تقاليع اجتماعية مستجدة على طبيعة مجتمعنا الشرقى و ممارسات خاطئة قد ترتكبها بعض اسرنا المصرية فى حق ابنائها غير عابئة بمدى خطورتها على تأكيد الهوية الجنسية للولد أو الفتاة منذ الصغر لنجدها تتعامل ربما بعفوية أو عن جهل مع الولد و كأنه فتاة فيسدل شعره على كتفيه و ارتدائه بنطلونات ملونة و ملابس غير ملائمة لطبيعته الذكورية فى المقابل نجد الفتاة المتصابية فى مظهرها و طريقة ملبسها لتتحدث و تتصرف كما الرجل و لنفرح بوجود ” بنت مسترجلة ” و نقول ” بنت ب 100 رجل ” ليقعوا ضحايا التغرب عن اجسادهم ، كل منهم يعيش بشكل يخالف هويته الحقيقية التى خلق بها و النتيجة ظهور انحرافات و افكار شاذة من حالات مثلية جنسية و شذوذ و محاولات للتغيير الجنسى كانعكاس للخلل الكبير و الاضطراب فى الهوية الجنسية .
و لان التربية الجنسية باتت أمرا ملحا فى عملية التنشئة الاجتماعية لأبنائنا و خارج اطار ثقافة ” العيب ” ، اصبح من المهم و فى اولوياتنا مساعدة الأسر ابنائها بالحب و الاهتمام اكسابهم فهم سوى و واضح لهويتهم و للجانب الجنسى فى حياتهم من منطلق ان تحديد الطفل لذاته و هويته من اسمى الحقوق الاجتماعية خاصة و ان استكشافه الجنسى يمر بفترات للنضوج على مدى سنوات عمره ، و من ثم يأتى دور الاسر و وعيها بأهمية التعامل بشكل سليم مع طفلها بما يؤكد على هويته الجنسية لحمايته فيما بعد من التحديات الاخلاقية المستجدة و الارتماء فى احضان سلوكيات مرذولة بحثا عن الحب و الاهتمام و القبول و الامان .
للوقوف حول أهمية تنشئة الأسر ابنائها و التأكيد على هويتهم الجنسية ؟ و لأى مدى فقدان الحب و الامان كافى لظهور انحرافات و سلوكيات دخيلة على مجتمعنا ؟ و كيف يمكن حماية ابنائنا و كيان اسرنا و سط ما نعيشه من تحديات ؟
تقول ريموندا رؤوف – دكتوراة مهنية فى الصحة النفسية و معلم تربية إيجابية للوالدين معتمد من الجمعية الأمريكية للتربية الإيجابية و مدربة ادارة سلوك ومونتيسورى وتربية جنسية من الطفولة للمراهقة : اصبحت الحاجة ملحة حال تنشئة الأسر لابنهائها التأكيد على الهوية الجنسية للطفل أيا ما كان ولد أو بنت و التعامل معهم بشكل ايجابى و صحى لحمايتهم من اى اضطرابات قد يمرون بها لاسيما فى مرحلة المراهقة نتيجة سلوكيات خاطئة تدفعهم للميل نحو انحرافات و تقاليع باسم الحرية و الدفع بهم فى الاتجاه المعاكس لهويتهم الجنسية كما نتابع و نسمع فى وقتنا الحالى بظهور مشكلة المثلية الجنسية و الشذوذ الجنسى و الرغبة الملحة فى التحويل الجنسى ليصبح من جنس غير جنسه بمعنى ان يعيش الولد بصورة الفتاة و العكس .
أفكار ” مسمومة ”
تضيف ” رؤوف ” بطبيعة الحال ازدادت الحاجة لاهتمام الأسر نتيجة للغزو الثقافى الغربى و ما نتعرض له من محتويات ” مسمومة ” بأفكار غربية بعيدة كل البعد عن الهوية المصرية و الطابع الشرقى بوجود افلام كارتونية تستهدف اطفالنا و ترسخ فى اذهانهم فكر المثلية و العلاقات الشاذة بتصوير العائلة بأن الزوجين من نفس الجنس , و الخطورة فى استغلال براءة الاطفال و وجود التليفونات المحمولة فى متناول ايديهم لنشر أفكار مغلوطة علميا و دينيا لتظهر لنا مشاكل الاضطراب فى الهوية الجنسية نتيجة للمحتوى السيىء الذى يتعرضون له ان لم تنتبه الأسر لذلك الخطر بما يفرض عليها التدخل من البداية و التعامل مع الطفل منذ اللحظة الأولى من ولدته فبمجرد حضنه و الاهتمام به يعطى انطباعا انه غالى و محبوب و مقبول و مرغوب فيه ، كما على الأسر مسئولية متابعة ما يشاهده الطفل و مراجعة ما يتم تقديمه لحماية افكاره من التشتت و تصديق ما يقدم بكونه حقيقة و امرا طبيعى .
