“قررنا عدم الصمت حتى لو كان صوتنا خفيضًا، واخترنا أن أن نرسم علم فلسطين على الأكل لأن فلسطين في القلب، وحتى لو كانت الطريقة بسيطة، لكن يكفينا فخرًا أننا أظهرنا مشاعرنا ولم نكتمها أو نستسلم للسكوت”
بهذه العبارات بدأ أحمد رجب، مالك مطعم بمدينة المنيا كلامه، معبرًا عن الدافع لتقديم مطعمه مأكولات علي شكل علم فلسطين، لافتًا أنه و العاملين في المطعم قرروا عدم الإكتفاء بتقديم دعمًا ماديًا للأشقاء في فلسطين، وقرروا تقديم مساندة معنوية، عبر مجال عملهم، و قال “نثق أنه حتي لو كان الأسلوب بسيطًا لكن يكفي أننا لم نختر الصمت ونذِّكر أهالينا في مصر بإخواننا في فلسطين”.
وأضاف “رجب”، أن الطهاة في مطعمه أبدوا رغبة في رسم علمي مصر و فلسطين سويًا عبر المأكولات المقدمة، وتوافقت رغبتنا كملَّاك للمطعم مع مشاعر العاملين، مؤكدًا أن رد الفعل من قبل العملاء المترددين علي المطعم أسعدهم جدًا، ولمسوا ترحيبًا وتشجيعًا من الناس.
وشدد “رجب” أنه لم يخطر في بال أي من المسئولين أو العاملين بالمطعم أن الأمر سيلقي رواجًا علي “السوشيال ميديا” أو اهتمامًا إعلاميًا، إنما كان الأمر يمثل نوعًا من الدفاع عن القضية الفلسطينية، ولكل إنسان أن يدافع ويعبر بطريقته المتاحة أمامه، وهذا أفضل من الصمت .
وقال “الشيف” عمرو عصام، واحد من الطهاة الذين قرروا تقديم مأكولات علي شكل علم فلسطين الشقيقة: “قدمت أطباق من عدة أنواع من المأكولات والسلطات والبيتزا وغيرها على شكل علم فلسطين وعلم مصر، وهذا رغبة مني في التعبير عن الدعم للإخوة الفلسطينيين، فنحن نشاطرهم الشعور عندما نتابع حجم المآسي التي يمرون بها، و أحمد الله أن أصحاب المطعم الذي أعمل فيه يتمتعون بحس إنساني راقي، ووافقوا على فكرتي ودعموها”.
أما إيمان صالح، مالكة ومديرة أحد المطاعم فقالت: “كلنا عايزين نشارك في دعم القضية الفلسطينية، فقدمنا ولو جزء بسيط من أشكال التضامن، عندما قدمنا منتجات مطعمنا على شكل أعلام فلسطين ومصر، بمعاونة “الشيفات” الطهاة العاملين معنا، لأننا جميعًا متأثرين لا ننعم بنوم الليل بعد ما نراه من تصوير للواقع الأليم خاصة في غزة، ولما قررنا تقديم المساندة ولأننا مطعم لم نجد أرقي من أن نقدم منتجاتنا على شكل أعلام فلسطين ومصر”.
وأضافت “إيمان” : فوجئنا برد الفعل والتعاطف الكبير من المترددين علي مطعمنا، ولن أنسي رد فعل العميل الأول الذي فوجئ بطلبه علي شكل علم فلسطين فاغرورقت عيناه بالدموع، وقال لنا بارك الله فيكم أحسنتم”
وشددت “إيمان” في التأكيد:” إن كان ما نقدمه في مطعمنا هو مجرد مشاركة وجدانية، ولكن تعاطفنا لن ولن يقف عند هذا الحد، فنحن وأخرين نقدم جزء من دخلنا للأبرياء في غزة وفي فلسطين عمومًا، و جميعنا رأى ويرى طوابير المقبلين على التبرع بالدم لصالح مصابي غزة، وليعلم أحبائنا في فلسطين أننا عن حب صادق نقدم دمائنا، وإن كنا نقدم دماءنا فهل ننسى فلسطين على موائدنا؟!”.