أبنائي الأحباء.. أحب أن أهنئكم بعيد ميلاد مخلصنا ربنا يسوع المسييح
لقد قال الرسول بولس في الرسالة إلى العبرانيين : ” الله، بعد ما كلم الاباء بالانبياء قديما، بانواع وطرق كثيرة، كلمنا في هذه الايام الاخيرة في ابنه، الذي جعله وارثا لكل شيء، الذي به ايضا عمل العالمين، الذي، وهو بهاء مجده، ورسم جوهره، وحامل كل الاشياء بكلمة قدرته، بعد ما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا، جلس في يمين العظمة في الاعالي “(عبرانيين 1: 1-3).
وبذلك تمهّد لذهن الإنسان بحلول يسوع المسيح في قلوب نقية، فـيمتلىء قلبه بالبهجة لحضور الله. وبذلك تمهّد الإنسان لقبول استعلان الله في الجسد، هذا هو سر التجسد، ” وبالاجماع عظيم هو سر التقوى: الله ظهر في الجسد، تبرر في الروح، تراءى لملائكة، كرز به بين الامم، اومن به في العالم، رفع في المجد.”(1تي 3 : 16)
فاستعلان حياة الله في جسد فيه كل مِلء الله في إنسانٍ كاملٍ – الذي هو يسوع المسيح – ” فإنه فيه يحلُّ كلُّ ملءِ اللاهوت جسدياً “(كو 2: 9). يحيي الإنسان و يجدّد غايته و يدبره.
فغاية يسوع المصلوب القائم من الأموات يعلن لنا نهاية هذا العالم وبداية حياة جديدة بعيدة عن العالم وأمراضه، والشيطان وجنوده، والعالم وإغراءاته، فنتمكن بالمسيح أن نكون قريبين من الحياة إلى الأبد ، “وهذه هي الشهادة: ان الله اعطانا حياة ابدية، وهذه الحياة هي في ابنه.” (1يوحنا 5 : 11)، فنجد رحمة ونصيباً وفداءاً وغفراناً لخطايانا، بعمل الله نفسه؛ لأنه لابد أنّ الذي يقوم بعمل الفداء يكون بلا خطية وغير محدود وهو وحده الذي له هذه الصفات.
إيماننا بحقيقة الفادي، إنه هو الله متجسداً، وأخذ جسداً، ليُتمم فيه الفداء (أفسس1: 7). فالتجسد هو الوسيلة الوحيدة لفداء البشر، وليس عجباً في ذلك، فالله يقدر على كل شيء، ولأنه يحب الإنسان جاء متجسداً ليفديه و يخلصه.
لم يتجسد الرب ليعمل كنيسة أو يجعل بعضاً من الناس يؤمنون به، بل تجسّد الله لينقذ الإنسان من الهلاك الأبدي “الذي انقذنا من سلطان الظلمة، ونقلنا الى ملكوت ابن محبته” (كولوسي 1: 13)، الظلمة التي سار فيها الإنسان قديماً بحَسَد وغواية إبليس (حكمة سليمان 2: 24) فالشيطان هو الذي أضاع الخلاص من أناس كثيرين بتضليلهم. أمّا رئيس الملائكة ميخائيل فلم يدِنْ الشيطان أو يحكم عليه بل قال: لينتهرك الرب (يهوذا 1 :9).
لذا يجب أن تؤمن كل البشرية بالتجسد ليُنقَذوا من الهلاك الذي سار فيه الإنسان بغواية الشيطان الذي لا يريد أن يكون وحده في الجحيم فأغوى الإنسان وأسقطه معه في الجحيم. فالتجسد كان لابد أن يتم لإنقاذ الإنسان من الهلاك الأبدي.
ويجب على كل مؤمن بهذه الحقيقة أن يحضر إلى الكنيسة ويعتمد باسم الآب والابن والروح القدس، ويتناول باستمرار من الأسرار المقدسة، لكي ينجو من الهلاك الأبدي.
وكل عام و أنتم بخير