تعريف الطفل بهويته .. ضرورة
توضح ” رؤوف ” لعل المسئولية كبيرة و امانة فى تعريف الطفل بنوعه و هويته الجنسية منذ صغره , خاصة و ان الطفل يبدأ فى اسكشاف جسده من عمر سنتين و هى فرصة يمكن التعويل عليها فى تعريفه بجسده و تسمية كل عضو باسمه الصحيح ( ايده , عينه , رجله , … ) , و تبدأ معهم خطوة خطوة من البداية و ليكن حينما تغير ماما ” البامبرز ” تقول لطفلها ” بولا ولد ” أو ” مارينا بنت “, فمعروف ان تطور الهوية الجنسية لدى الأطفال بتمر بمراحل و عليه يفترض قبل بلوغ الطفل عامه الثالث يكون قد عرف نوعه الجنسى و تسمية نفسه بهويته اذا ما كان ولد أو فتاة ليصبح معظم الأطفال فى سن الرابعة لديهم شعور ثابت بهويتهم الجنسية و الاختلافات الجسدية بين الولد و البنت و ان هناك اماكن شديدة الخصوصية , كما يمكنهم تعلم سلوك الأدوار بين الجنسين أى القيام بأشياء يفعلها الأولاد ” و ليكن اللعب بالكرة ” أو أشياء تفعلها الفتيات ” و ليكن اللعب بالعروسة و ان تهتم بها و تأكلها و تغير لها ” , وذلك لان هناك علامات اضطراب قد تبدأ فى مراحل مبكرة بالصورة التى ترغب فيها الفتاة فى ممارسة دور الذكور و لعب بالعابهم الخشنة و البعد عن اللعب بالعرائس فى المقابل تكون هناك مظاهر فى حب الاولاد للعب بالعرائس دون الرغبة فى اللعب مع اقرانه من نفس هويته الجنسية .. و هذا لا يعنى تجنب اللعب بين الجنسين على الاطلاق , بالعكس اللعب بين الجنسين فى المراحل الأولى مهم و جزء طبيعى من تطور الجنس و استكشافه بمعرفة وجود هوية متنوعة بين الجنسين .
” متتهربش ” .. وضح و اتكلم
تؤكد ” رؤوف ” أن الاضطراب يبدأ غالبا قبل سن الرابعة ويزداد قبل الثانية عشرة , و هو أمر لا يقلقنا اذا ما تدخلنا بشكل ايجابى , و ان تعى الأسر جيدا أن جميع الأطفال يميلون إلى تطوير رؤية أوضح لأنفسهم و نوع جنسهم مع مرور الوقت لذا نجدهم يسألون عن جنسهم و ما وجه الاختلاف بين الولد و البنت , و من ثم على الأسر التسلح بمهارات التربية الجنسية السليمة و التخلى عن السلبية و التهرب من مناقشة ابنائها و الرد على اسئلتهم بحجة كونها اسئلة محرجة و فى اطار ” العيب ” حينما يسألون ” هو الدكتور عرف منين انا ولد و لا بنت ” أو ” انا جيت ازاى ” وغيرها من الاسئلة .. هنا لا داعى للانزعاج و توبيخ الطفل ” انت ازاى تفكر كدة ” ” احنا اولاد ربنا حلوين منقولش الكلام ده ” أو ” على آخر الزمن نتكلم فى الحاجات دى ” ” هو خلاص مبقاش فى أدب و لا اخلاق ” بالصورة التى تنفر الابن أو الابنة من فتح باب النقاش فى تلك الأمور و البحث عن معلومات للرد على تساؤلاته من مصار أخرى مشوهة غير موثوق فيها , لذا على الأسر دور كبير فى خلق مساحة للحوار مع ابنائهم و مناقشة افكارهم و استفسارتهم دون التهرب منهم و الرد بشكل منطقى و صحيح دون خجل و انما اعطاء المعلومة حسب المرحلة العمرية بعدما باتت التربية الجنسية أمر ملح ضمن عملية التنشئة الاجتماعية , و غافل من