نجحت حكمة العقلاء بقرية “جعوير” مركز ملوي بالمنيا في احتواء أزمة طائفية كادت تتسع لولا تراث المحبة والتعايش المشترك بين أبناء القرية ، وسرعة التحرك، لامتصاص حالة من الغضب تفجرت عقب قيام شاب قبطي من أبناء القرية يعيش بإحدى الدول العربية، بمشاركة “عمل شير” لمنشور على الفيس بوك، وصف بالمسيء ، وهو ما تسبب في غضب أبناء القرية، وكاد يتطور لولا حكمة العقلاء والتدخل الأمني السريع .
بدأت الواقعة قبل عدة أيام عندما قام شاب قبطي يعمل بالخارج بمشاركة لموضوع كان منشور على مواقع التواصل الاجتماعي ويحمل بعض العبارات التي لا تتفق مع قبول الآخر، وهو ما أغضب بعض الشباب بالقرية، الذين قاموا في مساء الأسبوع الماضي بحرق ثلاث عشش لأقباط بالاراضي الزراعية التي تستخدم الماشية وقت الظهيرة، وانتقلت قوات الأمن وفرضت طوقا حول القرية وقامت بتأمين كامل للقرية ، وتحرك سريعا العقلاء من المسلمين والأقباط يحملون رصيد كبير من التعايش المشترك والمحبة والإخاء الذي نجح في احتواء الأوضاع قبل تفاقمها .
وذهب كاهن القرية يطرق أبواب منازل الأخوة المسلمين ليعتذر عما صدر من الشاب الجاهل وتقبل الجميع الأمر بسلام، وتدخل بيت العائلة والأوقاف بملوي، لتوضيح الأمور، وتحولت خطب الجمعة اليوم إلى كلمات وعظات حول السلام والإخاء والمحبة ونبذ الفتنة، حيث تفهم أبناء القرية للأوضاع ليعود الهدوء والسلام للجميع .
وأكد أهالي القرية، أن العقلاء من الجانبين ورجال الدين المسيحي والإسلامي نجحوا في إخماد فتنة حاول البعض استغلالها لإشعال ، ولكن قرية “جعوير” لها طبيعة خاصة وتماسك وانسجام بين أبنائها من الأقباط والمسلمين وهو كان كفيل بإخماد الفتنة، ولم تسفر الأحداث سوى الحريق الذي وقع من مجهولين في إحدى الليالي بحرق عشش بين الزراعات، وأشار أن الأقباط يمارسون حياتهم بشكل طبيعي، ولم يتعرض أحد لمنازل الأقباط، وتمارس أسرة الشاب – الذي كادت الأحداث تتفجر بسببه – حياتها بشكل طبيعي بعد تفهم القرية للأمور ، والأعتذار عن الخطأ الغير مقصود للشاب، مشيرا أن التحرك جاء تلقائي من الجميع بتطرق الأبواب ودون اللجوء إلى أي جلسات عرفية .
—