الشائعات سوس ينخر في كيان أي مجتمع وتؤثر على استقرار أي مجتمع، بل تهدد أمنه، وهي آفة مشينة
وسلاح الشائعات وخلط الأوراق وطمس الحقائق وتشويه المشهد والتشكيك في الإنجاز من أكثر الحروب التي تحدث بلبلة بين صفوف الشعب، بل تضرب بأمن وأمان الشعوب وعن الشائعات وتأثيرها وكيفية التصدي لها إليكم هذا التحقيق
حرب الجيل الرابع والخامس
قالت الدكتورة عايدة نصيف أستاذ الفلسفة السياسية جامعة القاهرة : إن الشائعات من حروب الجيل الرابع والخامس زعزعة استقرار أي دولة ويجب وضع آليات للتصدي لهذه الشائعات وعلى الإعلام دور هام فالدول المعادية تستخدم القنوات المحرضة ونشر الأكاذيب لتضليل الناس واستخدام أسلحة غير مباشرة تختلف عن أسلحة الحرب مختلفة عن القوة العسكرية، بل قوة ناعمة سلبية للتأثير على عقول الناس وتضليلهم.
وأضافت : على مؤسسات الدولة من وزارة الثقافة والتي لديها الكثير من قصور الثقافة المنتشرة في أنحاء الجمهورية لها دور في التوعية وعقد ندوات توعية وتثقيف للشباب وإدراكهم ومدى تأثير عدم التوعية للانسياق وراء الشائعات، والإعلام له دور كبير في إعادة صياغة الحقائق ووضعها في نصابها الصحيح وكشف الحقيقة للشعب ووضع أساس راسخ في وجدان الناس، والإعلام يخاطب الخارج وينقل الصورة للعالم والذي يؤثر ويترتب عليه الكثير من مجريات الأمور التي تؤثر على الاستثمارات والسياحة وكثير من الجوانب التي تدرب صميم الاقتصاد.
الإعلام مصداقية وتوعية
وقالت الدكتورة دعاء دسوقي رئيس قسم الإعلام وأستاذ مساعد جامعة الأهرام الكندية، هناك دور للإعلام أساسه المصداقية والشفافية بينه وبين الشعب ليشعر بمدى الصدق في عرض الحقائق ويكون هناك متابعة حقيقية لكل الأحداث وعرضها فالإعلام دوره التنوير والتوعية وعرض الأحداث بمنتهى الدقة والموضوعية، وذلك يجعل الملتقى من الشعب له القدرة على الفرز بين الحقائق والشائعات.
وأضافت قائلة: يجب توعية الشعب أن لا يتلقى معلوماته من الفيس بوك أو أي وسيلة أخرى بل يتلقى المعلومات من مصدرها الحقيقي حتى تكون المعلومات مؤكدة، فهناك كثير من الصفحات المغرضة التي أنشئت بهدف تشويه الصورة والبلبلة ونشر الأكاذيب لذلك يجب أن لا يكون مرجعنا فى متابعة الأحداث والأخبار أي صفحات مجهولة على الإنترنت أو الفيس بوك
السوشيال ميديا سلاح ذو حدين .
ونوه بسام غنام بكالوريوس هندسة وعضو في صفحة ده بجد، قائلا: الفضل يرجع لإنشاء هذة الصفحة إلى المهندس هاني بهجت الذي قام بتصميم هذه الصفحة بغرض ضرب الشائعات والأكاذيب بعرض الحائط وانشئت هذه الصفحة منذ ٣٠ يونيو
حيث انتشرت الشائعات والفيديوهات المغرضة التي كانت تهدف لخلخلة المجتمع المصري وزعزعة استقرار.
وأكد “غنام”، أن السوشيال ميديا سلاح ذو حدين ولكن المهم كيف نستخدمة لمصلحة الوطن فالصفحة تعمل على إنارة الطريق وكشف الأكاذيب المنتشرة وتعرض الحقائق بالأدلة وليس تكذيب الشائعات فقط، فهي لها دور تنويري، وخاصة أن هناك قنوات متخصصة لضرب الفتنة في نفوس الضعفاء ونشر الأكاذيب.
