أسواق للخضر والفاكهة .. وثلاجات لحفظ المنتجات الطازجة .. ومراكز لوجستية حضارية
أطلقت وزارة التموين والتجارة الداخلية مشروع مراكز الغذاء الخضراء لأول مرة في مصر، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بشأن زيادة سلاسل الإمداد والمنافذ السلعية، بالتعاون مع وزارة التعاون الدولى وجهاز تنمية التجارة الداخلية والوكالة الفرنسية للتنمية AFD ، ومن جانبه تابع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، موقف تطوير المجمعات الإستهلاكية من خلال برنامج الشراكة بين عدد من هذه المجمعات والقطاع الخاص، وتعد مراكز الغذاء الخضراء أسواقاً ومراكز لوجستية وبيعيه حضارية لكل من تجارتي الجملة والتجزئة كما تضم من ضمن عناصرها أسواق للخضر والفاكهة وثلاجات لحفظ المنتجات الطازجة ..
وأكد الدكتور على المصيلحى وزير التموين والتجارة الداخلية أنه في إطار التأكيد على توجه الدولة لمشاركة القطاع الخاص في مختلف القطاعات الاقتصادية قامت وزارة التموين والتجارة الداخلية بوضع نموذج عمل لإشراك القطاع الخاص في تصميم وبناء وتشغيل الجيل الجديد من المراكز الغذائية الخضراء GREEN FOOD HUBS، لتطوير كفاءة وتسهيل تجارة المواد الغذائية وتطوير منظومة التجارة الداخلية والذى يتضمن إنشاء حوالى 17 مركز على مستوى الجمهورية ، مؤكداً أن الوزارة سبق واستعانت بالجانب الفرنسي، الذي انتهى من إعداد دراسة فنية عن احتياجات مصر من مراكز الغذاء الخضراء، وكيفية إنشاء وإدارة وتشغيل هذه من الجيل الثالث، كما تضمنت الدراسة وضع تصور لعدد المراكز المطلوب إنشاؤها على مستوى الجمهورية وأماكنها والاستثمارات الخاصة بها، تقييم أسواق الجملة الموجودة حالًيا، لبدء عمليات التطوير بالتوازي مع إنشاء هذه المراكز في العديد من المحافظات.
وأكد “المصيلحى” أن إنشاء مراكز الغذاء الخضراء، بالتوازي مع إنشاء المناطق التجارية واللوجستية في العديد من المحافظات، سيعمل على توفير السلع والمنتجات وتقليل حلقات التداول، ما سينعكس على الحد من هدر المنتجات الأمر الذى يصب في صالح المستهلك، تنفيًذا لتوجيهات القيادة السياسية بشأن زيادة سلاسل الإمداد والمنافذ السلعية التي ساهمت في توفير السلع الغذائية في المحافظات، كما يوجد أيضًا مخزون استراتيجي من جميع السلع الغذائية يكفي لفترات طويلة.
الحد من فقدان الغذاء
من جانبها، أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، على أهمية المشروع الذي يُعزز ركيزة الأمن الغذائي، ويعد أحد أهدافه الرئيسية الحد من فقدان الغذاء، حيث يهدف إلى إنشاء بنية تحتية تقدم خدمات ذات قيمة مضافة وتوفر منصة واحدة لجميع الأطراف ذات الصلة بسلاسل القيمة، مشيرة إلى أنه تم التعاون مع الوكالة الفرنسية للتنمية لإجراء دراسة الجدوى لمشروع سوق الجملة التجريبي، والتي أسفرت عن دمج مشروع “مراكز الغذاء الخضراء في مصر” في الاتفاقية المبرمة بين الحكومة المصرية والحكومة الفرنسية في مارس 2021 للمساهمة في تحقيق المشروعات ذات الأولوية في جمهورية مصر العربية. وبالتالي، ستساند الوكالة الفرنسية للتنمية الحكومة المصرية في المسار المًبتكر نحو تنفيذ أسواق الجملة المُثلة بمصر، حيث أن الجانبين تجمعهم نفس الرؤية التي تعطي الأولوية للأمن الغذائي لمستقبل مصر.