يدعى التخلى عن القيم و خدش الحياء لمن يتحدث مع ابنائه فى تلك الامور بالعكس , مناقشتك و اعطائك من وقتك للحديث معه و معرفة ما يدور فى فكره بيحميه من اللجوء لاصدقاء أو وصوله لمعلومات مشوهة تضره أكثر من ان تنفعه .. لذلك الموضوع يحتاج ان نعطى من وقتنا لاطفالنا و نعطيهم حب و اهتمام و نقرأ و نرجع لمتخصصين يساعدونا فى الرد عليهم و نشارك فى دورات تدريبية و نوعى و نفهم ابنائنا بأن قصد الله من بداية الخليقة خلق الانسان ولد و بنت من خلال ” آدم و حواء ” و لم يكن هناك نوع آخر كما يدعى البعض بان هناك ” تنوع بشرى ” كما اننا لم نسمع ان حواء قالت عاوزة تكون آدم و العكس , و عليه فالعلاقة السليمة من خلال رجل و امرأة فى اطار الزواج , و تلقائى بيترجم لهم ان الجسد مقدس و له قيمته لانه من خلق الله و من ثم فأنا غالى و جسدى له قيمة كبيرة و عليه لا اسمح لاحد انه يلمسه أو ان يتعامل معه بشكل خاطىء , ايضا التوعية بأن البنت مساوية للولد فى كل شىء و لم تكن أقل منه و انما الاختلاف فقط ما هو الا تغيير فسيولوجى .. كل ذلك يحميهم من شر العالم المحيط من تحرش و انحرافات و غيرها اذا ما اشتغلت عليهم و اعطيتهم الحصانة و المناعة الكافية لتشكيل وعيهم و اعطائهم صورة كاملة عن طبيعة الجنس وضبط تصوراته عن الزواج، وإعطاؤه معلومات علمية وطبية عن جسده وتركيبه ووظيفة أعضائه التناسلية بما تجعله رفض اى افكار مغايرة للطبيعى و ما خلقه الله منذ بداية الخليقة .
القدوة الحسنة .. حماية
توضح ” رؤوف ” ان الهوية الجنسية يؤثر فيها التفاعلات مع الأهل والبيئة المحيطة ، فالطفل وإن كانت فطرته وخلقته تنتمى إلى جنسه إلا أنه ينبغى تعزيز ذلك سلوكيا ليستقر لديه ، و هنا نقطة فى غاية الأهمية للتأكيد على الهوية الجنسية من خلال القدوة لتصبح العلاقة بين بابا و ماما محور خلق اطفال اسوياء نفسيا , فمعاملة بابا الطيبة لماما بتعطى للطفل انطباعا طيبا للذكورة بكونه مثال للاحترام و القدوة بما يشبعه داخليا رغبته ان يكون مثله , ايضا الوضع مع الطفلة حال رؤيتها لوالدتها و تعاملها الطيب و الرقيق مع الأب لترغب فى ان تكون جميلة مثلها .. و بالتالى العلاقة الطيبة بين الزوجين ركيزة اساسية فى اعطاء قدوة حسنة و ترسيخها فى اذهان اطفالنا ” انا عاوز اكون زى بابا ” أو ” عاوزة اكون زى ماما ” .
كما انه من واجبنا أن نربى أولادنا على قيم الأنوثة والرجولة ، فنربى الولد على الجلد والمسئولية ، كما نربى الفتاة على الحياء والرقة . و يراعى الا ننشأ الطفل على ما يؤذيه ، كتربية الصبى ” أن الرجل لا يبكى ” ، فليس ذلك ما يعزز الرجولة لديه بينما يعززها أن يصطحبه الأب فى مجالس الكبار، ويكبره ويقدره ويمنحه الحب ويجنبه أسباب الميوعة ، فلا يفرط فى تدليله ويمنع من التزين بزينة إخوته وملابسهم , ايضا من تعليم الصبى الرجولة استشارته فى بعض الأمور وتحميله بعض المسئوليات المناسبة لعمره ومنحه المساحة للتجريب والخطأ بحرص .
