* سيدة مصرية: لما صحتي تكون كويسة هاخدم ولادي أفضل
انطلقت مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي لدعم صحة المرأة والكشف المبكر عن سرطان الثدي والأمراض غير السارية.. ومن خلال هذا التحقيق نلقي الضوء علي الحملة, وخطة وزارة الصحة من أجل توجيه كل سيدة للاستفادة القصوي من هذه المبادرة التي تعد بداية لصحة المجتمع كله.
* خطة الوزارة
في حديث مع الدكتور حمدي عبدالعظيم, المشرف العام علي مبادرة دعم صحة المرأة, وأستاذ علاج الأورام بقصر العيني, قال: المرحلة الأولي من مبادرة الكشف عن سرطان الثدي انطلقت في 9 محافظات هي: جنوب سيناء, مطروح, بورسعيد, الإسكندرية, البحيرة, دمياط, القليوبية, الفيوم, أسيوط, وتستهدف الحملة الوصول إلي أكثر من 5 ملايين سيدة فوق سن الـ35 عاما.
الحملة قامت بتدريب الطبيبات والممرضات علي أيدي كبار الأساتذة والاستشاريين. وعدد الطبيبات اللاتي تم تدريبهن وصل إلي ما يقرب من 2500 طبيبة لإجراء الكشف في الوحدات الصحية علي أن يكون هناك فحص دوري للسيدات كل عام, موضحا أن التدريب تم في قصر العيني بقسم الأورام, وصحة المرأة بالإسكندرية, ومعهد ناصر, وطب المنصورة, كما تم التدريب بشكل محترف علي أشعة الماموجرام, ومن تثبت إصابتها من السيدات يتم توجيهها لمراكز الأورام في المحافظة التابعة لها لتحديد نسبة الورم وقد يتم تحويلها حسب المرحلة التي تكون فيها لإجراء إزالة للورم أو تحديد ما إذا كان الورم خبيثا أو حميدا لاتخاذ الإجراء الازم لها.
كما تم ربط البرنامج في جميع المنشآت التي تقدم خدمات فحص أورام السيدات, سواء بوزارة الصحة أو الجامعات أو المستشفيات التابعة للمجتمع المدني مثل مستشفي بهية وشفاء الأورمان, وكل هذا من خلال شبكة معلومات واحدة لضمان تقديم أفضل خدمة علاجية, واستدامة المشروع.
وأكد د.حمدي أنه تم إطلاق حملات توعوية بجميع وسائل الإعلام بالإضافة إلي حملات علي مواقع التواصل الاجتماعي وإعلانات الطرق, للإعلان عن الخدمات الصحية التي تقدمها المبادرة.
* إقبال كثيف بالبحيرة
أوضح الدكتور يسري بيومي, وكيل وزارة الصحة في البحيرة, أن هناك إقبالا كثيفا علي المبادرة منذ إطلاقها, فتم توقيع الكشف علي ما يقرب من 100 ألف سيدة, في حملة الكشف المبكر عن سرطان الثدي في جميع مراكز المحافظة, موضحا أن الفئات المستهدفة من الحملة جميع النساء فوق سن 18 عاما, حيث يتم عمل توعية لهن عن كيفية الفحص الذاتي لاكتشاف المرض مبكرا, وفي حالة اكتشاف حالات إصابة بالمرض يتم إجراء القياسات وعمل الفحص الإكلينيكي, والتقييم والعلاج من خلال مراكز الأورام في نطاق المحافظة.
كما أوضح بيومي, أن العمل مستمر بالوحدات المشاركة من الساعة التاسعة صباحا وحتي الثالثة مساء يوميا, في حين أن العمل بمراكز الإحالة للحالات التي يشتبه في إصابتها بأورام الثدي يكون من الساعة التاسعة صباحا وحتي التاسعة مساء يوميا, مؤكدا أن جميع الخدمات مجانية تماما وغير مطلوب من السيدة المنتفعة سوي بطاقتها الشخصية ورقم التليفون, وأوضح أنه يتم إجراء الفحص في 278 وحدة صحية بإجمالي 321 فريقا, يتكون كل فريق من 4 أفراد ويضم طبيبة و3 ممرضات.
