“إشادات وانتقادات لمؤلف الكتاب على مائدة حوار “وطني
حنان فكري: تجربة ذاتية كتبت بشجاعة
إخلاص عطا الله: الكتاب مولد أديب.. يبحث عن المدينة الفاضلة
استضافت جريدة ”وطني”، حفل تويع كتاب حي أرزق للكاتب الصحفي الشاب مايكل فيكتور، بحضور المهندس يوسف سيدهم رئيس تحرير وطني والقس رفعت فكري رئيس مجلس الحوار والعلاقات المسكونية بالكنيسة الإنجيلية والأمين العام المشارك لمجلس كنائس الشرق الأوسط، وعدد من الصحفيين والإعلاميين. وقامت الكاتبة الصحفية حنان فكري بتقديم قراءة موضوعية للكتاب.
في البداية، أكد المهندس يوسف سيدهم، أن صالون “وطني” طالما يناقش قضايا ويستضيف خبراء ومتخصصين، بينما يناقش الصالون هذه المرة ما يقدمه كتاب حي أرزق لمايكل فيكتور وهو ابن مؤسسة ”وطني”.
وقال إن الكتاب يُقدم إرهاصات تجربة شخصية وجميعنا لديه هذه الإرهاصات ولكن من لديه الشجاعة أن يكتب هذه الإرهاصات؟! فهذا يحسب لمايكل, فالكتاب يحمل إجادة في اللغة ويقدم ممارسة حياتية بطريقة راقية ومقبولة.
وقال مايكل فيكتور مؤلف الكتاب: “خبراتنا ليست في عدد السنين فلدي قناعة أننا كلما تأملنا وعرفنا ننقل خبراتنا، فأريد أن أقول في الكتاب أن بكرة أحلى وكل ما نقع نقدر نقوم، هذا ما حاولت تقديمه ففي كتاب حي أُرزق هو شخص وجد حياته في راحة البال والأصدقاء الرائعين، واختياري لجريدة وطني ليس صدفة، لكني في بيتي الثاني الذي تعلمت فيه خبراتي الصحفية والكتابية ومازلت أتعلم”.
وقدمت حنان فكري ـ خلال حفل التوقيع ـ رؤية نقدية لكتاب حي أرزق قائلة: “الكتاب يعد تجربة ذاتية شجاعة تستحق التشجيع والإشادة الكتاب عبارة عن دموع مخاض ومعايشة للألم، لكن غلاف الكتاب يحمل صورة تبدو أنها عكس المضمون، ولكنها جميلة ومعبرة في كل الأحوال، كما أن إهداء الكتاب صادق ويعبر عن نشأة الكاتب الذي خرج من عائلة كلها دفء وحنان.
مضمون الكتاب يحمل في جوانبه دعوة لتجديد العقل والحياة مع الناس بشكل صحيح, وإعادة وقوف الإنسان مع ذاته لمراجعة التجارب التي يمر بها، فالكتاب يعد ميلادًا فلسفيا جديدا وهو ليس نقدًا أدبيا ولكنه مقدمة فلسفية للحياة، حيث اهتم بالجانب الروحي والعقلي فقدم رؤية جديدة علي قدر تجربته برغم أن الكاتب لم يذكر تفاصيل التجربة التي مر بها!”.
وفي جزء آخر من الكتاب، قالت الكاتبة حنان فكري: “الكاتب تأرجح بين الذاتية والآخر, العزلة والانفتاح فالتجربة لم تختمر نتائجها وهذا اإضطراب عند المؤلف قد يشعر به القاريء، فتارة يكتب محتاج حد يشاركني الموسيقى وتارة يكتب تعرضت لعلاقات مسيئة أو يدعو لينفرد بذاته وكل هذا الصراع بين الخوف من تلك العلاقات والدعوة للخروج من المشكلات للاستمتاع بالحياة من موسيقى ونزهة.
وصنفت أن نصوص الكتاب مرتبطة بالعلوم الإنسانية تدعو إلى تغيير الثقافة الأنوية والخروج من دائرة الأنا، بالإضافة إلى أنها تدعو لتجديد العقل والخروج من جلباب الضحية إلى حياة صحية مع الناس في حدود الإمكانات.
كما أن الكاتب متأثر بالكنيسة والوجود مع الله وأنه مشبع أكثر من الوجود مع الناس وهذا يوضح كيف أن الكاتب متأثر بنشأته الدينية وحياته الروحية، بالإضافة إلى أسرته.
وأضافت “فكري”، أن هناك استخدام لألفاظ قاسية أوقعت الكاتب في إطار الوعظ وكثرة النصح والإرشاد في ألفاظه، كما استخدام كلمات تحذيرية مثل اوعى وإحنا، وبرغم ذلك هناك رؤية واضحة قد يشعر القارئ أن خيط الأفكار الذي يسير عليه انقطع ولكنه موصول وموجود.