للتغرب الجسدى .. اسباب
ترجع دكتورة ايرينى عادل – استشارى طب نفسى بمطرانية الجيزة ، الاضطراب فى الهوية الجنسية لعوامل نفسية نتيجة التعامل الخاطىء من قبل بعض اسرنا و ما يرتكبونه فى حق اطفالنا من أساليب خاطئة ضمن عملية التنشئة الاجتماعية منها على سبيل المثال تعامل الأسرة و تربيتها لصبى وحيدا مع أكثر من فتاة أو فتاة وحيدة بين صبيان ، هنا يغيب على الأسرة التعامل الصحيح و المختلف فى التربية بحسب نوع الجنس و ان لكل من الولد و البنت احتياجاته و اهتمامته لتتوه المسألة لنجد الفتاة تلبس كما اخوتها الأولاد البنطلون و الكوتشى و ربما قص شعرها ” جرسون ” للتتشبه باخوتها البنين .
ايضا الحال مع اسرة تمنت انجاب ولد , و كانت ارادة الله ان تكون بنت ليقرروا التعامل معها على انها ولد و مناداتها باسم ولد لنجد فتاة متصابية تتحدث كما لو كانت ولد و كثيرا ما نواجه هذا النمودج الفج وسط مجموعة بوجود حالة شاذة عن المعتاد و نقول ” بنت مسترجلة ” غير أنها ضحية غياب الاهتمام و الحب الذى يشبع انوثتها و يقدر كينونتها و يتعامل مع رقتها و مشاعرها الحساسة فيصبح لديها ” جوع داخلى لأنوثتها “, و لعل ابسط الأمور الاهتمام بها و بمظهرها و شراء الفساتين و تصفيف شعرها و اختيار لون التوكة المناسبة ايضا مشاركتها احلامها فى وضع ” الميكب ” المناسب لمرحلتها العمرية و مناداتها باسمها أو الدلع المحبب لها من باب الاعتزاز بانوثتها و كينونتها كأنثى جميلة رقيقة , فكل ذلك يحميها من خطر الاضطراب . كذلك الحال داخل بعض الأسر باعلان الوالد كرهه فى انجاب الفتيات , فمثل تلك الممارسات تسبب لدى الطفلة ارتباكا فى هويتها الجنسية .
و لا نغفل ما يحدث على النقيض الآخر من اخطاء شائعة فى تعامل الاسر مع الولد و كأنه فتاة و لنجد مثلا تدليل الأم لطفلها الولد و تعاملها معه بصيغة البنت كأن تقول له مثلا ” انت جميلة ، انت عسلية ، انت حلوة ” ايضا من الوضع الكارثى طلاء اظافره مثل البنات بحجة انه صغير و لا يعرف الفرق بين الولد و البنت أو الباسه ملابس البنات فى مراحله العمرية الأولى وهو خطأ جسيم , ايضا تطويل شعره و تصفيفه بتوكة , الى جانب اختيار اسماء بتقاليع جديدة لا تعرف الفرق بينها و بين البنات , و ربما تدليله بشكل زائد لاسيما حال غياب الأب عن الأسرة بما يفقده معنى الرجولة ليصبح مضطربا فى هويته الجنسية خاصة و ان النظريات التحليلية تقول ان توحد الطفل مع والده من الجنس الآخر قد يؤثر فى ميوله وتكوين هويته , فالولد اللصيق بأمه بشكل كبير قد ينمو ليصبح أنثوى الهوية أو الميول . كما أن الأذى الجسدى أو العنف الجنسى الذى يقع على الطفل فى سن مبكرة قد يجعله يحلم باختفاء هذا الأذى وزواله لو تحول للجنس الآخر مما يؤثر على تطور هويته .. كل ذلك كافى لاحداث الاضطراب و يحتاج لوعى حماية لابنائنا .
تذكر دكتورة ” عادل ” ان اضطراب الهوية الجنسية ليست بقليل , لكنه قد يبقى متختفيا مع ضغط المجتمع , لنجد انحرافات و ميول للمثلية و ممارسة الجنس مع من هم من نفس جنسه أو شذوذ و ممارسة الجنس متقمصين دور الجنس الآخر نتيجة التضارب الواضح بين جنس المولود به الطفل والجنس المرغوب فيه بسبب التنشئة الخاطئة و الاضطراب فى التأكيد على الهوية الجنسية .