وأشار إلي أن المبادرة تشمل أيضا الكشف المبكر عن مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة وقياس الطول والوزن وتحديد مؤشر كتلة الجسم, وهكذا الاهتمام بالصحة الإنجابية للسيدات في عمر الإنجاب, وفي حالة اكتشاف أي مرض لدي السيدة تحول للعلاج بمختلف وحدات ومستشفيات المحافظة.
* إشادة بالمبادرة
أوضحت السيدة سميرة شاكر (من البحيرة) أنها فور قدومها لمركز صحة الأسرة, تلقت محاضرة عن التوعية بمخاطر الأمراض, وسبل الوقاية منها وكيفية الفحص في المنزل عن أي ورم قد يكون كامنا في الثدي, إلي جانب المتابعة الدورية مع الوحدات المتابعة للكشف عن المرض.
وأكدت السيدة فوزية عوض (من الإسكندرية) أنه بإطلاق هذه الحملة تأكدت المرأة المصرية أن صحتها من أولويات اهتمامات الدولة حتي علي المستوي الرئاسي, كونها عمود الأسرة, خاصة مع انتشار أورام الثدي في السنوات الأخيرة, وأشادت بمحاضرة التوعية التي ترفع نسبة الوعي لدي معظم السيدات وتوضح كيفية اكتشاف المرض مبكرا.
* اكتشاف مبكر
وأوضح الأستاذ الدكتور شريف مراد, أستاذ الجراحة العامة وأورام الثدي, أن أخطر شيء يمكن أن تقوم به أي سيدة في حياتها هو تجاهلها للفحوصات الدورية لاكتشاف الإصابة بسرطان الثدي, فسرطان الثدي مرض خطير يصيب سيدة من كل 8 سيدات, وأعراضه واضحة من الممكن أن تتعرف السيدة عليها, ولكن عدم إجراء الفحص الذاتي وعدم الرجوع للطبيب عند وجود أي علامات غير مريحة سيضر بصحتها.
وتابع أنه كلما تم اكتشاف المرض مبكرا زادت نسب الشفاء وكانت سريعة حيث تتحسن حالة معظم النساء ويعاودن ممارسة حياتهن الطبيعية.
* أعراض المرض
وعن أبرز أعراض سرطان الثدي قال د.مراد: إنها غالبا تنحصر في ظهور كتلة تختلف عن الأنسجة المحيطة بالثدي, تغير في حجم الثدي أو شكله أو مظهره, تغير في الجلد الموجود علي الثدي أو كرمشة في حلمة الثدي مثل قشرة البرتقال, تقشر في المنطقة المصطبغة بالجلد المحيط بالحلمة (الهالة), وأخيرا قد يظهر في شكل احمرار في جلد الثدي.
* للوراثة دور
وأشارد.مراد إلي أن من أهم عوامل الإصابة بأورام أو بسرطان الثدي العامل الوراثي في عائلة الأم, وخصوصا لو كانت الأم أو الأخت أو الابنة مصابة به, وجود تاريخ شخصي لسرطان الثدي أو بعض أمراض الثدي غير السرطانية, تاريخ للتعرض للعلاج الإشعاعي في الصدر قبل سن 40 سنة, وجود خلل جيني معين, حدوث الدورة الشهرية قبل سن 12 سنة.
* جيل خال من الأمراض
كما أشادت الدكتورة أحلام حنفي, عضو المجلس القومي للمرأة ورئيس لجنة الصحة والسكان بالمجلس القومي للمرأة, بهذه المبادة ووصفتها بالصحية.