فالمؤلف يقدم رؤية وأفكارا، كما يقدم اعترافات في كتاباته وهذه أكبر من مستويى الكتابة وجعلت القارئ يشعر وكأن المؤلف يتحدث عنه، كذلك دعوته للتصالح مع نفسه جعلت الكاتب بشكل عام يصل لفئة المرحلة العمرية التي يخاطبها في الثلاثينيات دون فزلكة.
وفي رده أجاب مايكل فيكتور: سعيد أن أسمع هذا النقد الذي جعلني أشعر أن رسالة الكتاب وصلت صح، فالكتاب ناتج عن طبيعة بشرية، فعبرت في كتابي عن مشاعر اللخبطة التي نعيشها جميعا في وقت ما بين رغباتنا في العيش منفردين أو مع بعضنا البعض.
وأضاف: أن أكبر خاطرة كتبتها في حي إرزق هي وصيتي التي أعتز بها ولا أجبر أحد على شيء، فالكتاب ليس تنمية بشرية ولكنه طبيعة بشرية.
بعد كتاب حي أرزق أشعر بأنني حي أرزق بمحبة الناس لي وأصدقائي وأسرتي في حياتي.
خلال حفل التوقيع، قالت الناقدة إخلاص عطاالله ـ صفحة الفكر والأدب بـوطني ـ الكتاب مشروع أدبي, فهناك ما يسمي بـ أدب السيرة الذاتية والكتاب يحمل رؤية فلسفية للحياة والموت وغيرها، وكل نص يحمل صفحة أو أشياء تسمى ومضة، والكاتب يركز عليها. ويبدو عنوان الكتاب بسيطا، لكن الفكرة فلسفية، وحقق لنا نوعين من المتعة العقلية ـ القراءة نفسها والأديب هنا يعيد صياغة قضايا كثيرة وليس بالضرورة أن يقدم حلولا لتلك القضايا.
الكتاب يربط وصية الكاتب بمعاملاتنا مع الآخرين، ويسمى ذلك في الأدب المدينة الفاضلة ونجده يقدم الديستوبيا واليوتوبيا معا أي المدينة الفاسدة في مواجهة المدينة الفاضلة، ولكن الكاتب أجاد تقديم ذلك، فهو اكتشف موهبته، واستطاع أن يقدمها من خلال كتابه الذي نقدم له التحية فيما قدمه.
وقال القس رفعت فكري: تحدثت مع الكاتب عن حياته، وأعلم أننا قد نمر بنفس الظروف, ولكن المهم رد فعلنا على التجارب التي نمر بها، فالكاتب مايكل فيكتور حاول أن يقول إنه ليس هناك نهاية وليس فشل واستثمر التجربة في نجاح وكل ما نقع في تجربة نحاول أن نبدأ من جديد.
وتساءلت مرجريت عادل -صحفية- إحدى الحضور: ما الخيط الرفيع بين التجربة وأن تكون مصدرا لطاقة إيجابية من خلال التجربة؟ أجاب مايكل فيكتور الخيط هو في الحقيقة بكرة خيط فالجانب الروحي سيظل هو الأقوى بأن يخرجنا من كل التجارب، فوجود الله في حياتنا هو الحقيقة الدائمة الوحيدة التي تكفي أن تخرجنا من أية تجربة مهما كانت.
وقال ناصر صبحي الصحفي: الكاتب أعطانا مثالا لكيف يكون الكاتب ناجحا وننتظر منه المزيد من الكتب.
أما دينا سيدهم الصحفية بـ “وطني” فقالت: صفحات الكتاب عاشها الكاتب كل يوم ونجاح هذا العمل ليس قوة شخصية، لكنه مستمد من الرجاء الإلهي الذي قال عنه الكاتب والذي يعيشه.
وقال فادي لبيب -صحفي- أحد الحضور: استطاع مايكل فيكتور أن ينقل التجربة لنا وهو واصل إلى مرحلة الثبات وبشكل عملي.
أما وليانس روماني إحدى الحضور، فرأت أن غلاف الكتاب متسق مع مضمونه ويعبر عنه والكاتب نجح في ذلك.
وختاما قال المهندس يوسف سيدهم: إن الكتاب نجح من خلال عفويته وعدم افتعال كلماته وكان صادقا ومعبرا.
في نهاية حفل التوقيع، قدم مايكل فيكتور الشكر لكل من ساهم في إخراج طاقاته ومن نقده.
كما قدم الشكر لجريدة ”وطني” التي ترعى أولادها، وللمهندس يوسف سيدهم وأسرته وللدكتورة منى الحديدي الأستاذة بكلية الإعلام والتي تنبأت له يوما أنه
سيكون كاتبا.