اليوم ذكري وفاة فنان قدير من الزمن الجميل لم توكل له الأدوار البطولية في السينما والتلفزيون ، ورغما من ذلك وأدواره لا أحد يستطيع أن ينساها لأنه يُكسب أدواره طابعًا مميزًا تجعل المشاهد ينسى بطل العمل ولا ينسى تلك الشخصية نتيجة أدائه المميز والرائع في تقمص الشخصية ، فلا أحد يستطيع أن ينسى دوره في فيلم شيء من الخوف ، فهو من قام بدور “رشدي” .. فنجده في إحدى مشاهد الفيلم تقمص شخصية عتريس عندما أراد أن يثبت لزوجته «أنعام» أنه أجدع من عتريس بعد أن عايرته بـ « خيبته » ، وبأنه أضعف من أن يفعل أى شىء .. و«بيهلفط» بالكلام فأراد أن يثبت لها أنه شجاع .. فركب حصانه مهرولاً ذاهبًا إلى أهل «الدهاشنة» وأخذ يصرخ فيهم : “أنا أجدع من عتريس .. ده آنى بلوة سودة .. آنى سفاح .. آنى شرانى .. إنتوا ما بتخافوش منى ليه ” ، وبعد سماع أهل القرية هذا الكلام رفعوا عليه أياديهم وضربوه ضربًا مبرحًا افقده عقله حتى وصل للجنون.
أنه الراحل الفنان القدير أحمد توفيق رشدي ، الذي نتذكره اليوم في ذكري وفاته لكي نبحر في أسرار حياته لنتعرف على مسيرته الفنية وحياته الشخصية ، وكيف أحب زوجته وقام بدعمها عمليًا ولماذا ندم على حياة البذخ والرفاهية؟
أسمه الحقيقي أحمد محمود توفيق ، ولد في ٢ يونيو عام ١٩٣٠ ، وحصل على درجة البكالوريوس من معهد الفنون المسرحية ، كما درس في كليتي الحقوق والآداب .. أم عن حياته الإجتماعية : فهو متزوج من المخرجة رباب حسين التي تتلمذت على يديه في معهد الفنون المسرحية.
يُذكر أن أحمد توفيق كان أستاذاً في معهد الفنون المسرحية، واكتشفه المخرج صلاح أبو سيف وقدمه للمرة الأولى من خلال دور صغير في فيلم ( لا وقت للحب) ، ثم فيلم (القاهرة 30) في عام 1966 ، ثم توالت العديد من أعماله ، ومن أبرز أدواره السينمائية :
(ميرامار، حافية على جسر الذهب، شيء من الخوف، ثرثرة فوق النيل، القبطان)،
وبجانب التمثيل عمل أحمد توفيق في إخراج المسلسلات التلفزيونية ومنها :-
(الشاهد الوحيد، لن أعيش في جلباب أبي، الحسن البصري، عمر بن عبد العزيز).
الجوائز التي حصل عليها :-
حصل على العديد من جوائز التقدير والإجادة عن أدواره المتميزة في السينما والمسرح، كما حصل على جائزة الدولة التشجيعية في مصر، وكان يحظى بمحبة خاصة في أوساط الفنانين والكتاب المصريين.
كيف ندم على حياة البذخ والرفاهية :-
فبعدما قام أحمد توفيق رشدي بإخراج مسلسل ” لن أعيش في جلباب أبي” والذي كان يدور حول شخصية “عبد الغفور البرعي” .. قال في أحد حواراته الصحفية : (أنه بعد تقديمه لهذه الشخصية شعر بالندم الشديد على حياة البذخ والرفاهية التي كان يعيشها ، كما تمنى أن يكون أبا مثل “عبد الغفور ” لينشأ أولاده على تلك المبادئ).
حيث كان مسلسل لن أعيش في جلباب أبي يحمل كثير من المواعظ والحكم للإنسان وبقدر هذه المواعظ بقدر تأثيره على الفنان الراحل ، فقد تعلم منه أشياء كثيرة أفادته في حياته وغيرت الكثير من قناعاته وأفكاره .
هذا المسلسل نال إعجاب الجماهير المصرية العريضة الذي أنتج عام 1996 من بطولة نور الشريف وهو في الأصل مأخوذ عن رواية للكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، سيناريو وحوار مصطفى محرم .
وتدور محور العمل حول شخصية عبد الغفور البرعي الذي بدأ من الصفر ثم أصبح من كبار تجار ” الخردة ” في مصر حتى صار من أصحاب الأموال الطائلة فلم يكن بخيلاً ، ولكنه بالرغم من ذلك لا يريد الإنفاق في أمور تافهة لا تفيد ، ويتجلي ذلك في مشهد فرح ابنته “سنية” فكان فرحًا متواضعاً من حيث التكاليف .. فكان عبد الغفور رجلاً عمليًا ناجحًا من الطراز الأول ، ولكنه رجلاً كما يُقال بالعامية ” لا يحب المظاهر الكدابة”
انسانيته جعلته يُكمل إخراج مسلسل بدون كتابة اسمه :-
فكان أثناء تصوير مسلسل السقوط في” بئر السبع” توفي المخرج نور الدمرداش مخرج العمل،ءوقام المخرج أحمد توفيق بإكمال إخراج المسلسل، ورفض “توفيق” أن يكتب أسمه على التتر ليظل اسم نور الدمرداش وحده كمخرج للمسلسل على التتر .
نتيجة حبه الشديد لزوجته كيف قام بدعمها عمليا :-
وكان المخرج أحمد توفيق تزوج من المخرجة رباب حسين بعد سبعة أشهر من تعارفهما، وشاركته فى كثير من أعماله كمخرج منفذ، حتى أنها أسندت له دورًا صغيرًا في مسلسلها “يا ورد مين يشتريك”، ورغم أنه كان مخرجًا كبيرًا وقتها؛ إلا أنه وافق على الدور بسبب حبه الشديد لزوجته ودعمه المستمر لها.
أخر محطات حياته :-
توفي في ١ أغسطس نتيجة إصابته بمرض في القلب عن عمر ناهز ٧٥ عامًا
ومن أعماله الفنية على سبيل الحصر :-
هارون الرشيد
عمر بن عبد العزيز (إخراج) (1994)
لا وقت للحب (1963)
القاهرة 30 (1966)
شيء من العذاب (1969)
شئ من الخوف (1969)
حافية على جسر الذهب
على من نطلق الرصاص (1975)
فرسان آخر زمن (1993)
خلطبيطه (1994)
القبطان (1997)
لن أعيش في جلباب أبي (إخراج)
الفرسان (1996)
عم حمزة (تمثيل وإخراج) (1981)
البرادعي (مسلسل)