ونوهت “المشاط”، قائل: أنه في ظل التحديات والأزمات العالمية الراهنة التي أثرت على دول العالــم أجمع ومــن بينهــا مصــر في عام 2022 ، فقد تدخلت التعاون الدولي بشكل عاجل، تنفيذًا لتكليفات الدولة، لمواجهة تداعيات تلك الأزمات والتحديات من خلال تلبية الاحتياجات، عن طريق التركيز على مسارين هما: تمويل إنشاء صوامع تخزين للحبوب، وتوفير الاحتياجات من السلع الأساسية ومنها القمح .. وأضافت إنه اتساقًا مع تلك الجهود، فقد أطلقت التعاون الدولي “برنامج نُوَفِّي” الذي يمثل منصة لإشراك عدد كبير من شركاء التنمية وممثلي القطاع الخاص والاطراف ذات الصلة، لحشد التمويلات الإنمائية الميسرة والمحفزة لعمل المناخ، وتقديم نموذج للبناء عليه إقليميًا وعالميًا، بما يتلائم مع أهداف مصر في ملف المناخ، عبر آليات التمويل المبتكر والتحول بالتعهدات العالمية لتمويل المناخ إلى التنفيذ الفعلي على أرض الواقع. وقد شمل هذا البرنامج على قائمة مشروعات التنمية الخضراء في قطاعات المياه والغذاء والطاقة، والتي تأتى في طليعة خطوات الدولة لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، وحشد جهود المجتمع الدولي لدعم التحول الأخضر في مصر.
شبكة أسواق الجملة
ومن جانب الوكالة الفرنسية للتنمية، أبرزت مديرة الوكالة الفرنسية للتنمية في مصر، كليمانس فيدال دي لا بلاش، أهمية المشروع في الاسماعيلية باعتباره مشروعًا أساسيًا و نقطة تحول لشبكة أسواق الجملة في مصر، كما أكدت على التعاون المتبادل بين الوكالة الفرنسية للتنمية ووزارة التعاون الدولي ووزارة التموين والتجارة الداخلية وهيئة تنمية التجارة الداخلية منذ عام 2019، كما شددت على الدور المتوقع للقطاع الخاص في هذا المشروع، حيث قالت: أود أن أشيد بالحكومة المصرية على رؤيتها الواضحة منذ بداية المشروع لجعل القطاع الخاص في قلب هذا التطوير.
السوق المحلي والسوق الأجنبي
وأكد الدكتور إبراهيم عشماوي، مساعد أول وزير التموين رئيس جهاز تنمية التجارة الداخلية، أن مراكز الغذاء الخضراء المقرر تنفيذها ستكون من الجيل الثالث وبمواصفات واشتراطات عالمية، بحيث يتم تحويل المخلفات الصلبة وغير الصلبة وتدويرها والاستفادة منها في طاقة نظيفة، مثلما يحدث في أسواق الجملة في فرنسا، حيث يتم إعادة تحويل فوائض مخلفات الخضراوات والفاكهة والأسماك واللحوم إلى طاقة نظيفة، حيث سيتم طرح فرص استثمارية لإنشاء أسواق جملة حديثة من قبل القطاع الخاص بالتنسيق مع مستثمرين ومطورين، منوها أن مركز الغذاء الخضراء ستقدم خدمات وتوفر السلع لكل من السوق المحلي والسوق الأجنبي من خلال فتح قنوات للتصدير وفق الأساليب الدولية المتبعة في التعبئة والتغليف والحفظ ، وتبلغ التكلفة الاستثمارية المبدئية المًقدرة لمركز الغذاء الأخضر بالإسماعيلية حوالى 3 مليارات جنيه مصرياً من خلال مرحلتين يُشارك فيها القطاع الخاص من خلال المساهمة في مرحلة التصميم ، والمشاركة في الإنشاءات والتجهيز، ثم أخيراً القيام بكافة أعمال التشغيل والإدارة ومن المخطط أن يتم البدء في إنشاءات المرحلة الأولى خلال عام 2024 كما ستعمل مراكز الغذاء الخضراء على تقليل الفاقد والهالك من المنتجات من 10 إلى 40%، وكذلك على تحسين الأوضاع المالية للمزارعين ومنتجي الخضر والفاكهة.
