أعلنت شركة السكر والصناعات التكاملية، الأسبوع الماضي، الانطلاق الرسمي لموسم إنتاج السكر من البنجر، من مصنع سكر أبو قرقاص، بعد توقف إنتاج السكر من المصنع، وهو أقدم مصنع سكر في الشرق الأوسط، خلال موسم القصب، لأول مرة في تاريخه الممتد لأكثر من 155 سنة.
وبعد تعرض الدولة وشركة السكر لهجمة شرسة، بسبب تعليق الإنتاج من القصب، و بسيل من الشائعات المغلوطة عن المصنع، كان قرار رئاسة الشركة دعوة وسائل الإعلام لحضور عملية إطلاق موسم عصير البنجر، و إجراء معايشة واقعية بالمصنع دون توجيه أو تجميل ونقل الصورة الحقيقية للرأي العام، وكانت مؤسسة وطني بين المؤسسات المدعوة.
وكانت أولى الملاحظات التي تتكشف بالتجول في المكان أنه ليس مجرد مصنع بل عدد من المصانع داخل مجمّع واحد، لذا اعتادت شركة السكر في بياناتها و مكاتباتها علي ذكره بصيغة الجمع “مصانع” .
ويقول اللواء عصام البديوي، رئيس مجلس إدارة شركة السكر، أن مصانع سكر أبوقرقاص تنتج السكر، سواء من القصب أو البنجر، كما تنتج الكحول الإيثيلي، ويصل إنتاجها الحالي لنحو 30 مليون لتر كحول سنويًا، نسبة منها تخرج للتصدير وتم تصدير شحنات كبيرة للإتحاد الأوروبي هذا العام، وتنتج نحو 30 ألف طن علف بنجر “مُصبّع” صالح للتصدير، وتنتج فيناس مجفف وهي مخلفات تُخلط مع الأسمدة تكسب التربة خصوبة عالية جدًا وتساعد في استصلاح الأراضي الصحراوية وتحقق عائد انتاجي كبير.. هذا كله بخلاف إسالة ثاني أكسيد الكربون للحفاظ علي البيئة وتوجيهه لأغراض صناعية إنتاجية أخرى .
وكشف البديوي أن مصانع سكر أبوقرقاص، هي المصانع الوحيدة في الشرق الأوسط و العالم، التي تملك خطي إنتاج للسكر في مكان واحد، حيث من المعتاد أن يتخصص أي مصنع للسكر في الإنتاج من نبات واحد سواء القصب أو البنجر. كما هو الحال في المصانع الأخرى في الوجه البحري التي تنتج السكر من البنجر فقط والوجه القبلي التي تنتج السكر من القصب فقط، بينما تنفرد مصانع سكر أبو قرقاص بالإنتاج من النباتين، مما يمنحها ميزة العمل طيلة العام في موسمين.
وفسّر المهندس علاء محمود عثمان، مدير قطاعات مصانع سكر أبو قرقاص، أن المصانع لم تتوقف إنما تم تعليق انتاج السكر من القصب لموسم واحد، بسبب قلة الوارد من القصب بسبب متغيرات السوق و مضاربات مُنتجي العسل الأسود، بينما ظلت المصانع تعمل بموظفيها وعددهم 1115 عاملًا في تقطير الكحول وغيره من المنتجات.