للمصريين عادات وطقوس كثيرة ترتبط بالاعياد والمواسم ، وبعضها يظهر في أسبوع الآلام وعيد القيامة، أبرزها تداول المصريون شراء نبات يسمى بـ “الرعرع”، هو نبات طيب الرائحة، شديد الخضرة ،ويميل إلى اللون الرمادي في بعض الاحيان ،ويقومون بالاستحمام به ،وهو يعتبر من فصيلة النباتات المركبة و ذو أوراق عطرة الرائحة والجزء المستخدم منه في العلاج هو الأوراق الطازجة وقد استخدمت الأوراق في هذا النبات لعلاج بعض الأمراض الجلدية والتواء المفاصل وكسور العظام على شكل لبخات كما أن هذا النبات له وصفات علاجية منذ مئات السنين.
ولعل اسم هذا النبات محرفًا من كلمة “عرعر” المستخدمة فى قراطيس الطب العربية القديمة، أو هو نبات مصرى قديم عثر العلماء على حبوبه بين الهدايا الجنائزية فى مقابر طيبة، أو أن فى اسم “رع رع أيوب” دعاء متكرر للإله “رع” يعنى يا إله أيوب، ويسميه البعض “خبيزة”.
وارتبط الطقس الكنسى بالفلكلور المصرى، حيث اعتاد المصريون الاغتسال بالعشب الأخضر، وارتبط أربعاء أيوب بالنبات الأخضر “الرعرع” وأطلق عليه “رعرع أيوب”، إضافة إلى تناول القمح الأخضر “الفريك”.
وتتنوع الطقوس المرتبطة بهذه العادة، فالماء أحد العناصر الشعبية الشهيرة، فهو رمز الطهارة والنظافة، والبداية والميلاد الجديد، وأيضًا رمز للحياة، والنبات بما فيه من خضرة إنما يرمز إلى الخير والنماء والخصوبة المتجددة.
ويذهب البعض للاغتسال بالغطس في النيل، وبعضهم يكتفي بغسل وجهه ويديه وقدميه، مستخدمًا الأعشاب الخضراء التي تنمو على الشاطئ، فيما يقوم آخرون بالاغتسال في منازلهم بوضع نبات النعناع أو البقدونس في ماء الاغتسال، وهناك من يقوم برش ماء الاغتسال داخل المنزل، خاصة أمام الأبواب مستخدمين فى ذلك فروع النبات الأخضر،، ويحرص بعض المصريين على هذة العادة.
و فى لبنان يحتفلون ايضاَ بـ”أربعاء أيوب” كواحدة من المناسبات الشعبية، فيخرجون إلى شاطئ “الرملة البيضاء” ويقضون نهارهم فى لهو ومرح، فيغتسلون بماء البحر ويأكلون حلوى “المفتقة” والتي تحتاج إلى “صبر” فى طهيها، وهى حلوى من الأرز والسكر وطحينة السمسم وايضاً وجود مسحوق نبتة العقدة صفرا “الكركم” ، وهي نبتة ثبت علمياً فائدتها في بعض الأمراض وضد الالتهابات مما يتبع ذلك من معنى رمزي باستعادة النشاط والحياة الصحية.
وطريقة الاحتفال تظهر في صورة قديمة تعود لعام 1919 فكانت المواكب تنطلق من الأحياء كافة باتجاه الرملة البيضاء خاصة وهم يستمتعون بقضاء اليوم ،من خروجات وتنزه وخاصة أكل “المفتقة”والتسابق على الرمال،وفي المساء تبدأ “طقوس الاغتسال، فتنزل النساء بفساتينهن إلى الماء، فتغطس كل واحدة منهن سبع غطسات إقتداء بما فعله أيوب .