عقد منذ قليل بمقر الهيئة العامة للاستعلامات بمدينة نصر، مؤتمر صحفي عالمي ترأسه رئيس الهيئة الأستاذ ضياء رشوان، بهدف توضيح أبعاد وتحركات الموقف المصري من الأوضاع الراهنة الخطيرة في قطاع غزة والمنطقة عمومًا، حضر المؤتمر عدد كبير من ممثلي الإعلام والصحافة الأجنبية والمصرية والعربية.
أوضح “رشوان” أن مصر تحذر باستمرار من تداعيات العنف الاسرائيلي ومن التخلي عن القضية الفلسطينية التي هي “قضية القضايا”. وأضاف أن البعض ظن أن القضية الفلسطينية قد انتهت، فيما أن القضية الفلسطينية تفرض نفسها، فنرى تحركات أساطيل وتحركات دبلوماسية خشية انفجار السلم العالمي.
حذر “رشوان” من أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مهدد بالانفجار في أي وقت، ما لم يتم الوصول لحل نهائي.
وأضاف أن مصر ترى أن القضية الفلسطينية يجب أن تحل طبقًا لمرجعيات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن، كما ترى مصر أن الحل يكمن في حل الدولتين، وهو ما اتفقت عليه كل الأطراف التي شاركت في قمة القاهرة للسلام.
وأردف أن ما يحدث اليوم من عنف يرجع إلى عنف يعود إلى سنوات طويلة من الجانب الإسرائيلي، وشدد “رشوان” أن ذلك ليس تبريرًا؛ بل تفسيرًا.
وطالب رئيس هيئة الاستعلامات, بوقف العنف تجاه الأشخاص والمقدسات سواء المسجد الأقصى، أو الكنائس.
كما شدد على أن مصر تدين بالقطع أي استهداف للمدنيين من الجانبين.
وأشار ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إلى أنه تم دخول ٥٤ شاحنة تحمل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة حتى أمس، مؤكدًا أن عدد شاحنات المساعدات التي دخلت إلى قطاع غزة لا تفي باحتياجات الفلسطينيين، موضحًا أنه قبل الأزمة الأخيرة كانت عدد الشاحنات التي تدخل القطاع من ٤٠٠ إلى ٤٥٠ شاحنة في اليوم، كما أشار إلى عدم سماح قوات الاحتلال بدخول الوقود إلى غزة.
وأكد أن أولوية مصر حاليًا هي وصول الدعم الإنساني والإغاثي إلى قطاع غزة، خاصةً وأن سكان قطاع غزة مهددون بالموت في أي لحظة جراء تواصل اعتداءات الاحتلال. وقال إن مصر لن تدخر جهدًا في فتح معبر رفح أمام المساعدات.
وأوضح “رشوان” أن طيران الاحتلال الإسرائيلي قام بقصف معبر رفع أربعة مرات من الجانب الفلسطيني، ومصر تكفلت بإصلاحه.
في حين شدد “رشوان” أن مصر تحذر من تصفية القضية الفلسطينية عن طريق التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم، مؤكدا أن مصر لن تسمح بأية تداعيات سلبية على أمنها القومي باعتباره خط أحمر، موضحا أن مصر تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار والبدء في المفاوضات بين الجانبين. في حين أكد “رشوان” ان المنشآت الطبية المصرية على استعداد تام لاستقبال المصابين القادمين من قطاع غزة.
وعلى صعيدٍ آخر أكد “رشوان” أن مصر ترى ضرورة العمل على ملف المحتجزين بجانب العمل على ملف المساعدات، وأنها تبذل جهودًا كبيرة في هذا الملف، وقد ظهر ذلك جليًا في إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين بالأمس.
وتساءل رئيس هيئة الاستعلامات، لماذا ترفض إسرائيل دخول وسائل الإعلام العالمية إلى قطاع غزة؟ موضحا أن نتيجة القصف الإسرائيلي وصلت لأن ١٢ مستشفى خرجت من الخدمة في قطاع غزة وتم تدمير ٢٥ سيارة إسعاف، هذا بالاضافة إلى تدمير وتضرر ١٨١ ألف وحدة سكنية، وهدم ٣٢ مسجد وتضرر ٣ كنائس جراء الاعتداءات الإسرائيلية.
وقال “رشوان” إن السلطات الإسرائيلية هي المسؤولة عن تعطيل خروج الرعايا الأجانب من غزة عبر معبر رفح.
وقال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إن الادعاءات حول بدء المقاومة الفلسطينية التصعيد مع الاحتلال أمر مخالف للتاريخ، مشددًا أن الاحتلال يقوم بمعاقبة الأسر الفلسطينية بهدم منازلهم بطريقة همجية لا يوجد لها مثيل في أي دولة بالعالم.
وأكد “رشوان” أن القيادة السياسية المصرية تلقت وأجرت عشرات الاتصالات لوقف تدهور الموقف في قطاع غزة، وأكد أن مصر تؤيد حق المقاومة كحق مقرر في مواثيق الأمم المتحدة، مضيفا أن قمة القاهرة للسلام جاءت في وقت حرج بمشاركة دولية واسعة الأطراف.
وقال “رشوان” إن مصر ترسل رسالة واضحة لإسرائيل: “ليس هناك طرفًا منكما سيبقى وآخر سيزول”.