نحتفل اليوم الموافق 17 مارس الجارى بالذكرى الثامنة لنياحة قداسة البابا شنودة الثالث الذي لم يكن يهتم بخدمة ذوي الإعاقة و رعايتهم على كافة المستويات فحسب بل و كان يحث الآباء الأساقفة و الكهنة والخدام على ذلك، ففي شهر أبريل 2011 طالبهم في إحدى العظات الأسبوعية له يوم الأربعاء بالكاتدرائية، حيث قدم رسالة إلى الآباء والقائمين على كافة أنواع الخدمات بضرورة النظر بعين الرحمة في أسلوب التعامل مع الأشخاص المعاقين وأن يعملوا دائما على تسهيل سبل الحياة و الخدمات التي تساعدهم على الحياة بشكل أفضل.
وقد كان قداسة المتنيح البابا شنودة الثالث دائما ما يؤكد على ضرورة أن تتم رعاية ذوي الإعاقة و تدريبهم و تأهيلهم، وهو الأمر الذي عملت فيه أسقفية الخدمات تحت رعاية قداسته، ليستطيعوا الاعتماد على أنفسهم، ولكنهم لم يكتفوا بذلك بل لقد استكمل ذوي الإعاقة ممن كانوا يتدربوا بالأسقفية عملهم كمدربين لأقرانهم من ذوي الإعاقة و أصبحوا يقدمون لهم الدعم الفني والمعنوي و التشجيع للاستمرار في طريقهم لحياة أفضل.
فلقد استحق البابا شنودة الثالث أن نطلق عليه “حبيب المعاقين”، لانه أحب ذوي الإعاقة و شعر بهم و باحتياجاتهم قبل أن يخدمهم، وهذه المحبة ظهرت جليه في تعاملاته مع الأشخاص المعاقين وأسرهم في المناسبات المختلفة.
روى القمص شنودة يعقوب – الكاهن المسئول عن خدمة الصم و ضعاف السمع بالكاتدرائية، و هو أول كاهن متخصص للصم يرسمه قداسة البابا شنودة الثالث – و قال :” لقد اهتم البابا شنودة الثالث بذوي الإعاقة السمعية فمنذ أن كنت طالبا بالكلية الإكليريكية في عام 1986 طلبت من قداسته أن نقوم بخدمة الترجمة للصم في العظات، و بالفعل بدأنا بعدها مباشرة هذه الخدمة في العظة الأسبوعية يوم الأربعاء بالكاتدرائية و في القداسات و الأعياد. و بعدها قام برسامتي كاهنا لخدمتهم.
و يكمل القمص شنودة و يقول :”منذ عام 1992 بعد أن قام برسامتي ككاهن لخدمة الصم و ضعاف السمع كان دائما يعضدني و يساندني في الخدمة و يشجعني .و يقول لي ربنا هيسندك”
لا استطيع أن أنسى الكلمات التي قالتها لي تاسونى راعوث إيليا –بمكتب خدمة ذوي الإعاقة الخاصة بأسقفية الخدمات –عن البابا شنودة حين قالت :”بدأت خدمة الأشخاص من ذوي الإعاقة في قلب قداسة البابا شنودة الثالث للاهتمام بكل الإنسان و كل إنسان، ووجد قداسته أن الأضعف يحتاج إلى رعاية أكثر و أشمل، ولذلك اهتم بالأشخاص المعاقين و أسرهم و الخدام و العاملين معهم، و بدأ يلحقهم بمهرجان الكرازة.
كما بدأ قداسته العمل المسكوني الجامع بين الكنائس في خدمة ذوي الإعاقة، وقام بتأسيس خدمة مشتركة مع الطوائف المختلفة لتحسين خدمة بيوت الإقامة الداخلية للأشخاص المعاقين و رفع مستوى أدائها .”
حنان نيقولا – أمينة خدمة أسرة البركة لخدمة ذوي الإعاقة الذهنية بكنيسة السيدة العذراء بروض الفرج – قالت عن قداسة البابا شنودة :” لاننسى أنه أصر على حضور حفلة لأسرة البركة اُقيمت عام 1996 على مسرح الأنبا رويس بالكاتدرائية بالعباسية، و كان القائمين عليها ذوي الإعاقة أنفسهم و بحضور 7 كنائس و أكثر من 150 شخص من ذوي الإعاقة الذهنية من مراحل عمرية مختلفة، و أصر قداسة البابا شنودة على أنه يقدم لهم الهدايا لكل شخص منهم بنفسه.
و كان حضور قداسته بناءً على طلب الأشخاص المعاقين أنفسهم، حيث قاموا بإرسال خطاب مكتوبا بيد إحدى الفتيات من ذوي الإعاقة الذهنية من أسرة البركة كتبت فيه أنهم يريدون أن يأتي و يحضر حفلتهم و يكون معهم، و حينما وصل الخطاب إليه كان سعيدا جدا به و بأن من يريده أن يحضر هم الأشخاص المعاقين أنفسهم و أصر على الحضور للاحتفالية، و قال :”الأولاد عازمني و لازم أروح ” ، وفعلا جاء و حضر و قام بتوزيع الهدايا عليهم و كان مهتم جدا بهم . وحضوره هذه الحفلة كان يرسل لنا معنى كبير و عميق باهتمامه الحقيقي بهذه الفئة، .لم يكتفِ بذلك بل لقد جاء إلينا مرة أخرى في عام 1998 و قام بافتتاح مبنى خدمات لأسرة البركة و جلس مع ذوي الإعاقة الذهنية بأسرة البركة و تكلم معهم و التقط معهم بعض الصور الفوتوغرافية و كتب لنا كلمة جميلة في دفتر الزيارات.”
عماد رزق خادم بأسقفية الخدمات، قال عن قداسة البابا شنودة: ” منذ عام 1995 و أنا أعمل مع أسقفية الخدمات في خدمة ذوي الإعاقة و كان قداسة البابا دائما لسان حاله يقول لنا :” الإنسان ذو الإعاقة يحتاج إلى خدمة خاصة ” و هذه الخدمة التي كان يرعاها قداسة البابا شنودة تهتم بخدمة ذوي الإعاقة و أسرهم أيضًا فهي تهتم بأسر الأشخاص المعاقين و تقدم لهم برنامج للإرشاد الأسري يرشدهم إلى برامج خاصة لأبنائهم و يقدم تدريبات و دورات متخصصة للأشخاص المعاقين أنفسهم أو ذويهم حسب احتياجات كل منهم.