افتتح الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، المتحف اليوناني الروماني بعد الترميم، وتطوير المنطقة المحيطة، يرافقه كل من: السيد أحمد عيسى وزير السياحة والآثار، والدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، والدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، واللواء هشام آمنة وزير التنمية المحلية، واللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، وسفيري اليونان وقبرص لدى مصر، والدكتور مصطفى وزيري أمين عام المجلس الأعلى للآثار، والدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، والأستاذ مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف بوزارة الآثار، وعدد من سفراء وقناصل الدول في القاهرة والإسكندرية ومسئولي المتاحف الإيطالية البارزة.
جاءت خطة تطوير المتحف اليوناني الروماني بهدف تعزيز الرسالة العلمية والثقافية التنويرية لهذا الصرح الأثري، خاصة مع كونه واحدًا من أهم وأعظم متاحف حوض البحر المتوسط بأسرها، بالإضافة إلى السعي لوضع الإسكندرية مرة أخرى على خريطة أولويات السائح الأجنبي، وجذب عدد أكبر من الزوار لدعم الاقتصاد الوطني.
هذا وتجدر الإشارة إلى أنه قد تم إغلاق المتحف في عام 2005م بهدف البدء في مشروع ترميمه، وبالفعل تم البدء فيه عام 2009م، إلا أنه توقف عام 2011م لعدم توافر الاعتمادات المالية في ذلك الوقت، واستأنف العمل بالمشروع عام 2018م حتى تم الانتهاء منه بالكامل وافتتاحه اليوم.11اكتوبر 2023
ارتكزت الرؤية العامة لمشروع ترميم وتطوير المتحف على تنوع الموضوعات داخل قاعات العرض المتحفي، عبر تغطية مساحات تاريخية من تاريخ مصر القديمة بوجه عام والإسكندرية بوجه خاص، مع طرح أقسام جديدة بالمتحف لخدمة الفكر المتحفي الحديث بما يجذب زوار المتحف من الداخل والخارج؛ لإبراز المزج الفكري والفني بين كل من الحضارات المصرية القديمة واليونانية والرومانية والقبطية والبيزنطية.
يضم المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية بعد التطوير 6 آلاف قطعة أثرية، ويتكون مبنى المتحف من:
– الطابق الأرضي وبه 27 قاعة عرض، تُعرض القطع الأثرية فيها بالترتيب التاريخي، بداية من عصر ما قبل الإسكندر الأكبر بالقرن الخامس قبل الميلاد، حتى العصر البيزنطي بالقرن السادس الميلادي، كما يشتمل الطابق الأرضي على الحديقة المتحفية “الباثيو” ومخازن الآثار ومعامل ترميم الآثار العضوية وغير العضوية بالإضافة إلى دورات المياه.
– طابقً يعلو الطابق الأرضي “الميزانين” يضم 4 قاعات، هي: قاعة التربية المتحفية، والأرشيف والتسجيل، وقاعة المستنسخات الجبسية “الجيبسوتيكا” والتي كان يعرض بعضها بالمتحف القديم، وقاعة الدراسة.
– الطابق الأول وتُعرض به القطع الأثرية وفقًا للتصنيف النوعي، ويضم عدة قاعات من بينها: قاعة النيل، والصناعة والتجارة، والعملة، والفن السكندري، ومنطقة كوم الشقافة والبوباسطيون. بالإضافة إلى مكتبة تضم أندر الكتب بالعالم وقاعة للمحاضرات، وكافيرتيات، ومطاعم، ومخازن الآثار، ودورات مياه.
تضمن المشروع رفع كفاءة الخدمات المقدمة للزائرين بما يعمل على تحسين التجربة السياحية وجعلها أكثر جاذبية ويسرًا، حيث تم تزويد المتحف بقاعة للمؤتمرات وبيت للهدايا، كما تم إتاحة المتحف لاستقبال السياحة الميسرة من ذوي الهمم حيث تم تخصيص دورات للمياه ومصاعد، وأماكن للتربية المتحفية خاصة لهم.
جدير بالذكر أن المتحف اليوناني الروماني والذي يُعد ثاني أقدم متحف في مصر، تبلورت فكرة إنشائه؛ حفاظًا على الإرث الثقافي لمدينة الإسكندرية، خاصة مع تحقيق العديد من الاكتشافات الأثرية بها منذ عام 1878م، ولذا تم اختيار الموقع وقام المهندسان الألماني ديتريش والهولندي ليون ستينون ببناء مبنى المتحف الحالي على طراز المباني اليونانية، ليتم افتتاح المتحف في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني في 26 سبتمبر عام 1895م، ثم تم تسجيل المتحف في عام 1983م ضمن الآثار الإسلامية والقبطية.