اشباع ” خزان الحب ”
تستطرد دكتورة ” عادل ” حديثها ان بامكان الاسر تجنب تلك الأمور اذا ما اشبعت طفلها عاطفيا لاسيما فى الفترة الاولى من ولدته و حتى 3 سنوات ، فتصبح هنا المسئولية مشتركة بين الأب و الأم فى اشباع الطفل عاطفيا من حضنه و الاهتمام به و ما يشبع رغباته داخليا لحمايته فيما بعد حينما يصل لمرحلة المراهقة بما لا يدعه يحتاج لاشباع ما ينقصه من حب و اهتمام خارج اطار العائلة و دفعه لارتكاب اخطاء فى حق نفسه بحثا عن تعويض ما يفتقده و ما يفتقر اليه .
معروف ان الطفل لديه ” خزان حب ” مقسمة نسبة 50% لصالح الأب و 50% لصالح الأم ، و لكل منهما مسئول عن ملء ذلك الخزان ، فإذا ما افتقد الأبن مثلا نسبة ال 50% الخاصة بالاب نتيجة للاهمال أو القسوة هنا يصبح فريسة سهلة للارتماء فى ميول و انحرافات مثلية و البحث عن تعويض نسبة الذكورة فيما هم من نفس جنسه ، كذلك الحال اذا ما افتقدت الابنة نسبة ال 50% الخاصة باهتمام الأم و حبها و قبولها تكون النتيجة هى البحث خارج اطار العائلة عن تعويض ذلك الفراغ بعلاقات خاطئة من نفس جنسها نتيجة للعوامل البيئية التى شوهت لها ادراكها بهويتها الجنسية ، و فى حالة غياب احد الطرفين لابد من تعويضه من داخل محيط الاسرة ففى حالة غياب الأب مثلا سواء انتقال او سفر لابد ان يستبدل دوره من خلال العم أو الخال أو الجد ايضا الوضع حال غياب الأم لابد و ان تلعب دورها الخالة أو العمة أو الجدة لاشباع خزان الحب لدى الابن او الابنة بما يعطيه حصانة كفاية من الانجراف وراء أى تيارات غريبة و دخلية عن طبيعة مجتمعنا و هويته .
لا لتبادل الأدوار
تشير دكتورة ” عادل ” الى ضرورة مراعاة الأسر تصرفاتها و سلوكياتها مع الطفل بكونه حساس و يتأثر بما ينشأ عليه ، فلابد من مراعاة نوعية الالعاب الخاصة بالولد حيث الحركة و اللياقة البدنية من جرى و لعب و تنطيط بخلاف الفتاة لتلعب بالعرائس و ادوات الطبخ خاصة فى السنين الاولى للتأكيد على هوية كل من الولد و البنت جنسيا لأن الخلط فى نوعية الالعاب أو تبديل الأدوار بحجة انهم اطفال يمكنه احداث اضطراب فى الهوية اذا ما وجدنا طفل ولد يقوم بالطبخ فى حين البنت تلعب بالكرة و هكذا .. كذلك الاهتمام مثلا بالألوان المناسبة لكل من الولد و البنت بما يؤكد على هويته الجنسية، فالبنت ملابسها تكون روز أو فوشيا و غيرها فى المقابل اختيار الالوان المناسبة للولد مثل اللبنى او الكحلى و هكذا و بالتالى تصميم غرفة النوم بما يراعى نوع جنسه ، فالأمور التى ربما يراها البعض بسيطة الا انها مهمة جدا فى تعاملنا مع اطفالنا بما يرسخ لديهم هويتهم الجنسية .
تضيف دكتورة ” عادل ” نقطة فى غاية الاهمية انه لابد من التخلى عن المشاكل و العنف داخل محيط الاسرة و جعل الأمور هادئة و بسيطة لينشأ الطفل داخل جو صحى مريح نفسيا لان الغضب و القسوة و الاهمال بتدفع الأبناء للميل نحو انحرافات للتخلص من ذلك الاذى و تعويض ما ينقصه . الى جانب اهتمام الأسر بتوعية ابنائها و تحصينهم من التعرض لاى اعتداءات جنسية و اتاحة الوقت للحديث معهم كيف مر يومهم لأن كثير من الاطفال يتخوفون من البوح لما يتعرضون له من انتهاكات و نتيجة عدم مصارحتهم للأهل يكبر على حاله بأن هذا الأمر طبيعيا ليخرج للمجتمع بميوله الجنسية الشاذة نتيجة للاعتداءات المتكررة فى الصغر دون معرفة الاهل أو تنبها لذلك .