نصف الحقيقة
وقال أحمد ماهر معيد بكلية الإعلام : يجب علينا عدم الانسياق أمام أي معلومة نقرأها، بل ندرك أنها نصف الحقيقة ونبحث عن النصف الآخر من مصدرها فعلينا دور كبير في نشر الحقائق أو الأكاذيب وإلا ننساق وراء أي شائعة، بل نتأكد من صحتها قبل نشرها فبأيدينا ننشر الشائعات دون التحقق منها.
ويجب أن يكون هناك حملات توعية وأجهزة رقابية وحجب أي موقع يبلبل الشعب ويهدد استقرار فنحن في حرب ويجب المواجهة.
نقص المعلومات
وأضاف صفوت العالم أستاذ الإعلام السياسي بجامعة القاهرة، أن كثير من الشائعات تنتشر نتيجة لنقص المعلومات والشفافية وغياب بعض الحقائق فلابد من كشف جميع الحقائق والمصداقية في طرحها، وعمل إجراءات مصارحة حتى لا يستغل أعداء الوطن بعض النقاط لإثارة البلبة.
مواجهة الشائعات
وعن كيفية مواجهة الشائعات ووضع حدود لها حدثنا الدكتور ياسر عبد العزير خبير إعلامي، قائلا : ضرورة سن قانون رادع يتضمن عقوبات مغلظة لمواجهة هذا الخطر. لدينا تشريعات عقابية تكفي وتزيد لمواجهة الشائعات والأخبار المضللة بشكل حاد وصارم، سواء كان ذلك عبر مواد دستورية أو قوانين أو لوائح. وللأسف الشديد، فإن سن المزيد من القوانين العقابية في هذا الإطار لن يؤدي إلى الحد من الشائعات بقدر ما سيولد مخاطر لا تقل فداحة على حرية الرأي والتعبير وعمل الصحافة والإعلام.
واستطردت قائلا هناك خطوات ضرورية لتحجيم أثر الأخبار الزائفة ولجم الشائعات واحتواء مخاطرها لأقصى درجة ممكنة، وهي خطوات لا تتضمن سن قوانين عقابية، لكنها تحتاج إرادة وعملاً مدروساً مستديماً، لكي تظهر نتائجها على المديين المتوسط والبعيد.
أولى هذه الخطوات تتمثل فى علاج الحالة المعلوماتية المصرية، وتحويلها إلى حالة معلوماتية أكثر كفاءة وشفافية، عبر صدور قانون الحق في تداول المعلومات، الذي ينص عليه الدستور في المادة 68، وهو ليس من قوانين الردع والتقييد، ولكنه من قوانين الإتاحة.
عندما تتوافر المعلومات الدقيقة، استناداً إلى حق دستوري وقانوني، سيقل الميل إلى الاختلاق والتزوير، وستدحض الأخبار الصحيحة نظيرتها الزائفة وتبعدها عن مجال التأثير. أما ثانية هذه الخطوات فتتصل بتوفير برامج تدريب جادة للعاملين في مهنة الصحافة والإعلام، وبفضل هذه البرامج، ستتم ترقية مهارات الصحفيين فيما يتعلق بالتعاطى مع الإفادات الواردة من وسائط التواصل الاجتماعي.
وثالثة هذه الخطوات تتعلق بضرورة إصدار أدلة مهنية لتنظيم التعامل مع المعطيات المتوافرة فى «السوشيال ميديا»، وتوضيح طرق استخلاص الحقائق منها في حال كانت موجودة. أما الخطوة الرابعة فتتمثل في جهود «التربية الإعلامية»، وتوعية الجمهور بأساليب تلقى المادة الإخبارية، وفصل الغث عن السمين فيها. تلك خطة شاقة وطويلة الأمد، لكنها أفضل كثيراً من فرض المزيد من القيود وتوقيع المزيد من العقوبات.