أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء، أن المسلمون لهم أيادى بيضاء فى كل جزء من مبانى دير سانت كاترين لطبيعة العلاقات الحضارية بين المسلمين والمسيحيين طوال العصور الإسلامية وخاصة فى العصر الفاطمى ،ومن هذه الإضافات الهامة فى العصر الفاطمى ما يعرف بالنارثكس المستمد من الكلمة اليونانية “نارثيكاس” وهو جناح مستعرض يسبق صالة الكنيسة من الجهة الغربية.
ويوضح الدكتور ريحان، أن وظيفة النارثكس الدينية هى تعليمية عن طريق السؤال والجواب فهى مكان لرجال الدين الذين يعلمون عن طريق السؤال والجواب كما استخدمت فى الإرشاد والتقويم ،ونصح التائبين ويختلف النارثكس فى كنائس الشرق عنه فى كنائس الغرب، ففى كنائس الشرق يفتح على صالة الكنيسة بأبواب من داخلها جهة الشرق وباب النارثكس الخارجى جهة الغرب، أما فى كنائس الغرب فهو عبارة عن سقيفة خارجية ذات بائكات من الأعمدة بعرض الواجهة.
ويضيف الدكتور ريحان، أن الإيكونستاسس بكنيسة التجلى وهو الحجاب الذى يفصل الهيكل عن الصالة أنشئ فى العصر الإسلامى عام 1612م وكذلك تغطية السقف الجمالونى لكنيسة التجلى من الداخل بسقف مسطح من القرن 18م ،وتغطية أرضية كنيسة التجلى بالرخام من القرن 18م يشبه الموجود بمساجد القاهرة ووضع ثريا كنيسة التجلى فى القرن 18م ،وإضافة أمبون (منبر) لكنيسة التجلى عام 1787م وكرسى للمطران فى القرن 18م وإضافة منضدة المذبح بهيكل الكنيسة فى القرن 17م.
ويوضح الدكتور ريحان، أن الإضافات فى العصر الإسلامى شملت إعادة بناء وتجديد كنيسة العليقة الملتهبة التى بنيت فى القرن الرابع الميلادى وتغطيتها بالكامل ببلاطات القاشانى فى القرن 17م ومن يدخل هذه الكنيسة الآن يخلع نعليه تأسيًا بنبى الله موسى، كما تمت تغطية شرقية الكنيسة من الخارج بألواح الرصاص فى القرن 18م وإنشاء برج الناقوس عام 1817م.
وينوه ريحان، إلى تلاقى الحجاج المسلمون والمسيحيون بدير سانت كاترين منذ عام 1885م حين انقطع طريق البر عبر وسط سيناء الذى كان يعبره المسلمون فى درب الحج المصرى القديم ،وتحول إلى الطريق البحرى فأصبح الحجاج المسلمون يركبون نفس السفينة من ميناء السويس والتى كان يستقلها أيضًا الحجاج المسيحيون القادمون من أوروبا ليبحرا سويًا فى خليج السويس إلى ميناء الطور القديم ليزورا معًا المواقع المباركة بطور سيناء ،وبها دير الوادى الذى يعود إلى القرن السادس الميلادى وكان به 96 حجرة على طابقين لاستقبال الحجاج المسيحيون والمسلمون ،ثم يتجه الحجاج سويًا عبر وادى حبران إلى دير سانت كاترين لزيارة الدير وكنيسة التجلى والجامع الفاطمى داخل الدير ويصعدون إلى جبل موسى ويستمر الحجاج االقاصدون جبل سيناء فى الموقع ويغادر المسلمون مرة أخرى إلى ميناء الطور ليستقلوا سفينة إلى جدة ومنها إلى مكة المكرمة.