شهد قداسة البابا تواضروس الثاني اليوم الجمعة، حفل تخرج الدفعة الرابعة، من طلاب المعهد المسكوني، وذلك بالمقر البابوي بالعباسية .
وخلال كلمته رحب قداسة البابا، بقادة وأساتذة وطلبة المعهد، مهنئا الطلبة الخرجين، قائلا لهم: أنني سعيد بدراستكم وخدمتكم وأنكم من أكثر من دولة من دول العالم، وعلينا أن نعرف قيمة المحبة الحقيقية النابعة من القلب دون النظر إلى اللون أو الجنس فنحن أولاد الله على إختلافاتنا.
مؤكدا على أهمية اللقاءات المسكونية، مشيرا إلى عمل عدو الخير الذي يريد به جاهدا أن يقسم ويزرع الخصومات، بينما يعمل روح الله على بث روح المحبة والوحدة، مستشهدا بإرشاد السيد المسيح لتلاميذه من قبل، الذين استطاعوا أن ينشروا المسيحية في أرجاء العالم.
وأضاف قداسة البابا، إننا يجب أن نهتم بالكنيسة ونعرف جذورها وتاريخها وطقسها ونهتم بثقافة الحوار فيما بيننا على أن تحركنا في كل هذا قوة الصلاة فهي التي تحرك اليد التي تحرك العالم.
شارك بالحفل زاهي عزار مدير المعهد المسكوني للشرق الأوسط، والسي وكيل المدير التنفيذي للمعهد، وأيمن كرم السكرتير المشارك الإقليمي للاتحاد العالمي المسيحي للطالبة، والانبا يوليوس الأسقف العام لأسقفية الخدمات العامة والاجتماعية والمسكونية وأسقف عام كنائس مصر القديمة، ونورا إدوارد المنسق الإعلامي للمعهد .
كما حضر الحفل أساتذة المعهد وعلى رأسهم الأب كميل وليم من الكنيسة السودانية، والقمص باسيليوس من القبطية الارثوزكيسة، والدكتور چون دانيال من الكنيسة الانجيلية بمصر، والطلبة الخرجين.
وفي الكلمة الافتتاحية تحدث أيمن كرم، السكرتير المشارك الإقليمي للاتحاد العالمي المسيحي عن فكرة المعهد ونشأته، وعن طريقة الدراسة بالمعهد التي تتم “أون لاين” خلال سنة كل طالب من بلده يسبقها دراسة لمدة ثلاث أسابيع بمقر المعهد بالبنان، وقد عبر عن شكره لقداسة البابا تواضروس وعن اصرار المعهد أن يقدم قداسته الشهادات للخرجين، وأن يتزامن ذلك مع تذكار عيد جلوسه.
ووجه زاهي عزار مدير المعهد كلمة للخريجين قال خلالها: لا تفرحوا بكلمة “خريج من المعهد المسكوني للشرق الأوسط” وتضيعوا الوقت، لأن الكنيسة الآن في احتياج لمحبين يجيدون ترجمة المحبة للجميع، لأننا نعيش في وسط عالم صعب يحاول جاهدا أن يفتت ويضيع المحبة، داعيا كل الطلبة للمشاركة في الحركة المسكونية وأن يساهموا في بناء كنيسة المسيح وأن يعرفوا أهمية هذه الوزنة للتقارب بين الكنائس في المنطقة، وفي ختام كلمته قال: “أننا نسير الآن في درب صليب المسيح لكي نستطيع الوصول إلى المسيح ذاته ونعيش معه إلى الأبد”.
وفي تحدي قالت السي وكيل، المدير التنفيذي للمعهد: رغم كل التحذيرات من خروجنا من لبنان والمخاوف من الثورة واحتمال غلق المطارات ولكننا حرصنا على التواجد وتسليم شهادات أولادنا من خريجي الدفعة الرابعة من المعهد المسكوني للشرق الأوسط لأننا نؤمن أن الله معنا فلا تخاف شيء.
كما قدمت التحية للطلبة السودانين لحرصهم على الحضور رغم الظروف التي تمر بها بلادهم وعلى رأسهم الاب كميل المرافق للوفد السوداني بالمعهد
و ألقى عدد من أساتذة وخريجي المعهد كلمات مناسبة أثناء الحفل، وفي الختام قدم قداسة البابا شهادات تقدير للخريجين ودروع المعهد لنيافة الأنبا يوليوس الأسقف العام لكنائس مصر القديمة وأسقفية الخدمات ولأساتذة المعهد.
الجدير بالذكر أن المعهد المسكوني للشرق الأوسط هو عبارة عن مبادرة من الاتحاد العالمي المسيحي للطلبة تمت منذ حوالي ستة سنوات، لكي يتعرف شباب المنطقة العربية على كنائس بعضهم البعض “الكنائس الشرقية” حتى يتم إذابة الخلافات بينهم من خلال دورات مكثفة من الدراسة، لبناء شباب ليكونوا قادة في كنائسهم قادرين على نشر الفكر المكوني بالعالم.
بدأت التنشئة المسكونية بالمعهد في عام 2015 تحت شعار ثابت وهو “المعرفة والمحبة والصلاة”، وتدور الدراسة حول الحركة المسكونية والعهد الجديد والقديم وتاريخ الكنائس.