لماذا نقول: “يجب فصل الدين عن الدولة والسيادة للقانون؟؟”
الدين والعبادة علاقة بين الخالق والمخلوق ولا يجوز لأحد أن يتدخل بهذه العلاقة، والسياسة مصالح وأطماع وفن الممكن لايعرف المؤمن ولا الكافر ولا الصديق ولا العدو، لا نظاما صنميا متحجرا يفرض لونا دينيا تحت ستار السياسة. وعندما تعتبر الدين دولة فلا بد أن تقدس القوانين وبالتالي لايمكن أن تتغير هذه القوانين كونها سماوية، وأيضا لابد أن تقدس الحاكم كونه يحكم باسم الإله.. ولا يستطيع احد أن ينتقده، ولذلك يظهر الاستبداد الديني السياسي، وكل معارض سياسي يعتبر في نظرهم زنديق وكافر ويقتل بتهمة دينية علما بأنه هو معارض سياسي فقط.
ولذلك لايمكن الخروج من هذه الدوامة الخطيرة إلا بفصل الدين عن الدولة والسيادة للقانون وذلك حماية للوطن والمواطن ولكل المعتقدات الدينية والطائفية والقومية.. فالدين للمجتمع وليس للدولة.
نعم كما فعلت أوروبا بعد الثورة الفرنسية واتفقت على إبعاد سلطة الكنيسة عن الدولة وحصرها في المجتمع فقط، وبعدها تفجرت كل طاقات العقل الأوربي عموماً، حتى وصلوا للفضاء وسطح القمر. وكل يوم يتحفوننا باختراع جديد واكتشاف جديد ولقاح جديد وعلم جديد وتكنولوجيا جديدة، ولولا الغرب لكان العرب حتى اليوم يجهلون حقيقة وجود النفط تحت رمالهم.
نعم المسؤولية الكبيرة والتاريخية في التغير تقع على النخبة الواعية(المتبقية) في هذه الأمة وعلى مؤسساتها التربوية والتعليمية والثقافية.
إن جلباب رجال الدين لايمكن أن يكون جلباب العلم.. والتاريخ الديني في (الغرب والشرق ) حافل بنقضه للحقائق العلمية واضطهاده للعلماء.
أجمل الفصول هو فصل الدين عن الدولة والسيادة للقانون، ولا إمام سوى العقل، وتحيا الإنسانية لأنها أقدم من الأديان والأوطان والقوميات والطوائف والأحزاب.