وأشار “عشماوي”، إلى أن مراكز الغذاء الخضراء عبارة عن أسواق ومراكز لوجستية وبيعيه حضارية لكل من تجارتي الجملة والتجزئة، كما تضم من ضمن عناصرها أسواق للخضر والفاكهة وثلاجات لحفظ المنتجات الطازجة وكذا عنابر تبريد وتجميد ومناطق لوجستية للفرز والتعبئة والتغليف اضافة الي اسواق للمزارعين، فضلاً عن مباني إدارية وخدمية ومراكز عرض للمنتجات المكملة للنشاط الغذائي وتستخدم هذه المراكز التقنيات التكنولوجية الحديثة في تشغيلها وإدارتها، كما تستخدم الطاقة النظيفة في الإضاءة والتشغيل للمعدات والماكينات وهي ايضاً مراكز صديقة للبيئة لتدويرها للمخلفات بطريقة بيئية حضارية وأمنة .
وأكد مساعد أول وزير التموين رئيس جهاز تنمية التجارة الداخلية أن مراكز الغذاء الخضراء تهدف لتعزيز سلسلة القيمة المضافة للسلع والمنتجات والحد من الخسائر ” الكمية والنوعية ” للمنتجات الغذائية، مما يؤدي لزيادة توافر المنتجات على مدار العام وبالتالي تحسين وضبط الأسعار من خلال زيادة اتاحة المنتجات وإرساء مبادئ المنافسة والشفافية في التداول من خلال هذه المراكز، وأنه بالتعاون مع الوكالة الفرنسية للتنمية والمشاركة مع القطاع الخاص تقرر إنشاء المركز الأول على مستوى الجمهورية بمحافظة الإسماعيلية على مساحة 100 فدان وهو يمثل موقع استراتيجي على مقربة من الموانئ البحرية الرئيسية في مصر، بالإضافة إلى مناطق الزراعة الرئيسية “الدلتا ” وكذلك مناطق الاستهلاك كما يُعد مركز الإسماعيلية للأغذية الخضراء نظامًا بيئيًا متكاملاً لتسهيل أنشطة المزارعين وتجار الجملة والخدمات اللوجستية.
وأشار “عشماوى ” أنها تهدف لرفع كفاءة منظومة التجارة وبنيتها التحتية وتقليل الفاقد والهالك من جراء تداول المنتجات والسلع النهائية وخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة وتساعد علي زيادة معدلات التصدير وجودته وتقديم سلع وخدمات ذات جودة عالية تضاهي مثيلاتها في الأسواق العالمية كما تستخدم الطاقة النظيفة وتدوير أمن وصحي للمخلفات وتخزين أمن للسلع يراعي الشروط البيئية والاشتراطات الصحية وكيان يجمع كافة الأنشطة التجارية واللوجستية في مكان واحد وموقع يتوسط اماكن الزراعات والفلاحة والإنتاج الزراعي للخضار والفاكهة وموقع يتميز بقربة من الموانئ البحرية موقع يقع علي طرق سريعة حديثة .كما تتمثل القيمة المضافة لصالح المستهلك في الحصول علي منتجات من الخضر والفاكهة واللحوم والدواجن عالية الجودة التيقن من مطابقة تلك المنتجات للشروط البيئية والاشتراطات الصحية العالمية وضمان القيمة الغذائية العالية لتلك المنتجات والتمتع بتجربة تسويقية فريدة .