كشف مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث محبته لنيافة الانبا بيشوي في احد احاديثه حيث قال قداسة البابا تربطني بنيافة الانبا بيشوي عوامل كثيرة من المحبة والثقة، كثير هو الحديث، الذي يمكن أن نقوله عن هذا الأسقف الفاضل.
و تابع البابا المتنيح قائلا:”هو فرع نافع ويانع من أسرة طيبة عريقة الأصل، كنت أعرف عمه الأستاذ الفونس نيقولا. وكان الأستاذ الفونس نقولا هو كبير أقباط دمياط. وكان أيضاً نائباً في البرلمان فيما قبل الثورة، وكان نقيباً للمحامين في دمياط أيضاً. وكان رجلاً فصيح اللسان قوياً في بلاغته، وكانت تربطني به رابطة محبة عميقة. وحينما كنت أذهب إلي دمياط للوعظ، وأنا أسقف، كنت أبيت في بيته في دمياط أو في عشته في رأس البر”.
و أضاف البابا:”كان العم الأخر لنيافة الأنبا بيشوي أستاذاً كبيرًا في الجامعة ومهندسًا كبيرًا أيضًا ورجلاً له مكانته. ولعله عن أسرته ورث هذ الذكاء، فمنذ طفولته وهو انسان نابغ، وحينما كان طالباً في كلية الهندسة كان الأول بإستمرار وكان ينجح بدرجة إمتياز. وعين معيداً في الكلية، ونال درجة الماجستير. ولو استمر في نهج هذا التعليم لأصبح استاذاً كبيراً في الهندسة أو عميدًا، لكنه إختار طريق الرهبنة، وحياة الصلاة والتأمل وتكريس النفس كُليةً لله، بحيث لا يشغله عن الله شئ من أمور العالم كله”، مضيفا ان هذا الذكاء الذي اتصف به نيافة الأنبا بيشوي استمر معه في حياته كلها طبعًا. وكان إلي جوار الذكاء، ولا يزال يتميز بحياة التدقيق. فهو يدقق كثيراً في كل لفظ وفي كل تصرف. ودقته أيضاً صاحبته في التفكير اللاهوتي. فكان له مركز كبير في الحوار اللاهوتي بيننا، وبين سائر الطوائف المسيحية. ودقته أيضاً صاحبته في تحقيقاته مع الأباء الكهنة. وأصبح إنساناً في منتهى الدقة في التحقيق وفي التدقيق.. ففي حوارنا مع أخوتنا الأرثوذكس البيزنطيين كان يمثل ليس كنيستنا فقط وإنما أيضاً كل الكنائس الأرثوذكسية الشرقية القديمة التي يسمونها Oriental Orthodox Churches، تشمل هذه المجموعة الأرثوذكسية من كنائس، (الأقباط الأرثوذكس والسريان الأرثوذكس والأرمن الأرثوذكس في أرمانيا وفي أنتيلياس والاثيوبين الارثوذكس والارتيرين الارثوذكس والهنود الأرثوذكس) كلهم أختاروه يمثلهم في الحوار الأرثوذكسي.
و أختتم البابا حديثه قائلا:”نيافة الأنبا بيشوي بهذا الشكل أصبح لاهوتيًا معروفًا في كنيستنا القبطية. وصار أيضاً يُدرس اللاهوت في القاهرة وفي الأسكندرية وفي شبين الكوم أيضاً، وكذلك في الكلية الأكليريكية بطنطا. وأصبح له رأي يعتد بها في المجالات اللاهوتية بكل تدقيقه وفهمه بالأمور اللاهوتية، كما أيضاً صار مفسرًا للكتاب المقدس وله مقالات منتظمة في مجلة الكنيسة (مجلة الكرازة)… وهو انسان أيضاً له طاقة كبيرة علي العمل، يستطيع أن يسهر إلي ساعات بعد منتصف الليل أو إلي ما يقرب الصباح، له طاقة علي العمل لا يكل. ويتميز أيضًا بأخلاصه، إخلاصه للكنيسة، وإخلاصه لي شخصيًا، وإخلاصه لكل فكرٍ لاهوتي، وإخلاصه لله قبل كل شئ، وهو إنسان متحمس لعمل الخير وجاد في هذا العمل أيضًا”.