نظمت سفارة فنزولا بمصر مظاهرة دعم وتأييد للرئيس ” نيكولاس مادورو ” ضد الانقلاب الذي يحدث في الدولة ، وشاركت بمظاهرة التأييد “تانيا اجيار فرنانديز” سفيرة كوبا بمصر ودبلوماسيون وأحزاب سياسية وشخصيات عامة وقد عزف السلام الوطني لكل من مصر و فنزويلا.
وقد رحب السفير “ويلمر عمر بارينتوس” سفير فنزويلا بمصر بالسادة الحضور، وأعرب عن تقديره للزعيم جمال عبد الناصر وهوجو تشافيز اللذين يملكان الكثير من التشابه، حيث قادا عملية ثورية ناجحه مدفوعة بشعور قوي ضد الإمبريالية، والرغبة في بناء مجتمعات أكثر عدلاً، ومساواة والقضاء علي الإقطاع والتميز السائد في البلاد، الأمر الذي جعل مكانتهم حيه في ذاكرة تاريخ شعوب العالم الثالث، و إحتضنا مسار الاشتراكية الأصيلة، سواء “الإشتراكية العربية أو الإشتراكية البولفارية في القرن الحادي والعشرين”،لإدخال تغييرات وإصلاح إقتصادي، وكفاحهم ضد نهب ثرواتنا من الهيمنة الاستعمارية، والأنتصار بكرامة دون أن نفقد هويتنا، وأكد السفير إن الناصرية والتشافيزية هما رموزاً للمقاومة ضد الإمبريالية.
وقال عمر بارينتوس أن اليوم نلتقي مع إخواننا العرب الذين أحبهم القائد تشافيز والذي جعل من كفاحهم كفاحاً له، وقدم دعم غير مشروط لهم، ولشعب فلسطين الشجاع.
ودعى عمر بارينتوس أن تترفع أصوات الدعم والتأييد لشعب فنزويلا النبيل، في مواجهة التهديدات، والهجمات ضد الذين يسعون إلي إعادة الإستعمار مرة اخري، ومحاولة السيطرة علي كل شيء من خلال المستقلين الجدد، وأن يفرضوا النموذج الديمقراطي الذي يتصورونه، وليس النموذج الذي تختاره الشعوب الحرة ذات السيادة بكامل إرادتها ، وأكد السفير أنها تعتبر ديمقراطية مزيفة من النخبة ، فلا يمكن أن يفرض نموذج ديمقراطي من خلال القصف، والتلويح بالتدخل الذي ينتهك جميع القوانين الدولية، لأن المعارضة لم يعودوا يختبئون خلف الستار ، فأغراضهم أصبحت واضحة بسبب أطماعهم للإستيلاء علي موارد الدولة الهائلة، لأن تشافيز لم يسمح بذلك ووضع نهاية لاعتدائهم الاستعماري ، ولهذا السبب فهم الأن يتقدمون ويقودون الانقلابات التي تدمر الحكومات المنتخبة ديمقراطياً، والتي تشكلت دستورياً .
وأكد السفير أن فنزويلا تتعرض لتدابير قسرية من جانب واحد، وحرب اقتصادية شرسة ، وحواجز في الوصول للأسواق ، وحصار مالي ، وحرب العمليات النفسية، وحروب وحشية في وسائل الإعلام العالمية ، حيث يتم إطلاق الأخبار الكاذبة إلي العالم للخلط والخداع ، وخلق واقع افتراضي مشوه.
وأوضح السفير بارينتوس أن فنزويلا تحتل المركز الأول في الاحتياطي النفطي في العالم ، وهي أحد أهم الدول التي تحتوي احتياطي جيد من الغاز والذهب والحديد والماس والبوكسيت والكولتان ، وهي بلد متعدد التباين البيولوجي من المياه والأراضي الخصبة الممتدة، وتتمتع بموقع جغرافي متميز، ولهذا السبب تلقينا هجمات متعددة الأشكال ضد الاقتصاد والعملة والقدرة الإنتاجية أدت إلي توليد العنف السياسي الداخلي من قبل بعض العناصر السياسية التي حاولت الوصول إلي السلطة من خلال عدة طرق غير ديمقراطية منذ عام 2002
وقال السفير إننا نتعرض لحصار من جميع الجبهات، فالآن القوة الإمبريالية الأولي في العالم تتظاهر بحمايتنا وتعين من الخارج حكومة “دمي” ، وتتجاهل الإرادة الشعبية المعبرة عنها في الانتخابات الرئاسية في 20 مايو عام 2018، مهددة بإستخدام القوة العسكرية ضد الشعب الفنزويلي لتدمير وحدته الإقليمية، للاستيلاء علي ثروتاه الهائلة.
