شخصيات كثيرة في قصة الميلاد ما من هو إيجابي قام بعمل عظيم خلال أحداث هذه القصة ومنها ما هو سلبي ولم يكن له دور سوي الحقد والكراهية وتدبير المؤامرات الرديئة.
* الشخصية الأولي في قصة الميلاد هي السيدة العذراء تلك الأم الطاهرة النقية الرائعة التي قبلت البشارة بكل إيمان وتسليم كامل للرب إذ قالت للملاك هوذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك (لو 1:38). وضربت هذه الأم العظيمة أعظم الأمثلة في الوداعة والاتضاع والتسليم الكامل.
وكانت مريم تحفظ جميع هذه الأمور متفكرة بما في قلبها (لو2:51) وأنطبق عليها قول الكتاب اختي العروس جنة مغلقة عين مقفلة ينبوع مختوم (نش 4:12) وليس هذا فقط إنما احتفلت كل صنوف الألم والتعب والهوان والتعبير والمذلة حتي أنه قيل لها وأنت أيضا يجوز في نفسك سيف… (لو 2:35).
* الشخصية الثانية هي هذا القديس البار الرجل الصامت خادم سر التجسد الذي أتعجب كثيرا من خدمته الباذلة وعمله الصامت. القديس يوسف النجار الذي تقبل هو أيضا كل شيء بهدوء وصمت وتسليم كامل لمشيئة الرب الذي اختاره لهذه الرسالة العظيمة. ومما يدعو للعجب أن هذا البار لم يذكر له الكتاب كلمة واحدة قالها. ولكنه فقط كان أداة عجيبة اسخدمها الرب وكانت تعمل في صمت عجيب وتسليم كامل. فكان عجيبا في محبته وصمته وخدمته بل واحتماله أيضا لكل ما مر به من مشقات وآلام طوال أيام خدمته.
* الشخصية الثالثة هي شخصية هؤلاء الرعاة البسطاء الأبرار الذين ظهر لهم ملاك الرب يبشرهم بفرح عظيم يكون لهم ولجميع الشعب. بينما كانوا سهاري يحرسون حراسات الليل علي رعيتهم (لو 2:8ـ12) العجيب أنهم لم يتوانوا أو يتكاسلوا حينما سمعوا بهذا الخبر المفرح وبكل نشاط ذهبوا وهم فرحين ليتعلموا عن الخبر الذي أعلمهم به الرب… (لو 2:15) واستحقوا أن يعاينوا المولود الإلهي وأن يشاهدوا الملائكة والجمهور السماوي وأن يستمعوا إلي التسابيح السماوية المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وفي الناس المسرة (لو 2:14).
* شخصية أخري من شخصية المجوس القديسين الذين لم يتوانوا قط عن الحضور إلي أورشليم متكبدين مشاق هذا السفر الطويل من بلاد المشرق وجاءوا ليعاينوا هذا المولود الإلهي ملك اليهود بل ملك البشرية كلها والذين ظهر لهم نجمه في المشرق وظل يتقدمهم حتي جاء ووقف فوق حيث كان الصبي والذي لما رأوه فرحوا فرحا عظيما جدا ثم خروا له ساجدين مقديم هداياهم ذهبا ولبانا ومرا (متي 1: 12)
* أيضا من الشخصيات العجيبة في قصة الميلاد سعفان الشيخ هذا القديس الذي رأي الطفل يسوع في الهيكل حينما ذهب به أبواه ليضعا عنه كما يجب في الناموس حمله علي ذراعيه ومجد الرب الذي حقق له رؤياه لهذا المولود الإلهي العجيب وصرخ, قائلا الأن ياسيد تطلق عبدك بسلام حسب قولك لأن عيني قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته أمام جميع الشعوب (لو 2:25ـ35).
* ومن الناحية الأخري المقابلة كانت هناك بعض شخصيات سلبية مثل هيرودس الملك الذي اضطرب وارتبك وجميع أورشليم معه (متي2:3) حينما سمع عبارة أين هو المولود ملك اليهود (متي 2:2) وبدلا من أن يتحقق من حقيقة الأمر وأن هذا المولود مملكته ليست من هذا العالم وأنه جاء ليقيم السلام علي الأرض ويخلص البشرية من خطاياها اضطرب وانزعج وظل يأكله غيظه وحقده حتي خطط ودبر لمؤامرة يتخلص فيها من هذا المولود وهكذا تمم مذبحته الشهيرة التي قتل فيها كل أطفال بيت لحم من ابن سنتين فما دون بحسب الزمان الذي تحققه من المجوس (متي 2:16)
* شخصية أخري للأسف هي شخصية اليهود بكل فئاتهم وطوائفهم والذين جاء الغرباء كالمجوس يستحثونهم لهذا الأمر وبدلا من أن يتحققوا من صدق النبؤات التي قيلت عن هذا المولود وأنه هو ابلسيا المنتظر الذي تنتظره كل الأمم وهم أنفسهم كانوا ينتظرونه إلا أنهم وقفوا مواقف سلبية وبدلا من أن يبتهجوا ويفرحوا بميلاد الفادي مخلص العالم خنقوا بقلوبهم وصروا بأسنانهم وظلوا يقاومونه منذ ميلاده وحتي مماته وفعلوا به كل ما أرادوا وبدلا من أن يأخذوا بركة لحقتهم اللعنة طوال حياتهم إذ صار دمه عليهم وعلي أولادهم إلي يومنا هذا 0(متي27:25).
وأنت أيها الحبيب من من هؤلاء تريد أن تكون؟! من الذين فرحوا وتهللوا وقدموا هدايا؟! أم من الذين وقفوا مواقف سلبية كثيرة ومختلفة.