تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية والشعب القبطي يوم 27 سبتمبر الموافق 17 توت من كل عام ”بعيد الصليب“، وهو تذكار ظهور الصليب المجيد وتكريس كنيسة الصليب، على يد الملكة ”القديسة هيلانة“ والدة الإمبراطور قسطنطين التي أرادت أن تعثر على صليب رب المجد يسوع المسيح، وذلك في مكان الجلجثة ونالت بركته، بعد إزالة أكوام من الأتربة عثر على ثلاث صلبان، اثنان للصين الأيمن والأيسر، والثالث صليب يسوع المسيح، حيث اكتشفت قوة الصليب المانح للحياة بعد أن وضع شخص متوفى فوقه، ففي الحال قام من الموت، وهكذا تم ظهور الصليب المجيد، وذلك عام 326 ميلادية.
وكثير من الفنانيين فى أنحاء العالم عامة والفنان القبطي خاصة اهتم بالصليب في معظم رسوماته، فاستخدم الألوان المناسبة والمعبرة عن مضمون قيمته الروحية.
كما اهتم بالزخارف برؤيته الذاتية في أشكال رائعة، فنجد الصلبان المجدولة أو المربعة أو المستطيلة، والتي تتكون من أشكال متنوعة في منتهى الدقة؛ لتنقل لنا في النهاية فن يعبر بالدرجة الأولى عن العقيدة المسيحية، لذا نجد رسومات للصليب مبهرة في اللون والخط والتكوين.
كما استخدمها الفنان في زخرفة المخطوطات أو المنحوتات الخشبية أو الجصية، وأيضاً في الطباعة والمشغولات المعدنية والأقمشة مثل فن النسيج القبطي“.
كما نجد لوحات تعبر عن صلب الرب يسوع في تكوينات متعددة ومتشعبة في قوة ومعجزات الصليب المجيد.
وتلك الإبداعات والمخطوطات نجدها غالباً في الكنائس والأديرة الأثرية، وفي المتاحف المصرية والعالمية، كما نجدها في إبداعات فنانينا المعاصرين، أو على جدران كنائسنا المصرية والأوربية، أو في المعارض التي تقام في مصر أو في جميع أنحاء دول العالم.
الصليب يعبر بالدرجة الأولى عن العقيدة المسيحية ومفتاح لنا لنصل إلى السماء، والذي ترتكز عليه تعاليم الكنيسة الأرثوذكسية وتقاليد وميراث أبائنا الأوائل، وهي الخلاص والغفران والفداء والرجاء للحياة الأبدية التي منحها الرب يسوع للنفس المؤمنة والمتعبة من رحلة الإنسان على الأرض والتمسك بالصليب، ”ففيه نجاتي وخلاص نفسي“.
يؤمن المسيحيون بقوة الصليب ويتخذونه شعاراً لحياتهم، والذي معه قوة الله .. يتغلب على كل الأزمات والضيقات في كل مكان وزمان .. حيث جعل الحياة تضيء لنا، كوعده الصادق والأمين….
أبدل لنا العقوبة ”خطية آدم“ بالخلاص والحياة الأبدية ..”ربي يسوع المسيح يا من صلبت عنا ارحمنا“.
وكل سنة وشعب مصر بخير.