كشف وائل ابوعافور وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عن مخاوف حقيقية من انهيار النظام الصحي في لبنان بسبب الأعباء التي يرتبها وجود النازحين السوريين الذي تجاوز عددهم نصف مليون نازح
كشف وائل ابوعافور وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عن مخاوف حقيقية من انهيار النظام الصحي في لبنان بسبب الأعباء التي يرتبها وجود النازحين السوريين الذي تجاوز عددهم نصف مليون نازح.
وجدد الوزير اللبناني في تصريح لصحيفة الشرق الأوسط اليوم مناشدة الدول العربية الحريصة على الشعب السوري وعلى لبنان واستقراره الوقوف الفعلي إلى جانب لبنان أولا من أجل حماية الشعب السوري من القتال التي يتعرض له على يد نظام الرئيس السوري بشار الأسد وثانيا لحماية استقرار لبنان في ظل تحول النزوح إلى أزمة كبرى.
واشار الى النداءات المتكررة التي أطلقها في وقت سابق إعلاميا وخلال اجتماعات مجلس الوزراء لناحية أن أزمة النزوح باتت تتجاوز حدود قدرة الدولة اللبنانية والشعب على الاحتمال، وتحذيره من الوصول إلى حد انفجار اجتماعي.
وقال أبو فاعور إن الرئيس اللبناني ميشال سليمان وبعد ترؤسه اجتماعا للجنة المخولة مواكبة ملف النازحين السوريين باشر تنفيذ سلسلة خطوات تم الاتفاق عليها على المستوى الدبلوماسي والمحلي من أجل تدارك الأخطار الناجمة عن تزايد النازحين، على وقع الإرباكات التي تحصل نتيجة ضغوط أمنية واقتصادية واجتماعية وتكرار التوترات بين لبنانيين وسوريين على خلفيات اجتماعية.
ولفت الانتباع إلى أن سليمان سيستكمل لقاءاته، وربما يقدم لبنان على خطوة باتجاه الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن بشأن أزمة النزوح.
وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اعلنت امس أن عدد النازحين السوريين الموجودين في لبنان تخطى عتبة النصف مليون سوري أي يتجاوز إلى حد كبير العدد التخطيطي الذي كان شركاء المفوضية في مجال الإغاثة الإنسانية حددوه لشهر يونيو الحالي، والبالغ 300 ألف نازح.
وتشير تقديرات المفوضية إلى أنه بحلول ديسمبر القادم 2013 من المتوقع أن يصل عدد النازحين المسجلين في لبنان وهو البلد الأصغر مساحة بين البلدان المجاورة لسوريا إلى مليون شخص أي ما يعادل 25% من مجموع سكان لبنان. ونظرا لعجز لبنان عن تحمل أعباء النزوح السوري، في ظل الأوضاع الأمنية والسياسية المضطربة، أطلقت الحكومة اللبنانية أول من أمس مع الأمم المتحدة وشركائها في مجال الإغاثة الإنسانية نداء، هو الخامس، من أجل لبنان لجمع 1.6 مليار دولار أميركي، بما في ذلك 450 مليون دولار أميركي تقدم من جانب الحكومة اللبنانية من أجل دعم المؤسسات الوطنية ومرافق الخدمات العامة الأساسية بشكل مباشر.
وبحسب مفوضية شؤون اللاجئين، فإن الأرقام الواردة في خطة الاستجابة التي توسع نطاق الاحتياجات لتغطية العام الحالي، تصيب المطلع عليها بالذهول، مع توقع ارتفاع عدد النازحين المسجلين إلى مليون شخص علما بأن الخطة تتضمن أيضا الاستجابة للتصدي للاحتياجات الإنسانية لنحو 80 ألف لاجئ فلسطيني وافدين من سوريا وما يصل إلى 49 ألف عائد لبناني، فضلا عن 1.2 مليون لبناني من سكان المجتمعات المضيفة المحلية المتأثرة بشدة جراء تدفق النازحين.
وتزامن هذا النداء مع حراك يقوم به الرئيس اللبناني ميشال سليمان في اليومين الأخيرين، حيث عرض مع سفراء كل من الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي الجمعة امس الاول وسفراء دول مجلس التعاون الخليجي أمس السبت الموقف الرسمي من ملف النزوح السوري، مقدما سلسلة اقتراحات من أجل أن تساعد الدول القادرة في تقاسم الأعباء والأعداد.
ودعا المجتمع الدولي إلى وعي خطورة العبء الذي بات يشكله استمرار تدفق النازحين من سوريا إلى حد لم يعد بإمكان لبنان حكومة وشعبا تحمل تداعياته. وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إن نحو أربعة ملايين طفل سوري يحتاجون إلى مساعدة إنسانية عاجلة.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة أن أكثر من 10 ملايين من السوريين، أي ما يعادل نصف سكان البلاد، يحتاجون إلى المساعدة بحلول نهاية هذا العام. وفي سبيل التخفيف من تداعيات هذه الأزمة، وجهت الأمم المتحدة أول من أمس نداء لجمع 5.2 مليار دولار حتى نهاية العام الحالي، في رقم قياسي تاريخي، لتمويل عملياتها في سوريا والدول المجاورة.