موائد إفطار الصائمين من ضيوف وعابرى السبيل بالطريق السريع بمحافظة أسوان، عادات متواصلة ومستمرة طوال شهر رمضان الفضيل، تتسابق عليها القرى الواقعة على الطريق السريع (أسوان /القاهرة) الزراعى فى إفطار الصائمين.. قبل آذان المغرب ويتم إعداد موائد الرحمن المكونة من كليم وطبلية وصوانى الطعام توضع وترص فى انتظار الصائمين من المارة الذين دفعتهم الظروف للسير فى هذا الطريق سواء قادمين من القاهرة أو المحافظات القريبة أو مغادرين لأسوان فى سكة سفر.
ويقول محمد مراد سعيد من أهالى قرية الدومارية بمركز إدفو بأسوان، إن لإطار الصائمين على هذه الطرق يكون إجباريًا ولا يسمح لك بالمرور بالسيارة قبل تناول الإفطار، ويضطر القائمون على تلك الموائد فى بعض الأوقات إلى قطع الطريق أمام حركة السيارات وإيقاف حركة المرور، بوضع حواجز حديدية،، او أفرع الإشجار والكتل الحجرية فى مشهد يشبة كثيرا مشاهد قطع الطريق، ولكن الهدف منه فى هذه الحاله نبيل حيث يتسابق الجميع للطاعة والتقرب الى الله، من أجل أن يستحوز أولئك على الأجر والثواب فى إفطار الصائمين.
ويضيف وليد حسن أحد القائمين على موائد الإفطار من قرية كلابشة، أن أبناء النوبة أهل كرم ومحبة، ودائما ما يحرصون على إقامة تلك الموائد، لإفطار الصائمين على الطريق فى عادة لن تنقطع على الرغم من الحالة الإقتصادية وغلاء المعيشة التى لا تمنعهم من إفطار الصائمين تقربا لله فى هذا الشهر الفضيل، ويكمل أن الأهالى منذ الأسبوع الأول لشهر رمضان نصبوا مائدة أمام محطة كلابشة للسكة الحديد، لإفطار الصائمين على الطريق والقادمين عبر القطارات التى تصل المحطة، حيث يتم تقديم وجبة متكاملة ومشروبات الإفطار النوبية الشهيرة مثل ” الأبرية والكركدية والدوم والسوبيا” كما أن هناك مكام مخصص للسيدات
ويستطرد شعبان الحسينى من قرية الجعافرة بمركز دراو، أن شباب القرية يجمعون أوانى الطعام، الذى يتم إعدادها فى المنازل، ويغرف فى أطباق توضع فى صوانى مع ثمرات البلح ومشروبات أسوان التقليدية، وعند اقتراب الاذان يتم إغلاق الطريق لإجبار المسافرين على التوقف والنزول لتناول طعام الإفطار بالإكراه.
واذا حاول بعض المارة الهروب من كمين الإفطار بحجة أو أخرى فسوف يصادفه كمين ثان وثالث بطول الطريق داخل محافظة أسوان، فالقرى تتنافس من أول يوم رمضان فى إعداد موائد الرحمن على قارعة الطريق السريع.
ويقول هلال الدندراوى، من قرية أبوالريش، إحدى قرى مركز أسوان إن موائد الرحمن البسيطة التى يقيمها أهل القرية تعبر عن الكرم والتكافل وتوطد الصداقات والتعارف.