96- تلذذ بالرب (1)
وجد كلامك فأكلته, فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي, لأني دعيت باسمك يارب إله الجنود (إر15:16).
* مزمور 37 كتبه داود النبي, ويتكون من 40 آية, ويحكي قصة حياة الإنسان, الإنسان المستقيم والإنسان الشرير.
* هو مزمور للحياة, فيه خبرات تستطيع أن تقيس عليها نفسك. ويحتاج أن تقرأه بعناية وتمهل كل يوم, لكيما تدخل إلي أعماقه.
أولا: معني التلذذ بالرب
* تلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك.
* تلذذ كلمة رقيقة تتكلم عن الإنسان وحضور إرادته ليتلذذ بالرب.
* التلذذ بالرب كلمة جامعة لكثير من المعاني, أي: افرح, عش, تذوق.
ثانيا: لذات خاطئة
* الإنسان البعيد عن الله يجد لذته في أمور كثيرة. ففي مثل الزارع يقول عن البذار التي وقعت في أرض ملآنة شوك وحال نمت اختنقت من هموم الحياة ولذاتها.
1- لذة المال
* من الممكن أن يجد أحد لذته في ماله, وأقرب مثل الغني الغبي.
2- لذة العنف
* هناك من يجد لذته في القتال والعنف, وهذا انحراف في النفس.
3- لذة مضايقة الآخرين
* هناك من يجد لذته في مضايقة الآخرين.
4- لذة البعد عن الله
* هناك من يجد لذته في أن يبتعد عن الله.
* هؤلاء أصبحوا بالملايين في العالم تحت مسميات كثيرة, مثال: الزواج المثلي, والإلحاد, وعبادة الشيطان.. إلخ.
* في بعد الإنسان عن الله أوجد لنفسه آلهة أخري.
5- لذة الانحراف الأخلاقي
* بعض الناس تجد لذتها في الانحراف الأخلاقي, كالخلاعة بصفة عامة, ومن يسقط في هذه الهوة لا يشعر براحة في قلبه النفس الشبعانة تدوس العسل, وللنفس الجائعة كل مر لها حلو (أم27:7).
* كل من يجد لذته بعيدا عن الله لا تدوم لذته إلا لوقت قليل. لنتذكر سليمان الحكيم الذي كان له كل شيء حتي وقف يوما وقدم لنا هذا الاختبار (جا2:10, 11). هذه اختبارات حقيقية سجلت في الكتاب المقدس لنستفيد بها.
ثالثا: سمات التلذذ بالله
1- البركة في القليل
* من يعش مع الله يستمتع بكل ما في يده مهما كان قليلا بسيطا, لأنه يشعر أن بركة الرب هي تغني.
2- الثبات في المسيح
* بولس الرسول عاش نصف حياته بعيدا عن الله, يضطهد كنيسة الله بإفراط, لكن عندما اكتشف موضع اللذة الحقيقية في شخص الله قال: من سيفصلنا عن محبة المسيح؟ (رو8:35).
3- الرضا في كل حين
* يتلذذ الإنسان مع الله في كل الأحوال, وليس وقت الفرج, حتي في التجارب احسبوه كل فرح يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة (يع1:2), يتلذذ مع الله في وقت الخسارة ووقت المكسب.
4- التركيز في العاطي (شخص المسيح)
* كثيرون وجدوا لذتهم لدي الله, كمريم أخت لعاذر.
رابعا: كيف لنا أن نتلذذ؟!
ضع أمامك بعض الوسائط الروحية, مثل:
1- الصلاة والتسبيح
* هي الفترة والوقت الذي تأخذه في حياتك وتحوله لحساب الله, فالمسيح علمنا أن نصلي كل حين, فأعمالنا ومسئولياتنا صلاة أمام الله.
* الصلاة هي شكل من أشكال اللذة, فداود النبي يقول: يا الله, إلهي أنت (مز63:1), هذا العطش يتحول إلي لذة الوجود مع الله.
* الأجبية وسيلة من وسائل التلذذ بالحضور أمام الله.
* القديس مارإسحق السرياني يقول من علامات التلذذ: تصير الجمل حلوة في فم الإنسان أثناء الصلاة, ولذلك يأخذ الإنسان في ترديد الجملة الواحدة مرات عديدة جدا, ومن هنا كانت الصلاة السهمية التي يكرر الإنسان فيها العبارة, لأنها حلوة في فمه.
* القديس مارإسحق يقول عن الأنبا أنطونيوس: كان يصلي طوال الليل حتي إذا بدأت الشمس في الظهور يقول لها: لماذا تعوقيني؟ أتشرقين لكيما تأخذيني من أشواق النور الحقيقي؟.
2- الجلوس مع الله
* الاستماع إلي الله كما نستمع لمرشدينا, أي تجلس وتستمع إلي كلمة الله في الإنجيل المقدس (إر15:16), وداود النبي يقول: شريعتك هي لذتي (مز119:77).
* الله يشعر بما في قلبك قبل أن يخرج بكلمات مسموعة, وأهم ما في سؤل القلب هو السلام الداخلي, فالعالم من حولنا يجعلنا نعيش في عاصفة من الضوضاء, خذ وقتا تخصصه لقراءة الإنجيل بنفس صافية, لا تترك حياتك تسير علي نفس الوتيرة.
3- الأسرار
* بالأخص سر الإفخارستيا: فرحت بالقائلين لي إلي بيت الرب نذهب, واحدة سألت من الرب وإياها ألتمس أن أسكن في بيت الرب كل أيام حياتي.. إلخ.
* في القداس عش في كل كلمة, مشاركا فيه كليا. الإنسان عندما يتمتع بصلوات القداس ويفهم المعني الداخلي لكل كلمة في القداس, يصير في طريق القداسة, وهو وسيلة الثبات في المسيح.