وأكد السفير أن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية قد إرتكبت أكبر سرقة في تاريخ فنزويلا؛ حيث استولت علي المصافي البترولية والحسابات البنكية بمبلغ يتجاوز30 مليار دولار في 28 يناير عام 2019، وكشف عن أن الهدف الحقيقي للانقلاب الذي يقدمونه لم يكن الدستور في فنزويلا .. بل نهب نفطنا وزيتنا، وقال أن الأمريكان يخرجون بلا خجل لتقديم مساعدات إنسانية بقيمة 20 مليون دولار، من نفس الموارد التي تم سرقتها وهذا يعد إهانة و إذلال لكرامتنا كشعب.
وأضاف السفير عمر بارينتوس أن هذه المساعدات الإنسانية، التي لا يعترف بها الصليب الأحمر الدولي نفسه، هي عملية دعائية كبيرة تمهد الطريق للتدخل العسكري، ونحن شعب يملك الإرث التحرري لمحررنا سيمون يوليفار، ويتمتع الشعب الفنزويلي بالوعي الذي زرعه القائد تشافيز للدفاع عن الحق في العيش كشعب حر مستقل وذو سيادة ، بكرامة وحق في الحرية وتقرير المصير.
وأكد عمر أن فنزويلا ليست وحدها، وأن المحاولات الإمبريالية لعزلها وتقسيمها وتدميرها محكوم عليها بالفشل المدوي، و أن معظم دول النظام الدولي تعترف بالحكومة الشرعية للرئيس نيكولاس مادورو موروس، الذي يمارس مهامه بالكامل كرئيس للدولة، و يدرك المجتمع الدولي أهمية التقيد الصارم بالمبادئ الأساسية للقانون الدولي، وهذا الموقف هو بمثابة تأييد للسلم والأمن الدوليين،
وأوضح عمر بارينتوس أنه أذا سـألنا الشعب في الشوارع ـ سنجد أن كل ما يريدونه هو السلام ، ولكن أمريكا لا تريد السلام انما تفرض نموذجها للاستغلال والنهب والهيمنة والحرب.
وطلب السفير عمر تضامن جميع الحركات والمجموعات السياسية في العالم الثالث مع الرئيس مادورو للتعبير عن أقوي دعم لحق فنزويلا من أجل السلام والحوار والتعايش السلمي في مواصلة بناء مصيرها بدون تهديدات وابتزاز إمبريالي، وبدون تدخل، والتمسك بحق تقرير المصير، للدفاع عن سيادتها وكرامة شعبها .
واختتم عمر بارينتوس بكلمات ( لا للانقلاب ، ولا للتدخل المسلح للولايات المتحدة.. أرفعوا ايديكم عن فنزويلا.. يحيا جمال عبد الناصر .. يحيا شافيز يحيا ياسر عرفات.. تحيا فنزيلا)
وقالت تانيا اجيار فرنانديز” TANIA AGULAR FERNANDEZ ” سفيرة جمهورية كوبا بمصر أن الوضع الخطير حول فنزويلا يجبرنا علي الاجتماع والتعبئة .
وأكدت فرنانديز علي أن الحكومة الثورية لجمهورية كوبا، تدين تصاعد الضغوط والإجراءات التي إتخذتها حكومة الولايات المتحدة، للتحضير لمغامرة عسكرية متنكرة في زي “التدخل الانساني” في جمهورية فنزويلا، وندعو المجتمع الدولي إلي التحرك لمنع حدوثها.
وأوضحت فرنانديز أن المتطرفين الأمريكيين لديهم تاريخ طويل من الإجراءات التي تهدف إلي الإثارة ، وتشجيع الحروب سواء بشكل شخصي، أو عن طريق وزارة الخارجية، والضغوط الوحشية علي العديد من الحكومات، لإجبار دعمهم للدعوة التعسفية لعقد انتخابات رئاسية جديدة بفنزويلا، رغم أن أكثر من 6 ملايين من الفنزويليين انتخبوا الرئيس الدستوري نيكولاس مادورو موروس في مايو الماضي.
واوضحت فرنانديز أن الشعب من أنصار مبادئ شافيز ، بعد أن خرج في تظاهرات حاشدة ضد الانقلاب لدعم الرئيس المنتخب مادورو، وبعد ولاء القوات المسلحة الوطنية، كثفت الولايات المتحدة، حملة سياسية دولية عن طريق وسائل الإعلام، وصعدت تدابير اقتصادية قسرية إحادية الجانب ضد فنزويلا، ومن بينها حظر التعامل مع بنوك من دول العالم الثالث التي تحتوي على ألاف الملايين من الدولارات التي تنتمي إلي فنزويلا، وسرقة الإيرادات من مبيعات النفط لهذا البلد الشقيق، الأمر الذي يسبب أضرار إنسانية خطيرة، والحرمان الشديد للشعب.
