” طفولتنا مهددة وأحلامنا تقتلها الحرب. نريد أن نعيش في مكان آمن دون الإستمرار بالشعور بالقلق من فقدان حقوقنا الأساسية مثل حقنا في التعليم. لا نريد الإستمرار بالشعور بالخوف الدائم من أصوات الرصاص والقصف. كل ما نريده هو طفولة طبيعية. أرجوكم إسمعوا أحلامنا. آمنوا بها وساعدونا كي نتمكن من تحقيقها.” هكذا تحدثت إسلام برقان اللاجئة الفلسطينية ذات الخمس عشر ربيعاً، أمام الإجتماع رفيع المستوى، الذى جرى على هامش مداولات الجمعية العامة الرابعة، للأمم المتحدة بنيويورك، تحت عنوان “كيف يمكننا وقف الحرب على الأطفال” نظمت الإجتماع بعثات بلجيكا، كوت ديفوار، ألمانيا، إندونيسيا، جنوب إفريقيا، والإتحاد الأوروبي، إضافة إلى منظمة إنقاذ الطفولة. حيث إعتادت وكالة الأونروا في السنوات الأخيرة إستضافة طلاب من اللاجئين الفلسطينيين للمشاركة في الإجتماعات رفيعة المستوى، التي تُعقد على هامش أعمال الجمعية العامة.
وأضافت إسلام: “لا أريد أن ينظر إلينا العالم بإعتبارنا مجرد ضحايا، فنحن شباب ولدينا قدرات ومواهب وبإمكاننا إحداث التغيير.، ولذلك فنحن هنا اليوم لتوصيل أصوات لاجئي فلسطين.” و تقول إسلام إنها تحب اللغة العربية وتتمنى أن تصبح إعلامية وكاتبة عالمية في المستقبل لتتمكن من إيصال فكرتها للعالم والمدافعة عن قضيتها.
وعن الأزمة المالية التى تتعرض لها وكالة “الأونروا”، المعنية بتوفير التعليم للطلاب اللاجئين الفلسطينين، تقول إسلام:” إن التعليم يمثل أملا بالنسبة لطلاب الأونروا وهي خطوة أساسية في سبيل تحقيق أهدافهم، وللجميع الحق فى التعليم، لكن عندما يصبح هذا الحق في خطر فهذا شيء محبط ومقلق ويزيد من الخوف والضغوطات النفسية للاجئين الفلسطينيين خصوصا الأطفال الموجودين في أماكن النزاع والحرب.”
تعيش إسلام في الأردن، تشغل منصب أمينة سر البرلمان الطلابي على مستوى أقاليم الأونروا الخمسة.
و”الأونرا” هى وكالة غوث اللاجئين الفلسطينين، ويتم إنتخاب أعضاء البرلمان لتمثيل أصوات أكثر من نصف مليون طالب وطالبة، يدرسون في أكثر من سبعمائة مدرسة، تابعة لـ”الأونروا” في سوريا وغزة والضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية والأردن ولبنان.
تحدث أيضًا فى الإجتماع رفيع المستوى الطالب حذيفة محمد، لاجئي فلسطيني يعيش فى سوريا، كان يعيش في مخيم اليرموك ويبلغ من العمر 14 عاما، عضو في برلمان “الأونروا” الطلابي. يقول محمد:” العديد من القضايا التي تهم الأطفال مثل توفير التعليم في كافة المراحل فضلا عن الحيلولة دون مشاهدة الأطفال لمظاهر الحرب المروعة لأن ذلك يؤثر بشكل سلبي على حالتهم النفسية ولن يستطيعوا عيش طفولة مثل أقرانهم في بقية أنحاء العالم.” ويضيف حذيفة:” اهوى البرمجة و أطور نفسي لأصبح مبرمجاً في السنوات القادمة، ومثلى كثيرين فما الذي سيحدث لنا إذا توقفت “الأونروا” عن توفير التعليم لنا، بسبب ما تتعرض له من أزمات مالية”
ويضيف أحمد:” كثير من الأطفال فى مخيم اليرموك بسوريا، تأثروا بالحرب الدائرة هناك منذ سنوات، الدمار أصاب المدارس في المخيم، مما أجبر الأطفال على قطع مسافات طويلة للوصول إلى المدرسة في بلدة “يلدا” القريبة، الأمر عرضهم إلى رؤية مشاهد مروعة مثل “قطع الرؤوس”.