وأضافت د.أحلام أن النساء سيصبحن بالتأكيد إيجابيات مع هذه الحملة لما لها من مصداقية عالية من قبل وزارة الصحة, حيث تخضع كل امرأة لإجراء فحوصات دقيقة بالفعل, بالتالي تسرع كل سيدة لتعرف أكثر عن الحملة وأماكن تواجد الفرق الطبية فتذهب وتجري الفحوصات لتعرف النتيجة.
وتابعت د.أحلام أن الحملة تتضمن أيضا الكشف علي سرطان عنق الرحم لدي الفتيات, والدولة تسعي للكشف المبكر عن الأمراض لدي الأطفال والمراهقين للتعامل مع الأمراض أولا بأول ليخرج جيل خال من الأمراض.
وأشارت د.أحلام إلي أن هذه الحملة تستهدف كل سيدة في مصر بغض النظر عن المستوي الاقتصادي أو المادي أو الاجتماعي لأن الأورام السرطانية لا تختار ولا ترحم, والحملة تستهدف بشكل خاص سيدات العشوائيات والقري والنجوع بالتحديد, علي الرغم من أن هذه الفئة أقل عرضة للأمراض علي عكس ما يشاع لأنهن عرضة للشمس والهواء ويكثرن من تناول الخضراوات والجبن الطبيعي ولا يتناولن اللحوم والسكريات بكثرة.
وأضافت د.أحلام أن نزيلات السجون أيضا ستذهب لهن فرق طبية لإجراء هذه الفحوصات مثلما حدث في حملة الكشف عن فيروس سي, وأن هذا النوع من المسح يضع الدولة في الصورة لتصبح علي دراية بمدي احتياجها من أدوية معينة ليتم وضع ذلك في الحسبان في اقتصاديات العلاج والموازنة العامة للدولة.
وأكدت د.أحلام أن جميع أفرع المجلس القومي للمرأة بالمحافظات ومراكز صحة المرأة بكل مكان مشترك في هذه المبادرة ويتم التأكيد من خلال محاضرات وندوات علي أهمية إجراء كل سيدة لفحوصات المبادرة, وأضافت أن ما يحدث الآن فيما يخص صحة المرأة حلم من أحلام المجلس القومي للمرأة وقد تحقق علي أرض الواقع.
وأرسلت د.أحلام, رسالة لكل امرأة مصرية.. لكل زوجة, كل بنت, كل أخت أن تطمئن علي نفسها خصوصا أن الأمر لا يكلفها شيئا سوي أن تذهب ببطاقة الرقم القومي, فاسمها ورقمها القومي علي قاعدة البيانات, فكل سيدة كانت تحلم قبل ذلك بإجراء هذه الفحوصات للاطمئنان علي صحتها وتخشي من كثرة المصروفات التي قد تتكبدها, فعندما يتم اكتشاف هذه الأمراض مبكرا ستكون تكلفة العلاج أقل بكثير من تكلفته إذا وصل المرض إلي مراحل متقدمة فهذه فرصة ذهبية.
* الحملة في القاهرة
قالت الدكتورة صافيناز منصور, مديرة المنطقة الطبية بحدائق القبة: إن الحملة ستبدأ بالقاهرة بداية من شهر سبتمبر القادم وجار الآن التجهيز لها وتوزيع الفرق الطبية, وتقسيمها علي المناطق جغرافيا ليتم التمكن من تغطية كافة المناطق, كما تم التنسيق مع المؤسسات الدينية لوضع فرق طبية داخلها.
وصرحت د.صافيناز أنه خلال أيام ستبدأ الحملة الإعلامية للمبادرة داخل القاهرة, كما تم تجهيز قاعات لندوات التوعية التي تهدف الحملة إلي توصيلها للمرأة المصرية.
وأنه تم تدريب جميع العاملين بالمؤسسات الصحية علي أهداف الحملة وطرق الكشف المبدئي لورم الثدي.