احتفلت الأمم المتحدة خلال الدورة 74 للجمعية العامة لها، بالذكرى الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، وسلطت المنظمة الأممية، الضوء على التقدم المحرز في النهوض بسبل عيش صحية ومستدامة، والدعوة إلى العمل من أجل تعزيز التزامات الدول الأعضاء تجاه هذه القضية مع الاعتراف بالتحديات الجديدة. وحتى الآن، صادقت 196 دولة على الاتفاقية، باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية، التي أشارت مع ذلك إلى اعتزامها التصديق عليها.
وتعمل لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة على مراقبة مدى قيام الحكومات بوضع معايير حقوق الطفل الواردة في الاتفاقية والوفاء بها. ويستتبع ذلك تقارير مرحلية منتظمة تقدمها الدول في غضون عامين من التصديق، وكل خمس سنوات بعد ذلك، فتتبعها اللجنة بتقديم توصيات مناسبة للبلد لتحسين طرق تنفيذ الاتفاقية وتحقيق أهدافها.
فى هذا السياق قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش: “هذه الاتفاقية منذ اعتمادها خلقت تضامنا دوليا غير مسبوق بشأن حقوق الطفل وهى من بين الاتفاقيات التي تم التصديق عليها على نطاق واسع عبر التاريخ، ولأول مرة، اعترفت الحكومات صراحةً بأن الأطفال يتمتعون بنفس حقوق الإنسان التي يتمتع بها البالغون”، مضيفا “أن الوثيقة وضعت في دائرة الضوء الحقوق الإضافية المحددة التي تعترف بوضع الأطفال الخاص”- باعتبارهم قصّر يعتمدون على أوليائهم.
وأشار الأمين العام إلى أن تحرك الحكومة أو عدمه له تأثير أكبر على الأطفال بالمقارنة مع أي مجموعة أخرى في المجتمع.،وحث جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على “تقديم الدعم الكامل لهم”.
. الطفولة تتغير
من جانبها قالت مديرة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، هنريتا فور:”يواجه الاطفال حاليا تغييرات غير متوقعة، وما يعاصره الأطفال اليوم هو شيىء لا يمكن أن يتصوره الأطفال في عام 1989″، مشيرة إلى المناخ المتغير، وتزايد عدم المساواة، والنزاعات الطويلة كمحرك لموجة جديدة من الدعاة الشباب.
واضافت هنريتا:”إن الطفولة تتغير، وعلينا نحن كذلك أن نتغير”. وأضافت مخاطبة الأطفال في القاعة: “لديكم الحق في الصحة والتعليم والحماية، ولديكم الحق في إسماع صوتكم، ولديكم الحق في مستقبل زاهر.، ويجب على البلدان الاستثمار في أولئك الذين يمضون في المستقبل، وعدم الاكتفاء بالاستماع إلى الأطفال والشباب وحسب، بل العمل معهم لتحقيق التغيير الذي يرغبون في رؤيته”.
وتابعت المديرة التنفيذية لليونيسف: “لندعمهم، ونعمل معهم. وبعد 30 عامًا من الآن دعونا ننظر إلى الوراء في هذا الوقت باعتباره الوقت الذي التزم فيه العالم، ووضع برامج ملموسة لتنفيذ وعودنا نحو الأطفال والشباب”.
الجدير بالذكر انه منذ أن وُلدت الاتفاقية، تزايد عدد الأطفال الذين يتلقون الحماية والدعم اللازمين أكثر من أي وقت مضى. وانخفض عدد وفيات الأطفال دون الخامسة من العمر إلى النصف، وكذلك عدد الأطفال الذين لا يحصلون على التغذية الكافية.