سيارة 2019 إلى 131 ألف سيارة 2020.
من جانبه يقول بيل جيتس مؤسس شركة “مايكروسوفت” المهتم حالياً بالأعمال الخيرية وإنقاذ البيئة : يعد التحول إلى المركبات الكهربائية هو الطريقة الأكثر فعالية التي يمكن من خلالها التحرك نحو ” صفراً من الإنبعاثات ” خاصة من قطاع النقل ، وإن التخلص منها سيتطلب تحولات هائلة ، فيجب أن تصبح هذه تقنيات السيارات الكهربائية أرخص بكثير مما هي عليه اليو ، وهذا يعني إيجاد طرق لتصنيعها على نطاق واسع والتأكد من أدائها مقارنة بنظيراتها من الوقود الأحفوري، و تقوم العديد من الشركات بتطوير بطاريات أفضل وأرخص سعرًا نأمل أن تجعل المركبات الكهربائية خيارًا واقعيًا لكل مالك سيارة.
تغيرات جذرية في صناعة السيارات
وأوضح “سلايدن روجرز” المحلل الاقتصادي بمؤسسة “إل إم سي أتوموتيف” أن “القواعد الجديدة للإتحاد الأوروبي بعدما دخلت حيز التنفيذ ، باتت تعاقب شركات صناعة السيارات بشدة إذا ارتفع متوسط انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من سياراتها المبيعة بأكثر من 95 جم لكل كيلو متر، وإذا تجاوزت شركات صناعة السيارات هذ الحد، فسيتعين عليها دفع غرامة قدرها 79 جنيها استرلينيًا عن كل جرام فوق هذا الحد، مضروبة في إجمالي عدد السيارات التي تبيعها ، منوهاً أن فاتورة الإنبعاثات الزائدة كان من المتوقع أن تبلغ 28.6 مليار جنيه استرليني على مبيعات 2018، دفعت صناعة السيارات للإسراع في إحداث تغيرات جذرية خلال فترة قصيرة، فشركات السيارات تعلم تماما أنها ستواصل دفع غرامات كبيرة على مبيعات السيارات التي تستخدم محركات الإحتراق الداخلي البنزين أو الديزل، ولذلك كان عليها أن تتخذ إجراءات تخفض بمقتضاها أسعار السيارات الكهربائية لتتساوى مع أقرانها من السيارات، التي تستخدم الوقود الأحفوري.
سوق السيارات الكهربائية بالصين الأكبر
هذا وتعد مدينة ” شينزن ” الصينية ضمن القلائل حول العالم التى تعد مجهزة بالأتوبيسات الكهربائية بالكامل، كما تطمح دول مثل الولايات المتحدة والهند إلى البقاء على المسار الصحيح نحو صناعة السيارات خالية من انبعاثات الكربون ، ودول العالم لديها قناعة تامة ورغبة متزايدة نحو بيئة خالية من الإنبعاثات السامة إلى توفير البنية التحتية الملائمة للسيارات الكهربائية” ، الأمر لا يتعلق فقط بالسيارات والأتوبيسات بل يستهدف تطوير نماذج أخرى متنوعة من وسائل النقل مثل الدراجات النارية والسفن وغيرها من الوسائل”.. ويشار إلى أن مصر أنجزت شوطًا كبيرًا فى مجال صناعة السيارات الكهربائية، حيث أعلن وزير الدولة للإنتاج الحربى، عن أول نموذج للأتوبيسات الكهربائية المستهدف توطين تصنيعها فى مصر، موكدًا استهداف تعميق التصنيع المحلى للمركبات الكهربائية، والذى يُعد أحد أهم البرامج التنفيذية لعام 2020 لتحقيق استراتيجية تصنيع ونشر استخدام المركبات الكهربائية بحيث تصل نسبة امتلاك مصر من تكنولوجيا تصنيع المركبات الكهربائية 65% بنهاية عام 2030، لتصبح مركزًا إقليميًا يتصدر قائمة مصدرى المركبات الكهربائية بنهاية عام 2040، وذلك بالتعاون مع الشركات العالمية الرائدة فى هذا المجال بدولة الصين ، ففي أقلّ من عشر سنوات، أصبح سوق السيارات الكهربائية الجديد في الصين الأكبر في العالم. في عام 2018، بيع أكثر من مليون سيارة كهربائية في الصين عام 2018، وهو ما يفوق رقم المبيعات في الولايات المتحدة بثلاثة أضعاف ، حيث استثمرت بكين ما يُقارب 50 مليار دولار في الصناعة، لتهيمن على سوق السيارات الكهربائية عالميا ، قد تكون ” نيو” أبرز الشركات الصينية في صناعة السيارات الكهربائية، بعد إدراجها في بورصة نيويورك عام 2018 وجمعت مليارات الدولارات.
وكشف موقع ” كار أند درايفر” الأمريكي المختص بأخبار السيارات، الذي رصد أبرز مراحل تطور صناعة السيارات الكهربائية منذ بدايتها الأولى، أن أول سيارة كهربائية طرحت في العالم، وهو طراز Baker Electric الذي طرح منذ عام 1899، وحتى عام 1915 ، نجحت في السير لمسافة 201 ميل كحد أقصى لشحن بطارياتها ما يعتبر إنجاز منقطع النظير في ذلك الوقت.