صادف تاريخ اليوم العالمي للمرأة في 8 مارس من كلّ عام، وهو يوم عطلة يكرم المرأة ويعزز حقوقها، ويعود أصل هذا اليوم العالمي للمرأة لعام 1911م عندما كانت النساء تناضل من أجل حق التصويت، ومن ثم بدأت الأمم المتحدة رعاية هذا اليوم في عام 1975م، كما وبدأ جميع الناس في جميع البلدان الاحتفال بهذا اليوم، ففي بعض المناطق تتلقى النساء الأزهار والهدايا الأخرى، وفي بلدان أخرى يتم ترتيب محادثات وعروض وغيرها من الأنشطة في هذا اليوم.
غير أن تخصيص يوم الثامن من مارس كعيد عالمي للمرأة لم يتم إلا بعد سنوات طويلة من ذلك، لأن منظمة الأمم المتحدة لم توافق على تبني تلك المناسبة سوى سنة 1977 عندما أصدرت المنظمة الدولية قراراً يدعو دول العالم إلى اعتماد أي يوم من السنة يختارونه للإحتفال بالمرأة فقررت غالبية الدول اختيار الثامن من مارس، وتحول بالتالي ذلك اليوم إلى رمز لنضال المرأة تخرج فيه النساء عبر العالم في مظاهرات للمطالبة بحقوقهن ومطالبهن.
تم توقيع أول اتفاق دولي يؤكد على مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة من قبل الأمم المتحدة في عام 1945م، ومن ثم احتفلت الأمم المتحدة بأول تاريخ رسمي للمرأة الدولية في 8 آذار عام 1975م، وبعد عامين تبنت الجمعية العامة قراراً يدعو للاحتفال بيوم الأمم المتحدة لحقوق المرأة والسلام الدولي في 1977م وفي أي يوم من قبل الدول الأعضاء وفقاً لتقاليدها التاريخية والوطنية، ومن ثم ظهر اليوم الدولي للمرأة لأول مرة من خلال أنشطة الحركات العمالية في مطلع القرن العشرين عبر أمريكا الشمالية وأوروبا، حيث تم الاحتفال بهذا اليوم في الولايات المتحدة عام 1909م والذي خصصه الحزب الاشتراكي الأمريكي تكريماً لضربة عام 1908م لعمل الملابس في نيويورك عندما احتجت النساء على ظروف العمل، ومن ثم احتجت النساء في روسيا تحت شعار الخبز والسلام مما أدى إلى سن حق التصويت للمرأة في روسيا، وبهذه السنوات الأولى اكتسب اليوم الدولي للمرأة بُعداً عالمياً للنساء في جميع البلدان المتقدمة والنامية.
اليوم العالمي للمرأة في الولايات المتحدة الأمريكية
ويعود ذلك في 1856 خرج آلاف النساء للإحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف اللاإنسانية التي كن يجبرن على العمل تحتها، ورغم أن الشرطة تدخلت بطريقة وحشية لتفريق المتظاهرات إلا أن المسيرة نجحت في دفع المسؤولين عن السياسيين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية. وفي 8 مارس 1908م عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد في شوارع مدينة نيويورك لكنهن حملن هذه المرة قطعاً من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية لها دلالتها واخترن لحركتهن الإحتجاجية تلك شعار “خبز وورود”. طالبت المسيرة هذه المرة بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الإقتراع. شكلت مُظاهرات الخبز والورود بداية تشكل حركة نسوية متحمسة داخل الولايات المتحدة خصوصاً بعد انضمام نساء من الطبقة المتوسطة إلى موجة المطالبة بالمساواة والإنصاف رفعن شعارات تطالب بالحقوق السياسية وعلى رأسها الحق في الإنتخاب، وبدأ الإحتفال بالثامن من مارس كيوم المرأة الأمريكية تخليداً لخروج مظاهرات نيويورك سنة 1909 وقد ساهمت النساء الأمريكيات في دفع الدول الأوربية إلى تخصيص الثامن من مارس كيوم للمرأة وقد تبنى اقتراح الوفد الأمريكي بتخصيص يوم واحد في السنة للاحتفال بالمرأة على الصعيد العالمي بعد نجاح التجربة داخل الولايات المتحدة.