وأكدت فرنانديز أن كوبا تقف ضد هذا التجريد القاسي، والغير المبرر ، وضد سعي الولايات المتحدة إلي خلق ذريعة للعدوان العسكري ضد فنزويلا، والاعتداء على دولة ذات سيادة ، من خلال الترهيب والضغط وفرض المساعدات الإنسانية المزعومة ، والتي هي أقل ألف مرة من الأضرار الاقتصادية التي تثيرها سياسة الحصار المفروضة من قبل واشنطن .
وأوضحت فرنانديز أن المعارض خوان غوايدو الذي نصب نفسه “رئيس” أعلن دون خجل استعداده للمطالبة بتدخل عسكري من قبل الولايات المتحدة، بحجة تلقي مثل هذه “المساعدات الإنسانية” ،وأطلق ” غوايدو ” علي رفض هذه المناورة السيادية بأنها “جريمة ضد الإنسانية”.
وأضافت فرنانديز أن أمريكا لجأت إلي الخداع ، والافتراء في تقديم مشروع قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إذ قالت أنها تعرب عن قلقها البالغ إزاء “الوضع الإنساني وحقوق الإنسان”، والمحاولات الأخيرة لمنع وصول المساعدات الإنسانية ، ووجود الملايين من المهاجرين واللاجئين، والاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين السلميين، والحد من السلام، والأمن الإقليميين ، وتحث فنزويلا علي اتخاذ التدابير اللازمة.
وأوضحت فرنانديز أن الولايات المتحدة تمهد الطريق لإنشاء “ممر إنساني” بالقوة تحت الحماية الدولية ، وادعاء حماية المدنيين وتطبيق جميع التدابير اللازمة”
وأضافت فرنانديز أنه تم اعتماد سلوكيات مماثله من قبل الولايات المتحدة في مقدمة لحروب شُنت ضد يوغوسلافيا، والعراق وليبيا مما أسفر عن خسائر فادحه في الأرواح، وممارسة أمريكا الهيمنة الإمبريالية علي الأميركتين ، لنهب شعب فنزويلا التي تحتوي على أهم احتياطيات النفط المعتمدة في العالم، وغيرها من الموارد الطبيعة الكبيرة والاستراتيجية.
وأوضحت فرنانديز أنه لا يمكن أن ننسي التاريخ المحزن، والمؤلم من التدخلات العسكرية للولايات المتحدة الأمريكية في أكثر من مناسبة في المكسيك، ونيكاراغوا وجمهورية الدومينيكان وهاييتي وكوبا وهندوراس ومؤخراً في غرناطة وبنما.
واشارت أن سيادة وكرامة أمريكا اللاتينية، ومنطقة البحر الكاريبي وشعوب الجنوب تقرر اليوم في فنزويلا، ويتقرر أيضا بقاء قواعد القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة يحدد ما إذا كانت شرعية الحكومة تنبع من إرادة صريحة، وسيادية لشعبها أو من الاعتراف من القوي الأجنبية.
وأوضحت فرنانديز أن حكومة فنزويلا تؤكد من جديد تضامنها الثابت مع الرئيس الدستوري نيكولاس مادورو موروس، والوحدة المدنية العسكرية لشعبها ، وتدعو جميع الشعوب والحكومات في العالم إلي الدفاع عن السلام ، وتدعيم المعارضة المتحدة مهما كانت الاختلافات السياسية أو الإيديولوجية، لوقف تدخل عسكري إمبريالي جديد في أمريكا اللاتينية والكاريبي سيضر باستقلال وسيادة ومصالح الشعوب .
وأنهت السفيرة فرنانديز كلمتها قائلة : “أرفعوا أيديكم عن فنزويلا” .
والجدير بالذكر أنه قد شارك عدد كبير الأحزاب والقوي السياسية والشخصيات العامة مثل الحزب الناصري والحزب الاشتراكي وحزب الوفاق الوطني وبعض الشخصيات الدبلوماسية العربية الليبية والفلسطينية وقد أكد وأجمع المشاركون علي السياسات القمعية للتداخل الأمريكي في تفكيك الدول والاستيلاء علي مقدراتها ونهب ثرواتها مثلما حدث في العراق وليبيا وأجمعوا علي تأييد الرئيس الحالي نيكولاس مادورو ضد إنقلاب خوان غوايدو، وقد قامت فرقة الفالوجا للفنون الشعبية الفلسطينية بتقديم استعراضات غنائية ثورية من التراث الفلسطيني .
كما قدمت الصحفية الفلسطينية سراب عوض كتاب عن تأييد الاتحاد ضد الانقلاب والمعارض خوان غوايدو ، وقد قام المشاركون والحاضرون بوضع توقيعاتهم على الكتاب ، تأكيداُ على تأييد رئيس فنزويلا الحالي “نيكولاس مادورو” .